روسيا المدركة للقرار الاميركي المتخذ بضرب الجيش السوري، ردت على هذا القرار بتزويد الجيش العربي السوري بصواريخ اس 300، للتصدي للغارات الاميركية ولغارات التحالف الدولي، خصوصاً ان الغارة الاميركية على الجيش السوري في دير الزور ادت الى مقتل اكثر من 100 جندي واصابة 160 آخرين جروحهم خطرة.
تزويد الجيش السوري بمنظومة صواريخ من نوع اس 300- بي 4- بنسختها المخصصة للتصدير المعروفة باسم انتبه 2500 يعتبر تطوراً وباستطاعة الجيش السوري وحلفائه حماية قواعد الجيش.
وقال مصدر في البنتاغون ان نشر هذه المنظومة يعد الاول من نوعه خارج روسيا وان اجزاء المنظومة وصلت الاحد الماضي الى مدينة طرطوس، ويذكر ان هذه المنظومة قادرة على التصدي لاي صاروخ مجنح اميركي من طراز كروز، ويمكنها اصابة الطائرات والصواريخ من مسافة 250 كيلومترا.
وقد بدأ الخبراء الروس بتدريب الجيش السوري على استخدامها ونشرها فوق الاراضي السورية للتصدي لاي غارة اميركية.
علماً ان صواريخ اس 300 بعيدة المدى دخلت الخدمة في عهد الاتحاد السوفياتي عام 1979، وصدرت منها نسخ متطورة تستطيع متابعة وإصابة أهداف متعددة. وهي قادرة على إسقاط الطائرات والصواريخ البالستية.
هي منظومة دفاع جوي صاروخي (أرض جو) بعيدة المدى، يمكنها اكتشاف وتعقب وتدمير الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض.
دخلت صواريخ أس 300 الخدمة عام 1979 في العهد السوفياتي، وتم تطويرها لاحقا من طرف القوات الروسية.
وإلى جانب قدرتها التدميرية، فإنها مجهزة برادار قادر على تتبع أهداف متعددة في وقت واحد، كما أن المنظومة تحتاج فقط لخمس دقائق ليكون الصاروخ جاهزا للإطلاق.
وأصدرت الشركة المصنعة ثلاث نسخ مطورة هي أس 300 بي، بنموذجين جوي وبحري، وأس 300 بي أم يو، ومنظومة أس 400.
وتعد الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك ثماني منظومات أس 300 تسلمتها عام 2011، فيما يبلغ عدد الدول التي تمتلك المنظومة نفسها نحو 13 دولة.
وكان دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي، اعلن أن روسيا سلمت إيران نصف صفقة منظومات الدفاع الجوي الصاروخي «إس -300» الروسية.
وفي إجابة عن سؤال الصحفيين حول عدد المنظومات التي سلمت عقب قمة رؤساء روسيا وأذربيجان وإيران في باكو ، قال روغوزين: «النصف».
وكان رئيس شركة «روستيخ» الروسية، سيرغي تشيميزوف، أكدأن روسيا تعتزم استكمال تسليم منظومة الدفاع الجوي من طراز «إس-300»إلى إيران قبل نهاية العام الجاري. وقال تشيميزوف إن العمل على تنفيذ العقد المبرم مع طهران يجري وفقا للوتيرة المتوقعة.
هذا التطور العسكري الميداني يؤكد جذرية الموقف الروسي بالنسبة للاوضاع في سوريا وقرارها الحاسم بطرد المسلحين من حلب وعدم الرد على التهديدات الاميركية والاوروبية، في ظل قناعة روسية ثابتة «سقوط سوريا في يد الارهاب سقوط موسكو».
كما ان روسيا وضعت كافة الاحتمالات، لان اسقاط اي طائرة اميركية بصاروخ اس 300 قد يؤدي ربما الى اسوأ الاحتمالات بين الدولتين ووقوع مواجهة جوية مباشرة يحاول الطرفان تجنبها لآثارها المدمرة على العالم.
القرار الروسي واضح للاميركيين وغيرهم، ممنوع ضرب الجيش العربي السوري والجيش السوري قادر على التصدي لاي اعتداء جوي من اي جهة كانت.
ـ التوترات بين البلدين الى تصاعد ـ
وبعد بيان وزارة الخارجية الروسية الذي جاء فيه «إن الولايات المتحدة مستعدة للتحالف مع الإرهابيين، بل مع الشيطان نفسه، من أجل تغيير النظام في سوريا» والذي تحدث عن تعليق واشنطن تعاونها بشأن سوريا، تعهدت روسيا بمواصلة جهودها لحل الصراع السوري وفقا لما اعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كشف ايضا وجود رغبة لدى الكثيرين في الولايات المتحدة في إفشال الاتفاق مع روسيا بشأن سوريا. في المقابل، اكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن أميركا ستعمل مع روسيا على إحياء وقف النار في سوريا ومواصلة استخدام قنوات الاتصال التي تشكلت مع روسيا لتفادي أي حوادث في العمليات ضد مكافحة الإرهاب، لضمان سلامة العسكريين الأميركيين الذين يشاركون في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
انما في الوقت ذاته اتهم كيري موسكو والنظام السوري بتخليهم عن العملية السلمية في سوريا وسعيهم لحسم عسكري قائلا: ان روسيا تغض النظر عن «استخدام النظام للبراميل المتفجرة ضد شعبه»، حسب قوله. كما رأى أن «الحرب في سوريا تسببت في أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية»، مذكّراً بأن «النظام السوري لا يتردد في استخدام السلاح الكيماوي ضد مواطنيه». ويذكر ان الولايات المتحدة قررت اول من أمس سحب موظفيها الذين كلفوا بالتأسيس المحتمل لمركز تعاون عسكري مع روسيا بموجب اتفاقية الهدنة.
