لم يكن مخطئاً رئيس التحرير الاستاذ عبد الباري عطوان حينما قال في افتتاحية القدس العربي ، (الحرب قادمة.. والعرب وقودها) ليوم الاربعاء الماضي 1آب (اغسطس) 2007، ان العد التنازلي للحرب الامريكية تجاه المفاعل النووي الايراني قد بدأ،
وفي اعتقادي اننا ربما نعيش لحظاته الاخيرة، فحقائق ذلك تترجم يوماً بعد آخر، ومن خلال تحركات العديد من المسؤولين الامريكيين وعلي رأسها جولة السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية، ووزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس، وكان آخرها تصريحات السيناتور الجمهوري توم تانكر يدو الجمعة الماضية، الساعي الي الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة، التي تضمنت عبارات شديدة التهديد بقصف الاراضي المقدسة في مكة والمدينة المنورة، رداً علي اي هجوم ارهابي نووي ضد الولايات المتحدة، زعمه ان هذا التهديد سيجعل من يحضرون لمثل ذاك الهجوم يتراجعون عن رأيهم، حسبما ذكرت الوكالة الامريكية اسوشيتدبرس الجمعة 3/8/2007، هذه التصريحات لهذا السيناتور الامريكي باعتقادي هي مجرد قياس امريكي لنبض تنظيم القاعدة والحركات الجهادية الاسلامية، خصوصاً حركتي حماس وحزب الله والمقاومة العراقية، قبيل ان تشعل امريكا وحلفاؤها الحرب الامريكية علي ايران، لا اقل ولا اكثر، تفسير ذلك في عدة نقاط، اولاً: ان السيناتور توم تانكر هو جمهوري اي ينتمي الي حزب الرئيس الامريكي جورج بوش، ومن غير المستبعد ان يكون هو من لقنه تلك الكلمات، عله يتمكن من الحصول علي رد او قياس لردة فعل القاعدة او مدي استعداديته او جاهزيته وحلفاءه من الحركات الجهادية المسلمة، اذا ما اعلن شارة البدء لتلك الحرب الطاحنة. ثانياً: الولايات المتحدة تعرف جيداً وبكل خبرائها العسكريين بان ايران لن تستطيع ان تطالها بأي ضربة نووية، لانها بعيدة جداً علي الخارطة العالمية بالنسبة لايران، والجميع يعرف ذلك، ومن سابع المستحيلات ان تصلها الصواريخ النووية الايرانية، اذاً فماذا يقصد هذا السيناتور برده بقصف المقدسات الاسلامية في السعودية لمنع اي هجوم نووي ارهابي علي الولايات المتحدة الامريكية؟
ثالثاً: السيناتور الامريكي تانكر هو نائب عن ولاية كولورادو بالكونغرس الامريكي، وما يدعو للغرابة ان يدلي بتلك التهديدات المستفزة لمليار ونصف المليار مسلم في تصريحاته امام حشد كبير من مؤيديه في الكونغرس، وواشنطن تصفه بالمجنون، لكي تزيل عن وجهها اللوم او تضع عليه الستار. فالي متي ستظل انظمتنا العربية تبارك وتشارك الادارة الامريكية حروبها علي دولة اسلامية اخري كايران، بعد ان شاركتها حروبها في افغانستان والعراق؟ ولماذا يرفض زعماؤنا العرب مصافحة ايادي الايرانيين وفتح التعاون مع دولة اسلامية نووية شقيقة كايران؟
ويصافحون باياديهم زعماء ومسؤولين غربيين وامريكيين يحملون في جعبتهم الكثير من ايديولوجيات الحروب البوشية الدامية، الفاشلة والمدمرة والمهيمنة بالاطماع الاحتلالية الواسعة لمنطقتنا العربية بأسرها، وبمخططات صهيو ـ امريكية، اشد خطراً وقرباً من ايران الاسلامية، سيدرك المعتدلون ذلك، ولكن بعد فوات الاوان.