مع إقتراب موعد تقديم تقرير القيادة العسكرية للرئيس بوش في سبتمبر القادم ، تتكثف جهود المجموعة التي أستغلت الأمريكان لتحقيق كل مطالبها من التقسيم ووضع اللمسات الأخيرة على فرهدة العراق وتوزيع ثرواته بينهم بالباطل
وكذا تحجيم دور المنافسين كما يتجلى هذا السلوك في طبيعة الأستدراج العمدي لمنطق الغلبة ومحاولة تيئيس الناس وإطالة أمد المعانات لديهم ، وكلنا يعلم إن أمريكا قد فقدت الكثير من مصداقيتها حين سلمت العراق إلى غير أهله ممن يريدون تغير ثقافة وطبيعة المجتمع عبر مخطط إيديولوجي يعمل على تأسيسه ببطء وهي في عملها هذا قد قدمت خدمات لا تحصى لإيران التي إستطاعت بحكمتها أن تتفرد في تكييف العراق وترويضه حسب ما تريد وترغب وتشتهي ، من خلال هيمنة مخابراتها على كل تفاصيل العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري ومن خلال هذا الجيش المروج لها بالسر والعلن ، يجب ان يعلم الناس إن هذا التكتل الجديد يحقق لإيران أقصى ما تطلبه من خلال تلك الاحزاب التي وقعت على وثيقة التقسيم رسمياً من قبلهم على أمل ان يصار لاحقاً لرسم حدود المناطق وتقديمها إلى الأمم المتحدة للمصادقة عليها وهذا الأمر قد يتمدد فترة من الوقت لاتطول في الغالب ، الأربعة يكرسون الحالة وفق منظور قومي وطائفي وحصر المجاميع السنية بينهم على أساس توزيعهم لاحقاً على إدارات الأقاليم ، ووفق الخطة سيكون القسم الأكبر من سنة العراق مع أقليم الكرد ويخير الباقي بين الشيعة أو ضمهم للأردن أعني بهم مجموعة الأنبار وماحولها ، خاصة في ظل إنقسامهم وتناحرهم الشديد .
ويدفع بالحزب الأسلامي لتحديد موقفه من هذا عبر الإغراء الذي يحسن فعله الأربعة تجاه مخالفيهم والأغراء له صور وأنماط متنوعة مع إدخال العامل الخارجي في الوسط للضغط والحزب الإسلامي يغير مواقفه دائماً كالقناص الذي يبحث عن صيد ، لقد حلم السنة الذين شاركوا في العملية السياسية في فرملة قطار التقسيم ولكنهم فشلوا كثيراً ذلك لوقوع أتباعهم في شرك الفعل ورد الفعل الذي حول البعض منهم إلى إرهابيين ومرتزقه ، وهي عملية مدروسة وقرئة بامعان من قبل دوائر مراقبه وجاسه للنبض والحركة ، دعوني أقول لكم أيه الأخوة ان هذا التحالف أستبعد عن عمد الوطنيين كلهم جميعاً طرد التيار الصدري من صلب وواقع المناقشات وهمش حزب الفضيلة وتناسى دوره في تقوية الأئتلاف كذلك فعلوا مع علاوي وقائمته واحمد الجلبي ومؤتمره والشيوعي وجميع الليبراليين وجميع العشائر الوطنية ومجلس الحوار الوطني وجماعة التوافق الذين غيبوا ، لقد كان التحالف مدبر بليل ليحمي نوايا الكرد وبعض الشيعة ، ومطاليبهم في الإنفصال .
هذا التحالف مردود لأنه جزء المجزء وقسم المقسم وبدلاً ان يتنادى للم الصف والخروج من دائرة المحاصصة الطائفية فانه عمد لتعميقها وتهديد القوى الرافضه لها بحجة تعطيل العملية السياسية ، والغريب ان البعض صار يتحدث عن مشروع طائفي بعدما كان بطلاً قومياً أو هكذا يصور لمن يضللهم ، والتحالف مرفوض لأنه يأتي والحديث مايزال عن الممكنات التي باستطاعتها ترميم ومعالجة الخلل ، فالهروب إلى الأمام ليس حلاً ولاينبغي ان يكون ونحن في مواجهة البحث في الدرس الأول من الوطنية ، الهروب ليس مقبول ولا هو الضمان للبقاء في الكرسي مدة اطول ، والظاهر ان اصحاب السلطة ممسكون بها حتى لودفن العراق بأهله المهم البقاء .
يحق لنا الآن القول ان امريكا مدعوة لتصحيح الخطأ ولا عيب في ذلك ولا هو تغيير للمسار الديمقراطي الذي يسوق في الإعلام ، فامريكا تعلم ان هذه الديمقراطية غريبة ومقززة وخارجة عن الاصول الدستورية ، ولكي نخرج من هذا المأزق يجب فسح المجال للقوى جميعاً لتعمل على خلق مناخ الحركة الذي يمكنه فتح مجال الحوار والدخول إلى ساحة عمل البناء الوطني من دون تعالي وكذب وتزييف فالحال أصبح امام العالم كله مكشوف فلن ينفع بعد التحايل أو إستدراج القلقين وأستعمالهم كأوراق دعاية لا غير ، وعلى الجميع التنبه قبل فوات الأوآن ..