واشنطن : الاتفاق يحتضر ولا جدوى من الديبلوماسية
المواجهة الاميركية الروسية على الارض السورية تتصاعد وتأخذ مسارات متعددة في ظل ضغط اميركي على روسيا وتهديد باعتماد خيارات جديدة ومنها الخيار العسكري مما دفع روسيا الى الاعلان بان اي عدوان اميركي مباشر على سوريا سيؤدي الى تغييرات مزلزلة، كما ان روسيا وايران وسوريا ما زالوا على موقفهم لجهة الحسم العسكري في حلب والدخول الى احياء المسلحين في حلب الشرقية بالقوة او مغادرة المسلحين عبر تسوية او الاستسلام، وهذا ما ترفضه واشنطن عبر حملة اعلامية عن اوضاع انسانية مأساوية في حلب الشرقية وخصوصاً على صعيد الوضعين الصحي والغذائي.
وفي ظل هذه الاجواء، يواصل الجيش السوري قضمه والسيطرة على المواقع المتقدمة للمسلحين المشرفة على احياء حلب الشرقية. كما بدأ الجيش السوري صباح امس هجوماً واسعاً على مدينة خان الشيخ في ريف دمشق الجنوبي، وقد مهد الجيش السوري للهجوم بقصف للطائرات الحربية والمروحية الروسية ـ السورية على بلدة الدر شمال خان الشيخ وقد حقق الجيش السوري تقدماً جراء انهيارات خطوط المسلحين.
فيما اتهم المسلحون القوات الحكومية بقصف المستشفيات في حلب الشرقية وتحديداً مستشفى MIO.
كما نفذ الطيران الحربي السوري غارات على تجمعات ومواقع انتشار وتحركات إرهابيي «جيش الفتح» في ريفي حماة وإدلب.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن الغارات الجوية تركزت على مواقع الإرهابيين في قرى وبلدات معردس وقبيبات أبو الهدى والنقرة البيضاء ومحيط مورك وفي كفر زيتا وخفسين وضهرة السودا وتلتي الناصرية وجديد بريف حماة الشمالي.
وفي ريف إدلب الجنوبي والشرقي شن الطيران السوري غارات على مقرات «جيش الفتح» في التمانعة والمتوسطة ومعرة النعمان وشرق خان شيخون وشمال سراقب.
وسيطرت وحدة من الجيش على تلة ام عبود بريف دير الزور الجنوبي الغربي.
ـ موسكو: أي عدوان أميركي سيؤدي إلى تغييرات مزلزلة ـ
اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أي عدوان أميركي مباشر على سوريا سيؤدي إلى نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط.
وقالت زاخاروفا خلال برنامج «حق المعرفة» على قناة «TV Center» بث أمس إن اعتداء الولايات المتحدة المباشر ضد سلطات دمشق وضد الجيش السوري سيؤدي «إلى تحولات تكتونية مريعة» في الشرق الأوسط.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية: «تكمن مهمتي في شرح لماذا من المهم جدا البقاء في مسار الاتفاقات. إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك الى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب بل وعلى المنطقة بأسرها».
وتوقعت زاخاروفا أن يؤدي تغيير النظام الحاكم إلى ما هو أبعد من فراغ السلطة، وهو الفراغ السياسي الذي سيمتلئ على الفور «بالمعتدلين» الذين في حقيقة الأمر ليسوا إلا إرهابيين من كل الأصناف والأشكال والذين لا يمكن فعل أي شيء تجاههم. نحن نعرف أن الجيش العراقي شكل لاحقا أساسا لداعش على الأرض، وكل من تحاربه روسيا والائتلاف، تعود جذوره إلى هناك».
ـ كيري يقترح انتخابات بمشاركة الأسد ـ
وكشف تسجيل صوتي نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن اقتراح قدمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المعارضة السورية لإجراء انتخابات بمشاركة الرئيس بشار الأسد.
على صعيد آخر وصفت الولايات المتحدة اتهام روسيا لها بدعم جماعات مسلحة سورية مرتبطة بالقاعدة سريا بأنه «سخيف».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال، في مقابلة خاصة مع بي بي سي، إن الولايات المتحدة تحاول أن تحمي الجماعات الجهادية، حتى يمكنها استخدامها إذا أرادات في زعزعة نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف لافروف أن الولايات المتحدة لم تحافظ على وعودها الخاصة بعزل المجموعة القوية المعروفة باسم جبهة فتح الشام - التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة - والمجموعات المتطرفة الأخرى عن المجموعات «المعتدلة» التي تساندها الولايات المتحدة.
