خُلدان تحفر في قبو المنهج
يعتبر غونتر آيش (1907-1972) ظاهرة متميزة في ألأدب الألماني الحديث، حيث قضى حياته الفنية متنقلا بين مختلف الأجناس الأدبية، تاركا عليها بصماته المتميزة، وتشكيله الخاص، بعيدا عن التيارات السائدة رغم جذوره الحداثية الواضحة التي تختلط أحيانا بالسريالية،
وأحيانا أخرى بالتعبيرية الألمانية التي لم يتمكن،
مع السه آيشنغر وهاينريش بول (1952)
مع كل ما بذله من جهد، من الإفلات من براثينها. وقد ترك وراءه العديد من الأعمال الشعرية والنثرية، والتمثيليات إذاعية، تخلى عن القسم الأكبر منها لاحقا وذلك رغم الترحيب الذي لاقته من قبل النقاد والمحافل الأدبية لما أحتوته من طاقة شعرية رفيعة، جعلته رغم قلة ما كتبه في موقع إستثنائي وسط "مجموعة 47"، التي منحته أول جائزة صدرت عنها في 1950. ولا شك بأن الشاعر كان قد عبر عن مشاعر أبناء جيله ممن عاشروا الحرب ووجدوا أنفسهم وسط خرائبها، حين كتب واحدة من أكثر القصائد تعبيرا عن الخراب الداخلي والخارجي للفرد قائلا:
"هذه طاقيتي
هذا معطفي
وهنا أدوات حلاقتي
في كيس من الكتان."
ها هو الشاعر يقف أمامنا، متواضعا، حزينا، لا يمتلك سوى أبسط الاحتياجات، في مواجهة بداية جديدة، مجهولة المخارج. انطلاقا من نقطة الصفر هذه أسّسَت "مجموعة 47" التي كان آيش من مؤسسيها الناشطين لثقافة ما بعد الحرب المتنوعة المصادر والأشكال.
من الجدير بالذكر أن غونتر آيش لم يكن فقط أكبر أعضاء المجموعة سنا، بل كان من ضمن الكتاب القلائل الذين واصلوا عملهم في ظل النظام النازي، حيث قدم الكثير من الأعمال للإذاعة الألمانية بين 1933 و 1940 قبل تجنيده في الحرب العالمية الثانية، لكنه بقي مع ذلك بعيدا عن الإيديولوجية النازية، وربما أحتمى بمعرفته للثقافة الآسيوية (الصينية بالذات) التي أكتسبها من خلال دراسته في لايبزغ وبرلين وباريس. من هنا فأننا سنجد لاحقا الكثير من تأثير الفكر البوذي في أعماله الإذاعية والشعرية وكذلك في أعماله النثرية، كما صدرت له في الخمسينات العديد من الترجمات للأدب الصيني القديم والحديث. خلال هذه الفترة تزوج آيش الشاعرة النمساوية إلسه آيشنغر (1921) التي ساهمت في إصدار أعماله حتى بعد موته في العام 1972.
لآيش علاقة متناقضة مع إنتاجه الأدبي، حيث أعتبر أغلب ما أنتجه خلال عمره الطويل لا يستحق الإهتمام، في الوقت الذي أحتفي به من قبل النقد والصحافة. وهكذا وجدناه يتخلى عن القسم الأكبر من نصوصه الإذاعية التي بلغ عددها 146 نصا، كما رفض إعادة نشر قصائد من مجموعاته الشعرية الأولى ومن ضمنها "مزارع بعيدة" -1948- التي مازالت تعتبر من مؤشرات الحداثة في الشعر الألماني المعاصر لما أحتوته من معالم "السحرية الطبيعية". وينسحب ذلك أيضا على دوواينه اللاحقة التي نشرها في خمسينيات القرن الماضي ومنها "رسائل المطر"، متوجها في نهاية حياته نحو بناء نهج لم يعرفه الشعر الألماني سابقا، مُحمّلا إياه مجمل الذاكرة الثقافية والحضارية الأوربية، مع ثمرات الثقافات الأسيوية القديمة في لـُحمة جديدة، لا تبحث عن معان خارجها. إذ سيطر على غونتر آيش شك نقدي بكل مظاهر الحياة الاجتماعية وبالتالي بالقيم الإبداعية نفسها... حد معاداة الطابع المؤسساتي للمجتمع وعملية الخلق. فشعَر بضرورة التخلص من كتابة غائية وذات منفعة، بل شَعرَ بضرورة، كما وضح هو نفسه، بكتابة:
"قصائد بلا بعد الزمن
قصائد لكي نتأملها وليس لكي تُفسَّر
قصائد جميلة دون ان تحتوي على جمال
قصائد يمكن للمرء أن يعبر فيها عن نفسه وأن يخفيها في آن.
