«الجيش» يواصل قضمه في شرق حلب وريف دمشق
صعدت الولايات المتحدة لهجتها مع روسيا محذرة بانها ستنهي التنسيق مع موسكو حول سوريا «ما لم تتخذ موسكو» خطوات فورية» لإنهاء العدوان على حلب. وهذا التهديد جاء على لسان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي حذر نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية قال فيها : «إن هذه الخطوة ستتضمن مركـز العمليات المشتركة الذي كان من المتوقع انشاؤه حتى تتخذ موسكو خطوات آنية لإعادة إحياء اتفاق وقف العمليات العـدائية.» كما اعلـنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إنها «تجري الاستعدادات اللازمة لتعليق التعاون الثنائي الروسي الاميركي حول سوريا» ونص البيان ايضا على أن «كيري أخبر لافروف أن الولايات المتحدة وشركاءها يحملون روسيا مسؤولية التصعيد العنيف في حلب بما في ذلك استعمال القنابل الحارقة والمخترقة للملاجئ في المناطـق المخاصرة التي تعـرض المدنيـين لخـطر جسيم».
في المقابل، ردت وزارة الخارجية الروسية إن «لافروف لفت من جديد إلى أن عددا كبيرا من الفصائل المعارضة للحكومة، والتي تسميها واشنطن بالمعتدلة، لم ترفض الالتزام فحسب بالاتفاق الروسي المؤرخ بالـ9 من ايلول والخاص بتعزيز نظام الهدنة وضمان وصول المساعدات الإنسانية فحسب، بل تندمج بتنظيم جبهة النصرة وتواصل عملياتها العسكرية ضد الجيش السوري، جنبا إلى جنب، مع فرع القاعدة هذا».
وجدد وزير الخارجية الروسي مطالبته بضرورة تنفيذ الولايات المتحدة تعهداتها القديمة حول فصل مجموعات المعارضة السورية المعتمدة على واشنطن عن التنظيمات الإرهابية والتوقف عن التغاضي عن المتطرفين.
وفي سياق متصل، اكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إنه يعمل لطرح قرار على مجلس الأمن الدولي لفرض وقف إطلاق النار في حلب وإن أي دولة ستعارض هذا القرار ستعد متواطئة في ارتكاب جرائم حرب.
وردا على انتقادات وزير الخارجية الفرنسي الأخيرة حول التدخل الإيراني في سوريا، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي في مؤتمره امس ان تصريحات الوزير الفرنسي «غير موضوعية وغير متوقعة»، متهما فرنسا باتخاذ سياسات خاطئة أدت إلى تأزيم الوضع وتعقيده في سوريا على حد تعبيره حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية اليوم.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان هؤلاء الذين يستخدمون اسلحة اكثر تدميراً في سوريا يرتكبون جرائم حرب وان الوضع في حلب اسوأ من مجزرة.
ـ حلب: الجيش السوري يواصل قضمه ـ
ميدانيا، نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية والحلفاء بتغطية من سلاح الجو السوري ضـربات مكثفة على تجمعات ومحاور تحرك الارهابيين في مدينة حلب وأريافها الجنوبية والغربية والشمالية وقد تركزت الضربات الجوية في قرى وبلدات خان طومان ومعراته وغرب دارة عزة وغرب قبتان الجبل وبابيص وكفر حمرا وحريتان إضافة إلى مناطق بعيدين والحيدرية وبستان القصر داخل المدينة وفقا لمصدر عسكري رفيع المستوى.
وأشار المصدر إلى «مقتل العديد من الارهابيين خلال الضربات الجوية وتدمير عربات مدرعة وأخرى مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة» لافتا الى أن وحدة من الجيش «دمرت في عملية نوعية امس أحد مقرات تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية على طريق حلب الدولي جنوب غرب حلب كان يستخدمه التنظيم في تفخيخ الآليات».
وفي مدينة حلب بين المصدر أن وحدة من الجيش «قضت على عدد من متزعمي تنظيم «جبهة النصرة» عبر تدميرها مقرا لاجتماعاتهم في حي صلاح الدين» مشيرا إلى «تدمير وحدة من الجيش في ضربة مركزة مستودعي أسلحة وذخيرة للتنظيمات الإرهابية في حلب القديمة».
وفي جنوب حلب، تستمر الاشتباكات عبر محوري الشيخ سعيد والعامرية ومشروع الـ 1070 شقة في الجنوب الغربي من المدينة في حين استهدف الطيران رتلا للمسلحين على محور الكبارية بالقرب من معان في الريف الشمالي.
وحقق الجيش تقدماً في حلب القديمة، ووسع نطاق سيطرته في حي الفرافرة في حلب القديمة.
اما في دير الزور، فقد وجه الطيران الحربي السوري وسلسلة ضربات جوية على مناطق انتشار وتحركات لإرهابيي تنظيم «داعش» في محيط جبل الثردة وشرق مطار دير الزور العسكري وفي قرى الجنينية والحسينية والبغيلية بالريف الغربي، ما اسفر عن مقتل وإصابة العديد من إرهابيي التنظيم التكفيري وتدمير عربات مدرعة ومصفحة وفقا لما ذكره المصدر العسكري.