وفي السياق ذاته، اشار كيري في خطاب ألقاه في بروكسل الى ان واشنطن تعمل «لإيجاد الظروف التي تسمح باستئناف المباحثات في سوريا» لافتا إلى وجود «تداخل بين قوى المعارضة المسلحة السورية بشكل معقد». وتابع: «يجب على كل الأطراف في سوريا السماح بإيصال المساعدات دون معوقات».
في غضون ذلك، اجتمع مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لبحث الأزمة السورية ولايجاد حل سياسي للصراع السوري وفقا لما اعلنته وزارة الخارجية الالمانية. وتزامن هذا الاعلان مع دعوة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا والولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات حول سوريا.
من جهته، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الغرب هدفه في سوريا أن «تذهب الدولة وتأتي مكانها دولة عميلة» لكي تقدم لقمة سائغة. لذلك دعموا الإرهابيين فيها لتحقيق هذا الهدف. واشار الاسد الى أن ما تخوضه الولايات المتحدة اليوم من حروب «هدفها ترسيخ مشروعها بالسيطرة عبر ضرب كل من يقف في وجه هذه الهيمنة خاصة مع صعود قوى أخرى عالمياً وبداية نوع من التوازن في هذا العالم».
وأوضح أن ما سيحصل في سوريا سيؤثر في الخريطة السياسية العالمية وأنه إذا انتصرت فستخرج أكثر قوة وستنتشر أكثر فكرة الاستقلالية بين الدول وهذا ما يخشاه الغرب، متهما الأميركيين بتعقيد الأوضاع ليتمكنوا من اللعب على التناقضات.
ـ حلب: الجيش السوري يفتح عدة جبهات لتشتيت المعارضة ـ
على الصعيد العسكري، صدت قوات المعارضة المسلحة هجوما شنته القوات الحكومية جنوبي حلب، في وقت واصلت الطائرات الروسية والسورية قصف الأحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال قيادي في المعارضة المسلحة إن الجيش السوري فتح عدة جبهات في وقت متزامن لتشتيت قوات المعارضة، وألقت طائراته المروحية منشورات تدعوهم إلى الاستسلام.
وبعد تأمين القوات الحكومية منطقة مخيم الحندرات الاستراتيجية في الحافة الشمالية لمدينة حلب، وفي اعقاب قصف مكثف، بدأ الجيش السوري بالضغط على المناطق الواقعة إلى الجنوب من المخيم، كما سيطرت القوات الحكومية على المبنى المدمر لمستشفى الكندي الذي يسيطر الجنود من خلاله على دوار الجندول الذي يمثل تقاطع الطرق الرئيسي. وهنا قال قيادي في قوات المعارضة «لقد ساووا كل شيء بالأرض ولم يبق خيار أمام ناسنا سوى الانسحاب تحت قصف الروس». ومن شأن ذلك السماح للجيش والقوات الموالية له بالتوغل بدرجة أعمق في المناطق الشمالية من حلب والواقعة تحت سيطرة المعارضة رغم أن المعارضين يتوقعون أن يتباطأ تقدم الجيش صوب المناطق السكنية التي توفر لهم غطاء أكبر من الضربات الجوية.
وحسب مصادر المعارضة، حلقت طائرات على ارتفاع عال يعتقد أنها روسية قصفت أحياء بستان القصر والهُلك والفردوس ما أسفر عن وقوع اصابات.
وفي دير الزور، وجه الطيران الحربي السوري سلسلة ضربات جوية على مناطق انتشار وتحركات لإرهابيي تنظيم «داعش» جنوب البانوراما على الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة. وهذه الضربات اسفرت عن «مقتل وإصابة العديد من إرهابيي التنظيم التكفيري وتدمير تجمعات وأليات لهم».
وفي ريف حماه الشمالي، قصف الطيران السوري تجمعات وتحصينات إرهابيي «جيش الفتح» في أم حارتين وشرق الهبيط وضهرة السودا واللطامنة وصوران ومعردس وتل الزعتر وكفر زيتا.
وبريف إدلب الجنوبي، دمر الطيران السوري عدة مقرات وآليات للتنظيمات الارهابية وقضى على عدد من أفرادها في طلعة جوية على تجمعاتهم في بلدة التمانعة الواقعة في منطقة معرة النعمان.
اما في تدمر,فقد نفذ الطيران الحربي السوري غارات مكثفة على تجمعات لإرهابيي تنظيم «داعش» في محيط حقل شاعر شمال غرب المدينة.
الديار