قصائد غير حكيمة..
ذلك أن الشعر الغنائي لا يتكلم لغة السلطة. وهذه هي طاقته الانفجارية المخفية".
انطلاقا من هذا الشعور النقدي أخذ يكتب اعتبارا من منتصف ستينات القرن العشرين قصائد نثر وفية لأركانها الثلاثة: "اللاغرضية، الحدّة والاختصار". وأعطى عنوانا عاما لقصائده النثرية هذه "خلْدان".. اشارة الى حيوان الخلد الذي يعيش تحت الأرض وله مهمة واحد هو الحفر مدمرا ما ينسقه المزارعون وفي نفس الوقت يدمر الديدان المضرة بالزرع. هنا سبع قصائد من هذا الكتاب:
مدخل
ما أكتبه خُلدانٌ ذات مخالب بيضاء تتجه نحو الخارج، باطِنُها وردي، يراه بعضُ الأعداء وجبة ً شهية، فِراؤها السميك لا يُقدر بثمن. تتجاوز سرعتها مخيلة الإنسان، إذ أنه ما يكاد أن يراها تحفر الأرض، حتى تغور في مجاريها وراء فكرةٍ لم تكتملْ. يُمْكنُ توثيق سرعتِها الكترونيا من خلال الأعشاب المُنـْغرسة في الأرض. وهي، رُغم تفوق سرعتِها على الغير، لا تـُريد أنْ تقولَ ها قد بلغنا الهدف، إشفاقا على الأرنب. خُلـْداني، لنـَقرّ بهذه الحقيقة، مُضِرّة. فوق مَجاريها تموتُ الأعشاب، كاشِفة ما حَلّ بها من ضَرر. ما أن تـَنـْصُب لها كمينا، حتى تـَسْقط فيه بلا حذر. بَعضُها يرمي الجرذان عاليا. وكـُلـّها تقول إجْعلونا بطانة ً لمعاطفكم.
نَتنائيل
لا أحد يرى من يَركب كتفيّ. سيقانـُه بلا عظام، مِثل جسد الأفعى، يلفها حول رقبتي، حين أفعل ما لا يرضيه. هكذا حُرمْتُ من الذهاب الى المسرح. ذات يوم طـُرقـَتْ علي الباب، فوجدته مَرْميّا أمامها، وهو يَتـَشكـّى: إرْفعني، ما كـُدْتُ أنْ أنحني عليه حتى قـَفـَز بسرعة مُذ ْهِلة على كتفيّ.
في ألف ليلة وليلة وجدت نصيحة للتـَخلـّصْ منْ راكبي الكتف: إشربْ الخمرَ حتى يشعرَ بالغيرة، وحالما يتناول شيئا منها إرمِه على الأرض. إلا أننا شربنا سوية ً حتى الإدمان، مع ذلك أستمرت عضلاته تشّد على عنقي. وما نزال نغني سوية بملل. يا لبؤس العالم، يقول، ويشـّد ساقيه على رقبتي، لو حاولتَ التـَخلـّص مني ستنقطع أنفاسك. أعرفُ كلّ حيلك القديمة.