وفي ريفي حماة وإدلب، كثف سلاح الجو السوري غاراته على تجمعات ومقرات التنظيمات المنضوية تحت زعامة «جيش الفتح» في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي على الحدود الإدارية مع محافظة حماة.
وادت هذه الضربات إلى تدمير مقرين و7 عربات و3 سيارات مزودة برشاشات وقتل عدد من أفراد جيش الفتح. اضف على ذلك، طالت الطلعات الجوية مواقع وطرق إمداد التنظيمات الارهابية في قرى وبلدات عطشان وزور الطيبة ومعردس وعنيز والكبارية وتل الزعتر وقبيبات أبو الهدى بالريف الشمالي.
ونتيجة ذلك، تكبد الإرهابيون خسائر فادحة بالافراد والعتاد الحربي خلال الطلعات الجوية التي اسفرت عن تدمير مقرات كانوا يتحصنون فيها وعدد من الدبابات وعشرات الاليات المزودة برشاشات متنوعة والمحمل بعضها بالأسلحة والذخيرة.
وفي العاصمة دمشق، اندلعت اشتباكات على أطراف حي برزة الخاضع لاتفاقية مصالحة شمالا، إثر هجوم للمعارضة المسلحة على مبنى الوسائل التعليمية استمرت لعدة ساعات لتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي لاحقا بعد تدخل لجان المصالحة
أما غربا فقد شهدت قدسيا «تقدما للجيش السوري عبر محور معمل أدوية الديماس بعد انهيار المصالحة في البلدة نتيجة اعتداء المعارضة المسلحة على نقاط للجيش قرب منطقة الخياطين»، وفقا لما ذكره مصدر عسكري عسكري لافتا الى ان «الهدف من العملية توسيع نطاق الامان بالنسبة للمناطق المجاورة دون اقتحام الحي».
أما في الريف، فقد نجح الجيش في توسيع نطاق سيطرته في محيط رحبة الاشارة بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي جيش الاسلام في غوطة دمشق الشرقية والتقدم في منطقة المزارع الواقعة بين الريحان وتل كردي مقتربا أكثر من مدينة دوما غير ان المسلحين ردوا باطلاق قذائف هاون مستهدفين ضاحية الأسد السكنية شمال دمشق .
على صعيد اخر، اطلق الجيش التركي النار على مجموعة من المدنيين السوريين عند قرية «كحيلة» الواقــعة بين مدينتي رأس العين وتل أبيــض ما أدى إلــى مقتل 9 أشخاص بينهم أطفال إضافة إلى إصابة آخرين بجروح في ريف الحسكة على الحدود السورية التركية.
من جهة اخرى، استعاد الجيش السوري السيطرة على تل الصوان في محيط حقل الشاعر للغاز في ريف حمص الشرقي.
ـ المعارضة تحصل على صواريخ غراد ـ
الى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في المعارضة السورية قولها إنها حصلت على عدد كبير من صواريخ غراد من دول داعمة.
ونقلت الوكالة عن القيادي في المعارضة فارس البيوش قوله إن دولا أجنبية زودت مقاتلي المعارضة براجمات غراد سطح سطح من طراز لم يحصلوا عليه من قبل، ردا على هجوم كبير تدعمه روسيا في مدينة حلب.
وقال البيوش إن مقاتلي المعارضة حصلوا على «كميات ممتازة» من راجمات غراد يصل مداها إلى 22 و40 كيلومترا، وإنها سوف تستخدم في جبهات القتال بحلب وحماة والمنطقة الساحلية.
وحصل مقاتلو المعارضة على راجمات غراد من قبل، لكن البيوش قال إن هذه هي المرة الأولى التي يحصلون فيها على هذا الطراز.
وأضاف دون ذكر المزيد من التفاصيل أن كل دفعة من الراجمات تحتوي على 40 راجمة. وقال إن مقاتلي المعارضة لديهم مخزونات سابقة من الراجمات استولوا عليها من مخازن الجيش.
وأشار إلى أنه لا يوجد مؤشر على أن مقاتلي المعارضة سيحصلون على أسلحة مضادة للطائرات، كما طلبوا.
وكان فيديو نشر على موقع يوتيوب أظهر مقاتلين من «الجيش السوري الحر» وهم يطلقون نيران راجمـات غــراد على مواقع للحكومة قرب حلب. وأكد البيوش أن مقاتلي المعارضة حصلوا على الأسلحة المستخدمة مؤخـرا.
وتحصل جماعات من المعارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر على مساعدات عسكرية من دول تعارض الرئيس السوري بشار الأسد، عبر مركز للتنسيق في تركيا تدعمه الولايات المتحدة.
هذا ونقلت «رويترز»، أمس الثلاثاء عن مسؤولين أميركيين قولهم إن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، قد يدفع دول الخليج العربية إلى تسليح المعــارضة بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف.
الديار