شعار يرفعه كل حر غيور شريف في هذا الوقت وفي كل وقت ، بعدما تكشفت كل الحقايق وثبت بالدليل إن الفساد في مفاصل الدولة الحكم ، أمر مستحكم تتبناه وتقوده عصابات وفرق من المتحولين أعوان الشيطان ، وإنه من الصعوبة بمكان بحيث لا يمكن إصلاحه أو الإعتماد على جوقة المفسدين والسُراق .
إن وثبة الشعب في جميع المحافظات وخروجها في مظاهرات عارمة سلمية ، تطالب بالتغيير أمر نعتز به ونفتخر ، فشعبنا لمقدام هذا قادر على تغيير الحال ، وإن كلف ذلك حياته وها هو يعبر عن ذلك بصدق ودون مواربة .
لقد كانت بغداد الشرارة ومنها طار فيضها نحو الجنوب المقاوم ، هناك في البصرة والناصرية والنجف والحلة وجميع المحافظات التي تبنت خيار ، التصدي للمشروع الفاشل الذي تقوده تلك العصابة من المهرجين والمفسدين أعوان الشيطان ، وكان شعبنا مع القدر يتحرك خطوة خطوة يتابع ما يجب فعله وعمله في الأيام المقبلات .
إننا فخورون بما يقوم به من إنتزاع للحق بعدما سُدت في وجهه كل الطرق ، ونحن بدورنا نطالب المفسدين بالتنحي عن المقامات التي سلبوها دون وجه حق ، وليتركوا ذلك لمن يستحقه من أهل السابقة في التصدي للظلم والفساد والإنحراف ، ونقول لقوى الأمن بكل صنوفها هذا شعبكم الذي حماكم وزودكم بكل ما حققتم من نجاحات باهرة ضد الإرهاب وصانعيه ، وهو اليوم بحاجة لكم فقفوا معه ناصروه وساعدوه ولا تقفوا بوجهه ، ولا تمتثلوا لأوامر من يُريد قتله وتمزيق أحشائه ، وفي ذلك إنما اذكركم بالموقف الخالد لزهير بن القين صاحب الإمام الحسين حين خاطب الجمع : - ( أن أعيذكم بالله أن تقتلوهم ) - ، فهذا العار سيلاحقكم أحياءاً وأمواتاً جيلاً بعد جيل .
لقد مر العراق الشعب والدولة بمحن ومصائب شتى ، لكنه عصي على الكسر والإنهزام والتقسيم ، وفي كل مرة يشتد عوده ويصلُب ويرى طريقه على نحو أفضل ، وهذه المرة وهو يواجه الرصاص الحي ، لم يتقدم هكذا إنما سبق ذلك أمله وحلمه أن توفي الحكومة بما قالت عنه إصلاح وتنمية وإعمار وتغيير للحال ، لكن شيئاً من هذا لم يحصل ، بل زاد الطين بله وتنمر أبن آوى فأهلك الحرث والنسل .
إن وثبة الشعب اليوم لا راد لها سوى تحقيق القدر اللازم من الكرامة والإستقلال ، وصيانة الشرف وحفظ الحقوق خاصة والمواطن البسيط يعاني أشد المعانات من كل ما يحدث وحدث له ، وإن على السيد رئيس الوزراء لجم جماح المنفلتين والمخربين والمنافقين ، الذين يتربصون بالشعب كيد منون ، وعلى الوزراء المعنيين الحيطة والحذر وتوخي الدقة والنزول إلى الساحات والشوارع بعيداً عن تهويل التقارير ومن في نفسهم مرض .
فشعبنا هذا الأبي لا يحتاج إلى مزيد من الدماء والخراب والتقسيم ، إنما هو طامح كما هو شأن كل الشعوب المحبة للعدل والسلام ، على القدر اللائق من الحرية والكرامة والعيش المحترم ، والتقسيم العادل للثروة ورعاية الفقراء ، وقطع يد السراق والمرابين ومصاصي الدماء أولئك المحرضين على الفتنة ، وهذا هو الحد الأدنى في سلم المراجعات حين يُراد إستتباب الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها .
وفي هذه المناسبة أدعوا جميع الشرفاء أفرادا وجماعات أحزابا ومنظمات للوقوف ، صفاً واحدا أمام صلف ووقاحة وعهر المفسدين سارقي أموال الشعب وحياتهم وكرامتهم ، وكما في كل مرة حين تدلهم الخطوب على أمتنا وشعبنا ووطننا العزيز نردد بصوت عال ، عاش الشعب عاش الوطن عاش العراق عاش العراق ..