قال أن إسْمه نَتنائيل وعَرضَ علي أن أخاطبه بـ"أنتَ"، غير أنني مازلت أحدثه بـ"هو"، كما كان يفعل فرتز العجوز (ملك بروسيا) مع الطحان. مررت بأبواب منخفضة لأرغمه على تركي، فراح يضحك ساخرا، إذ أن هذا لا يهمه. ولا أريد أن أرتطم بالجدران، مُدْركا أن هذا سيسبب لي الأذى. ولا يمكن إقناعه بالحسنى لإنعدام المشاعر الأخلاقية لديه. أثنان في أثنين تساوي خمسة، يقول ذلك حين يتطلع الى مكتبي، فأشعر بالحرج. يجب ألا أصحح الخطأ، وإلا فأنه سيخنقني.
أسأله ببراءة عن الفترة التي يريد أن يقضيها معي. يجيب: من هنا أستطيع أن أرى كل شيء، حيث أن طولك 1.97. هل ينبغي علي أن أشعر بالإعتزاز لإعجابه بي؟ من هنا أبحث عمن هو أطول مني. ها هو ذا رجل يبلغ طوله مترين وخمسة. لا، أنه لا يناسبني. لماذا تجدني مناسبا؟ حينها يقول نَتنائيل، آمل ألا تعرف الجواب أبدا، ويغلق عينيه متثائبا. هل يريد أن ينام؟ يقول لا توهِمْ نفسك.
يونس
كـُلِفـْتُ أن أبْتلِعهُ في زمن ٍ لم يكنْ فيه المَرءُ قادِرا أنْ يُمّيز نفسه عن غيره. فعل الإبتلاع ذاتـَه، يـُزعجني، إذ لاينسجم مع طريقتي في تناول الطعام. كذلك لا أحب الرسائل المستعجلة، فهي تـَسْتفزني. لكون الرسالة لا تحمل توقيعا، أستطعت أن أخمن من هو المرسل. فأمتلكني شعور بأهمية المهمة.
من الصعب العثور على يونس، حين لا تعرفه. همست سمكة موسى في أذني، أنه نبي. لا أعرف الأنبياء ولا ما يميزهم عن الغير. هل هو سمكة؟ لا أتناول الأسماك إلا يوم الجمعة، مرغما. يُسهّل بعضهم الأمر قائلا أن يونسَ سيأتي بنفسه، ولا علي سوى أن أترك فمي مفتوحا. أنا مخلوق عصبي، ولدي أطفال بحاجة لرعايتي، فوق ذلك علي أن أتنفس بين حين وحين. الرسائل السريعة التي لا تحمل توقيعا تثير فضولي، وها أنا الآن في الطريق تاركا جزرَالهربيدْ التي نالت إعجابنا ورائي.
آه هذه البحار البائِسة، هذه التيارات الدافِئة، هذا التعميد الإستوائي. التهمت الكثير في طريقي عبر بحر سارغاسو، ومرت أسماك عديدة في فمي، لم يكن بينها يونس. مررت بـأرض النار، حيث كان الطقس أفضل، إلا أن مهمتي لم تزل تنتظر التنفيذ، لتحقيق النهاية، رغم كل ما مر بفمي. القطب الجنوبيكثير الفوائد، جبال الثلج مريحة، إلا أنك حين تكون بعيدا عن العائلة يستحيل أفضل الأصدقاء الى مهجر.
مهمتي يونس، هكذا بدأت أعي بالتدريج: قدري ليس العائلة ولا المهجر.قدري الوحيد هو يونس. من أجله أترك فمي مفتوحا. يا أبنائي الأعزاء الذين تعبثون الآن قرب جزر الهبريد لقد كانت ولادتي لكم عبثا. يونس لاغير يونس. أما أنا فلست سوى مثال سيء، حامل رسائل، صدفة أن يحتاجه المرء الآن. أينما التفت لا أرى يونس، لن يأتي، سأستمر في البحث عنه. لم أعد أتذكر نص الرسالة بدقة. ألم يرد فيها أن يونس سيبتلعني؟
إيكور
إيكور تعني الكبد في اللغة اللتوانية، وحتى من اللغة الألبانية يمكن للمرء أن يحصل على معرفة ترسخ في الذهن، لا يمكن الخلاص منها مهما بذلت من جهد.
