من قال ان مشروع الشرق الأوسط الكبير قد وِضع علي الرفوف العالية الي ان يحين وقت آخر فهو مخطئ، فلا زالت ادواته تنازِع وتتحدث نيابة عن مهندس المشروع الخطير الولايات المتحدة
فلم يعد يحتاج لحصافة حصيف او نباهة نبيه ان نميز بين الخنادق ـ لم يعد ذاك الاشتباك وغبار الحفارين ورافعات البناء تحجب الرؤيا ـ فقد انجلي الموقف واصطف من اصطف مع امريكا وعنجهيتها يتبعها اشباه رجال لا يجرؤ احدهم قول الا ما كتب لهم من خطوط مرسومة سلفاً.
والان قد (طلعت الشمس علي الحرامية) فالمالكي ودحلان وعباس وجعجع لبنان علي رأس سلطة يتكلمون بلسان عربي فصيح جهارا نهارا وحسب الموقف، يتباكون اذا لزم الأمر دون مواربة بأنهم ادوات للمشروع الصهيو ـ أمريكي مهما غطوا وجوههم بمساحيق التعمية الوطنية وانهم عرب لأبعد من القشرة ـ يعجبك خطابهم وان يقولوا تسمع لقولهم ـ يحسبهم الساذج والبسيط انهم اكثر اصالة منه انتماء للمبادئ ـ وأدوات الاخفاء المستور يقص اثرهم اعلام وطبالون ينفخون في جثة المصالحات الهامدة التي يدعيها ذيول وبيادق امريكا في المنطقة ليمرروا من خلالها اكبر السرقات في التاريخ ـ لا شك انها سرقة الهوية والسيادة والوطن ـ في لبنان وفلسطين والادهي في العراق... الذين خسروا كل شيء فقد انتهوا من دور المنديل يعلمون انهم لا محال طريقهم الي سلة القمامة وستدوسهم الجماهير كما داسوا هم علي رقاب الشرفاء، فالمصالحة اصبحت (مُسالخة) لجلود الآمنين وكم من الناس قتلوا تحت يافطة المصالحة والارهاب والطائفية.
ان الصراع بين السياسيين انفسهم جر الشعب الي معارك بين اطياف الشعب الواحد رافعين عن كاهل المحتل مهمة صعبة ظل يتحاشي دخولها ولكن للأسف اصبح البعض يقاتل شعبه نيابة عن امريكا بحجة قـتال القاعدة والتي جعلوا منها شماعة للقضاء علي جذوة المقاومة فالتهمة جاهزة يستطيعون ببساطة وسم من يشاءون ومتي يشاءون بتهمة التعاون والتمويل او الارتباط بـ القاعدة كما هو الحال في فلسطين ـ فتارة حماس ترتبط بالقاعدة وأخري ارهابية، رغم بيعة الشعب لها ولا يختلف الحال في لبنان والصومال والسودان.
يا للصدفة هذه الدول لها عداء تاريخي لمخططات الصهاينة والوجود الأمريكي وفي جميعها مشاريع مصالحة وبالنتيجة ـ الأهداف معروفة وتوازي اهداف امريكا التي افتضحت تحت اعنف الضربات من قبل اسود الأمة التي ظنوا انها اندرست وباتت مجرد رقم مهمل علي درج الغبار القابع في زوايا العتمة وفشلت كل الأهداف المعلنة ـ والسرية التي جاءت بها وبعقلية وعنجهية راعي البقر الأمريكي.
عبيد حسين سعـيد
obeadhs@yahoo.com