أصبح من المتعذر الحديث عن المصالحة الآن و في ظل الواقع المرير الذي نشهده وفي ظل التنافر والخلاف حتى في المسائل التي تقرب من الله وفيها الرحمة
وغدت فكرت الوطن الواحد دعاية إعلامية مضللة ليس إلاَّ يستخدمها تجار سياسة فاشلين وكهنة من عصر الإنحطاط وثبت بما لايقبل الجدل إن عصر العراق الواحد القديم ولى إلى زوال ، ونحن إذ ننطلق في تقريرنا لهذه الحال من الواقع المعاش ، فكلنا شهود على شكل الإنفراط الذي حدث من خلال تبيين و تثبيت حال هلال شهر شوال لهذه السنة ، وكيف إن العراقيين إنقسموا فريقين بل طائفتين ؟ كل منهم له عيده وصلاته وكل منهم له عبادته وصومه وكأنهم يعيشون في بلدين مختلفين ، والحق إن ذلك لايضير أعني إن كانوا قد أتخذوا قراراً في التقسيم ، إنما الضرر حينما يكون ذلك تعبير عن حال وطن واحد له أفق واحد ورؤية واحدة ، و هنا يجب القول بأن المسؤولية ملقات بكل تأكيد على عاتق الحكومة التنفيذية التي كان يجب عليها ان تشكل لجنة مؤهلة عادلة من رجال دين وعلماء متخصصين لرصد حركة القمر في ولادته وظهوره متى وكيف وأين ؟؟؟ ثم بعد التحقق من ثبوت الهلال لدى هذه اللجنة يجب عليها ان تعلن للناس ماثبت لديها من معلومات كما تفعل كل الدول التي تحترم نفسها ، على ان تكون هذه اللجنة مشتركة من أهل السنة والشيعة في عملية توحيد طوعي للوقف الشيعي والسني لمثل هذه المناسبات ، وهذا الأجراء واحد من مهام الحكومة التي يجب ان تقوم بها بكل حرص وتفان إن كانت بالفعل تريد ان تقوم بمصالحة وطنية فعلية وغير دعائية وليست كاذبة أو من اجل ترضية أصحاب القرار الدولي التي تضغط بهذا الإتجاه ، المبادرة التي من هذا النوع يجب ان تكون من اجل صنع المستقبل وتحديد ملامحه ، وهذه هي واحدة من أهم المزايا الواجب توفرها بمن يريد ان يكون زعيماً لوطن مثل العراق بكل تناقضاته ومشكلاته ، وليس القضية هي مسألة وقف سني هنا ووقف شيعي هناك ثم نقطة أنتهى !! ، وأنا واثق لو حصل هذا الجهد سيكون مشكوراً من الجميع فتوحيد المواقيت للعراقيين هي البداية الصحيحة لمن يريد التحدث امام العالم عن الجهد المبذول في المصالحة بحيث يكون حديثه عنها منطقياً وواقعياً وأنا أضمن له القبول والرضى ، وعندها سيكون هذا القرار بمثابة التأسيس للواقع العراقي الموحد وليس للواقع العراقي الذي تفرضه قنابل ومتفجرات الطائفيين والأرهابيين ، وإذا كنت ممن يعتقد بان الحكومة الحالية في شكلها ورسمها البدائي الممل غير قادرة على ان تصنع المعجزة وتحقق مايجب عليها وماينبغي من إستحقاق وطني ودولي وأقليمي ، ولهذا يجب عليها أعني على الحكومة ان تخلق الإرادة وان تعمل من اجل هدوء البال عبر هذه الطرق لتخفيف وطأة المخاوف التي يتحدث عنها الطرفان ، وهذا الأمر ليس مستحيلاً ولا أظن ان المرجعية ستقف بوجهه بل أظنها ستبارك كل ما من شأنه وضع الأساس للوطن الجديد ولكن مع هذا الانقسام الحاد والاصرار على ان لكل شرعة ومنهاجاً فان ذلك بمثابة التأسيس لتفكيك الوطن وصنع التقسيم ضمن خطوات نفسية ومذهبية وإجتماعية ، وأنا هنا إنما أريد للمحاولات التي يقوم بها عمار الحكيم ان تأخذ حيز من الواقعية السياسية التي يمكن التأسيس عليها خارج نطاق مالنا وماعلينا وهي إرادة من أجل بناء الثقة وتحييد الأرهابيين وإخراجهم من ديار الوطن أرى ذلك من خلال زيارة الأنبار وهي خطوة بالإتجاه الصحيح ، وهذه هي المهمة ومن أجلها ينبغي تجاوز البناءات العقدية والتشريعية الداخلة في باب المباح ، فالعيد كان يجب ان يكون هو اليوم الذي تعلنه الدولة للجميع إذ من غير اللائق ان يحتفل رئيس الجمهورية بعيد ورئيس الوزراء بعيد أخر ، أمر غير مستساغ وغير مفهوم وغير جائز إلاّ في ظل التقسيم أعني ان كل واحد يعبر عن رأي طائفته وقومه وبالتالي فهم لا يمثلون العراق وليس من حقهم الإدعاء بانهم من يمثله ، وهنا يصح لنا القول هذه سرقة وطن وتضليل شعب ، رؤية الهلال مع هذا التطور العلمي الهائل في المراصد والتلسكوبات قادرة بالفعل على حسم النزاع في مفهوم الرؤية وهنا يجب ان نرفع القبعة للعلامة فضل الله فقد خرج عن النمطية البالية ليقدم رؤية غاية في الجودة وهي تربية لمن أراد ان يخرج من العباءة الإيرانية التي أفسدت علينا كل شيء حتى أفراحنا وأحزاننا وأيامنا تدخلت في خصوصيات خصوصياتنا لهدف خاص بها تريد تسويقه بيننا نحن العراقيين