ايكور، الكبد، تأخذه حيثما حللت بلا صعوبة، مهما طال أو قصر السفر. أساتذة غاضبون يتفقون سريعا، يجلسون قرب السائق غير آبهين بخطر المواصلات.
خبراء اللغتين الكلتية والإيرانية يستخدمون ذات القبعة، قبعة من القش ذات فائدة كبيرة أثناء الرياح الموسمية، وهذا لا يهمهم.
أيكور، الكبد وجبة إندوجيرمانية شهية، تصب البصل في العيون. أعرف أني كنت جالسا في القاعة 13، وهي قاعة يمكن أن تحتوي عشرين من علماء اللغة، وحيدا، بين حين وآخر يطل باحث في اللغات السلافية، خبير بحانات النبيذ في بلغراد.
أيكور، الكبد، يحمل أسماءَ أخرى لدى سارتر، نادرا ما يرد لدى دانتي، أما فتغن شتاين فلا يذكره مطلقا. أما بروميثوس فقد أطلق صرخة لا تفسير لها.
حكاية
حال إستيقاظي أجد نفسي في مأزق، مجهولة أسبابه، فأسجن أبنائي مدركا ضرورة السجن، ثم أشـغِـّلُ الراديو بحثا عن موسيقى راقصة موجها اللاقط نحو لوكسمبورغ. أدور من طابق الى آخر على إيقاع الأصفاد. في الطابق الوسط كل شيء على مايرام. كذلك في القبو. وما عدا ذلك؟ جهل بالأوضاع، لا جدية ولا إعتماد على أحد، على السلالم قشور الموز. هذا ما يحصل حين تترك الأمور تمضي كما تشتهي.
تحت السقف حطت الفوضى خيامها، هناك من يقرأ نصا لكارسونكة الشاعر. صاحبة البيت نائمة، فهي تعي ما ينبغي أن تفعله، في سن الثمانين. في الغرامافون أسطوانة لـ "ويبرن"، وكل ما يحيط بي أصابه التلف وأنتشر العفن في الجدران. ضروري أن تفعل شيئا. ألنظام نصف الحياة ونصفها الآخر أيضا. بعيون دامعة أنصت للأخبار التي يبثها مركز القيادة. ها هم يهنئ بعضُهم الآخر، كل شيء في طريقه للتحسن بعد أن تم تعديل قانون العقوبات وحفظه في الجرارات. في الطابق الأول جرى تحول في العادات نحو التفكير بواقعية. شرطي من برلين، في إجازة، عُيّن مسؤولا عن الأحكام العرفية ودلاء الإطفاء. أعلى درجات المثالية.
في الساعة الحادية عشرة أكون قد أنجزت الطابق الأرضي بمساعدة البعض، في الثانية عشرة أفصل الكتب المعادية للدولة عن الكتب التي تشكل خطرا على الأحداث. في الساعة الواحدة أدعو السكان للنقاش أثناء تناول الغداء. في الساعة الثانية تطوق الجاندرمة البيت وتعتقلنا جميعا. كل شيء على ما يرام.
