توقف الاجلاء من الاحياء الشرقية في حلب بعدما اكتشف الجيش العربي السوري ان التكفيريين خالفوا الاتفاق واخرجوا معهم أسلحة ثقيلة واسرى ومدنيين من حلب بالقوة واخرجوهم معهم ضمن الحافلات باتجاه النقطة المتفق عليها قبل ادلب. وقرر الجيش السوري إعادة الحافلات الى حلب واعادها مشترطا اخراج 3500 مواطن من كفريا والفوعة في حافلات هي منقسمة الى قسمين، قافلة من 25 حافلة، والقافلة الثانية 25 حافلة، أي 50 حافلة، وكل حافلة تحمل 60 شخصا، أي بمعدل 3000 الى 3500 شخص.
لكن المسلحين التكفيريين كانوا ما زالوا يغلقون الطريق للخروج من الفوعة وكفريا، والجيش السوري أوقف الخروج من الاحياء الشرقية وقرر تفتيش كل حافلة ستخرج لاحقا والتأكد من هوية المسلحين وان ليس معهم اسرى او مدنيين من حلب مختطفين مأخوذين معهم.
وعند الساعة الثامنة والدقيقة 40، خرجت 25 حافلة من كفريا تحمل عائلات باتجاه حلب، وعندما ستصل الى معبر الراموسة في حلب ستعود هذه الحافلات بمسلحين وعائلاتهم من التكفيريين باتجاه النقطة نحو ادلب، فمنهم من يذهب الى ادلب ومنهم من يذهب الى تركيا.
والاتفاق هو تبادل الانسحاب من كفريا والفوعة مقابل انسحاب من مضايا والزبداني للمدنيين والمسلحين ووضع حافلات تنفذ هذا الامر. وعند تعذر تنفيذ الاتفاق حصل اجتماع، لكن وكالة «سانا» السورية لم تعلن اين حصل الاجتماع وبين من ومع من حصل الاجتماع، وهل حصل برعاية الأمم المتحدة ام مع من حصل فلا احد يعرف. وتقرر الاتفاق مجددا على الانطلاق من كفريا والفوعة بـ 25 حافلة جديدة، وعندما تصل هذه الحافلات الى حلب تنقل من حلب المسلحين وعائلاتهم. اما العدد المتبادل بين الطرفين فهو 3500 مواطن من كفريا والكوعا باتجاه حلب و4 الاف مسلح مع عائلاتهم من حلب الى ادلب وتركيا.
الجيش السوري يفتش الحافلات
وسيقوم الجيش السوري بتفتيش كل حافلة تخرج من حلب بعدما اكتشف ان المسلحين فككوا صواريخ تاو المضادة للدروع واخذوها معهم، إضافة الى انهم اخذوا أسرى كانوا لديهم، وأخذوا مدنيين خطفوهم من حلب وهذا خرق للاتفاق الذي عقدته روسيا وتركيا بين المعارضة والجيش العربي السوري. ولذلك أوقف الجيش العربي السوري خروج المسلحين من الاحياء الشرقية بعدما نهبوها منذ استيلائهم عليها سنة 2012 وسرقوا المفروشات وسرقوا كل شيء ثمين من المنازل واجبروا السكان على السكن في المستودعات تحت الأبنية واخذوا شققهم، وسكنوها، وعاش اهل حلب الاذلال من قبل التكفيريين، الى ان دخل اليوم الجيش العربي السوري وبدأت العائلات تعود الى شققها، لكن الجيش العربي السوري يمنع حاليا الأهالي من الدخول فورا الى شققهم وابنيتهم خوفا من وجود متفجرات او عبوات ناسفة او قنابل ملغومة.
نصف مليون حلبي عادوا
لكن اكثر من نصف مليون حلبي عادوا الى حلب خلال 48 ساعة الماضية، وسكنوا في الاحياء الغربية وبدأوا يسكنون في الأبنية القريبة من حي قلعة صلاح الدين الايوبي وبدأوا بترميم المحلات التجارية في شوارع قلعة صلاح الدين الايوبي وميدانها وحولها، وحلب بدأت تعود الى الحياة بعد خروج التكفيريين منها التي كانوا يريدون إعلانها مركزا للخلافة الاسلامية التكفيرية.
في هذا الوقت وضعت المعارضة شرطا مقابل كفريا والفوعة ان يخرج من الزبداني ومضايا مسلحون، ويبدو ان روسيا دخلت على الخط هي وايران وتركيا، وكما قلنا تم عزل أوروبا وأميركا عن الحل فان كل شيء يجري الان برعاية روسية - إيرانية مباشرة وتنسيق مع تركيا، فتركيا تتصل بالمعارضة وايران وروسيا يتصلون بالجيش السوري والرئيس بشار الأسد والقيادة السورية.
أخيرا نستنتج ان الحرب في سوريا ستستمر اكثر من سنتين، ولو ان الحل السلمي على الأبواب، لكن لو تألفت حكومة انتقالية فهنالك حرب ضد داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح وستكون هذه الحرب على مدى محافظة ادلب والرقة ودير الزور والحسكة، إضافة الى منطقة درعا والى محيط دمشق حيث جوبر والغوطة الشرقية والغربية ودوما وحرستا، إضافة الى ريف حمص والى ريف حماه، وكما قال الرئيس بشار الأسد فان الجيش العربي السوري سيكمل حربه ضد المسلحين، فان الحرب ستستمر لكن ماذا سيكون الموقف الروسي هل يدخل بقوة في الحرب، ام يكون مساندا عاديا، كله يتعلق بالاجتماع بين الرئيس بوتين والرئيس الأميركي ترامب لايجاد حل لازمة المنطقة كلها. فروسيا اول شرط لديها هو رفع العقوبات الأميركية عن روسيا لاقامة علاقات جيدة، والا فان الخلافات ستستمر بين روسيا وأميركا وعندها فالحرب ستستمر في سوريا الى ان تربح روسيا على اميركا في سوريا.
كذلك فان روسيا ستدفع ايران اكثر باتجاه لبنان كي تضغط على اميركا اكثر وعلى أوروبا لتشعرهم ان النفوذ الروسي أيضا اصبح في سوريا وامتد أيضا الى لبنان. وهذا سيؤدي الى انقسام داخلي لبناني بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الاسد ومعارض له وهو قائم حاليا لكنه سيزداد اذا حصل خلاف روسي - أميركي كبير، اما اذا حصل التوافق الروسي الأميركي فعهد العماد ميشال عون سيكون ممتازا في لبنان.
الديار