وقال لافروف «إنهم لايزالون غير قادرين أو غير راغبين في القيام بذلك ... نحن نعتقد أن الهدف هو الحفاظ على جبهة النصرة ... إنهم لم يمسوا جبهة النصرة في أي بقعة من سوريا».
وجاءت تصريحات لافروف بالتزامن مع مرور عام على بدء الحملة العسكرية الجوية الروسية في سوريا.
ودافع لافروف عن قصف القوات الروسية والسورية لمدينة حلب المحاصرة.
وأصر لافروف على أن روسيا تساعد الرئيس بشار الأسد في «الحرب على الإرهاب».
واتهم لافروف الغرب بالصمت حيال معاناة المدنيين في حلب عندما كانت التوقعات تشير إلى قرب سقوط المدينة في أيدي المسلحين المعارضين للحكومة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن المحادثات بين الجانبين الأميركي والروسي بشأن الهدنة في سوريا «تحتضر».
وعندما سئل في مؤتمر صحفي عن سبب استمرار كيري في التفاوض رغم مواصلة روسيا قصف حلب، أجاب تونر «(المحادثات) تحتضر ولكن نبضات القلب لم تتوقف تماما».
وأضاف «إن (قصف حلب) خرق واضح للأعراف الدولية والأعراف الإنسانية والقانون الدولي».
وقال تونر إنه «في مرحلة ما» قد تضطر واشنطن للنظر مجددا «في الجدوى من استمرار العملية الدبلوماسية» مضيفا «لا يمكنني التأكيد أننا وصلنا هذه المرحلة. اقتربنا منها ولكننا لم نصلها بعد».
كما وجهت روسيا انتقادا حادا لقرار حول سوريا قدمته دول غربية وعربية وتركيا في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ونص القرار على محاولة تبييض صفحة الإرهابيين وإلقاء مسؤولية انتهاك حقوق وحريات الناس البسطاء على عاتق الحكومة السورية.
ووصف ممثل الوفد الروسي أليكسي غولتيايف الوثيقة بأنها متحاملة ومتحيزة ومشبعة بالتقييمات العديمة الأساس.
ولكن في المحصلة أقرت الوثيقة التي قدمتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية وتركيا وقطر، بأغلبية 26 صوتا وصوتت ضدها 7 دول من بينها روسيا والصين وكوبا وفنزويلا والجزائر وبوليفيا وبوروندي وامتنعت عن التصويت 14 دولة.
وقال المندوب الروسي إن من بين الدول التي قدمت مشروع القرار هناك من يسيطر على الفصائل المسلحة غير المشروعة في سوريا ورغم ذلك يواصلون الإصرار بشكل عنيد على محاولة رمي الذنب وتحميل مسؤولية ما يجري في سوريا للحكومة الشرعية وتبرئة الإرهابيين.
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أسفه إزاء بذل واشنطن وحلفائها الجهود للتغطية على المتطرفين الذين لطخوا أيديهم بدماء الآلاف من المدنيين الأبرياء.
ووصف الوفد الروسي الوثيقة بأنها بعيدة عن الواقع وتعكس آراء ووجهات نظر مشوهة لأصحابها عن الوضع في سوريا، ومثل هذه الوثيقة تشوه سمعة مجلس حقوق الإنسان وتسحب منه ثقة المجتمع الدولي وتقوض النظام الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان.
ـ لندن تدرس خيارات للضغط على موسكو ـ
وأعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن لندن وواشنطن تنظران في بعض الخيارات كنوع من الضغط على روسيا لإرغامها على تغيير موقفها في سوريا.
وأعرب جونسون عن اعتقاده بأن النظرة نحو روسيا باتت أكثر تشددا بسبب تصرفاتها في سوريا.
وقال في حديث نشرته صحيفة «صن» إن روسيا قد تتحول إلى «دولة منبوذة في حال واصلت التصرف بنفس الشكل وستفقد أي تعاطف أو إعجاب في العالم».
ومن بين خيارت الضغط التي تدرسها لندن، وفقا للصحيفة، مقاطعة الشخصيات الرسمية البريطانية لبطولة العالم بكرة القدم في عام 2018 التي ستجري في روسيا.
وكان دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي قد أعلن في مقابلة مع محطة «بي بي سي» في وقت سابق رفض موسكو التهم الموجهة ضدها وقال إن تحركات القوات المسلحة الروسية في سوريا لا تنتهك معايير القانون الدولي.
الديار