لورات
ربما لا وجود للورا، غير أن أسمها معروف. لها أذنان صغيرتان، تختفيان وراء جدائل شعرها. وهذا هو كل ما يمكن أن يقال بثقة. أما لون شعرها فهو مبهم، وسنفاجأ لو كان لونه أحمرا. والمصادر المتوفرة حولها أقل بكثير من المصادر المتوفرة حول ويلهلم تيل. مع الأسف، فأنا كنت سأفضل الحديث مع لاورا على الحديث مع بيتراركا، الذي يكرر ما يقوله مرات عديدة، لكن بصيغة أجمل. مبدءٌ فني خاطيء، إلا أنه يجذبنا. ما ذا قالت أيفا، ماذا قالت باتسيبا وماذا قال نوح، حين ترك أصحابه في المطر؟ لا أحد يعرف ذلك، رغم كونه مادة للحديث. لا أحد يعرف لاورا، إلا أننا سنختلقها أخيرا. أنها تعزف على البيانو، فروحُها تبحث عن تعبير قد يكون صاخبا أحيانا. عيناها تتطلعان الى نقطة ما، بعيدا عن كل بيانو. وها نحن نعرف بعضا من تفاصيل حياتها. والآن أجرءُ أن أقول انها أرملة نقيب. شابة جعلتها المعاناة امرأة. هكذا أزدادت معارفنا عنها وأكتسبت شيئا من الجمال. وبمرور الزمن نراها تزداد جمالا. حسناء عنقها من زهور، خصرها مثل النحلة، تطأ الحياة مباشرة وتعزف البيانو. محاطة بالمعجبين، تستهلك تقاعدها كأرملة. رجالها المفضلون هما فرانسيسكو وفريدرش. فرانسيسكو يبقى في معيتها بينما ينجذب فريدرش إلى كارولينه وشارلوته. ويسبقانها في الموت وهي تعاني. ماتت 1899 في معهد الأمراض الإستوائية في جامعة توبنغن. طالما علمنا بموتها، فقد أصبحنا نعرف كل شيء. الموت معلمي، يقول فريدرش، سلطان اللحم.
رفاق في السكن
أكثر ما يُقرفني في الكون هما أبوي، إذ يلاحقانني أيْنما حللتُ، ولن ينفعني الانتقال من البيت أو التغرب. ما أكاد أن أستقر على كرسي، حتى تـَنـْـفتحُ الباب، ويحدق واحد منهما فيّ، "أبي الدولة" أو "أمي الطبيعة". أرمي الريشة من يدي بلا مبرر. وأراهُما يتهامسان في تفاهم تام. في المطبخ تقبَعُ ميزانية البيت، شاحبةََ، نحيفة ً وخائفة . أراها مقرفة ً هي الأخرى، غير أني أشفق عليها أحيانا. لا تربطني بها صلة قرابة، مع هذا لا أقدر أن أتخلص منها. أستمتع بالأدب نصف ساعة وأقول لنفسي: فرقة الـ Kinks أفضل من فرقةDave Clarck Five. في هذه اللحظة تعود أمي، فمها ملطخ بالدم، لتريني آخر ما أنجزت. كل شيء ينقسم الى جزءين، وهذا مبدأ من مبادئ الجمال مثل الرجل والمرأة. ألم تأتكِ فكرةٌ أفضل. كفاك إدعاءً أيها الصبي الكهل. ألم ترَ الجرادة، وهي تنتهز فرصة انشغال ذكرِها بمضاجعتها لتلتهم رأسه. اللعنة على الشيطان يا أمي، كلامكِ لا ذوق فيه. تقول ضاحكة، لكنك تحبَ غروب الشمس. لتهدئة النفس أقرر كتابة بعض السطور في "حياة باكونين". بصوت مرتفع أقول، ألْحَقَ بكَ ماركس أذىً كبيرا يا ميخائيل اليكساندروفتش. حال نطقي بهذه الجملة يدخل أبي الغرفة وهو يعبث بعظْمة جندي. أخفي مخطوطتي عن نظراته المرتابة تحت الجريدة الرسمية. نادرا ما تغني، يقول أبي. بعد خروجه أفتقد محفظتي. في المطبخ تواصل ميزانية البيت البكاء بلا إنقطاع. أغلق عينيَ وأسد أذني بأصابعي مانحا نفسي الحق في ذلك.