لايمكن الهروب من الحقيقة أن لدينا موروث من الفكر الديني له نتائج وله زوايا مختلفة ومتناقضة يمكن أن نراه منها .
ورغم كونه مضي إلا أن المسؤول عنه قال :لاتسموه تراثا وهو بيننا حي..هكذا فرضوه.
في رؤية ل ( د.نصر ابوزيد ) ان هناك 3 طرق تعاملت مع الموروث:
1- الاستعادة ..المتمثل في الاصولية والتي تري استحضار التراث (كاملا ) بكل تفاصيله وكل مافيه “مهما كان” واخضاع اللحظة له وكسوتها بجلبابه وملخصه العجز عن مواجهة الحداثة فقادوا العربة للوراء حيث الاختباء في ثوب الآباء.
2- التوفيق .. وهو التجديد والإصلاح ويري أن التراث فيه امور قد تنفعنا وامور محسومة انها لم تعد مناسبة بل لم تكن مناسبة من الأصل .. “انتقاء” مبني علي منفعة الفكرة وربما حدث تغاضي عن انها سليمة أو فاسدة..
3- الانقطاع ..أو ترك التراث بالكلية علي طريقة (لهم عقول ولنا عقول) ونمتلك ادوات لم تكن متاحة في عصر اسلافنا .
إذا التراث لايتكلم ولكن تنطق به الايديولچيا .
– 3 زوايا ولكل توجه مبرره :
اما بالنسبة( لاستعادة) التراث الآن كاملا فهذا ضرب من الجهالة بالواقع المتحول كليا عن الواقع الذي دون الموروث متاثرا به وأن ذلك تعطيل لعقول من أجل عقول اخري في زمن اخر بتحديات اخري (ماتت ).
يبدو ( التوفيق) دبلوماسيا لبقا ذكيا بعض الشيء لأننا أمام امر متجذر لقرون فلابد من التلطف في الاقتراب منه واري أنه قد يوفق في مهمته لو تمسك بالحيادية في انتقاءه لا ليرجح كفة علي اخري ولا لينصر رأيه فحسب.
وعلي تيار (الانقطاع ) ان يأتي بالبدل الاقوي حتي لاتتحول دعواه الي ادعاء أو يمنح خصمه رقبته علي طبق من ذهب.. وقطعا هو حقه المكفول حتي الآن في النص الأصلي فقط ” القرآن ” وهو حق الاجتهاد
اعترض ومعك البديل .
– في ثنايا الزوايا لابد ان نبحث عن روح التمرد عن ثورة الدين علي التقليد وان سبق الزمان ليس ميزة لأحد عن احد وأن نعترف بأن طول فترات التقليد هي التي حولته ((ديناً ))..
والبرهان أن :ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا كانوا تماثيل تذكارية للصالحين ولما تعاقبت الأجيال وتناسوا لماذا نحتوها عبدوها .
والغلو في شأن التراث لم يخلق اقليات تقف علي طرفيه من تطرف او الحاد فقط انما مصيبته أنه حول الأغلب ” لمسخ ” وهو بتعبيرنا ( مسلم في البطاقة ) يسير لايعلم الي أين لأنه اعتاد ان يكون مغمض العينين ويتبع من شغلتهم سحبه الي الجنة..
باختصار نحن نحتاج” لوعي” بطبيعة الماضي ورده لسياقه والتعامل معه بعيدا عن العاطفة وان نكون اكثر عقلانية معه بأن نعتصم بالنقد حتي لاتسرقنا القداسة الموهومة
الممنوحة له ” كفيء” والتي لايفترض ان تكون ختما لعمل بشر مضوا أو قادمون.