قصف قوافل المساعدات تغيير لقواعد اللعبة ولا فصل بين المسلحين
السجالات الاميركية - الروسية بشأن الازمة السورية احتفظت بوتيرتها العالية، واكدت التطورات ان لا اتفاقاً اميركياً - روسياً حول سوريا، انما هناك محاولات من الدولتين لمنع تدحرج الامور نحو مواجهة شاملة. وهذا ما ادى الى تكثيف الاجتماعات لتثبيت الهدنة، وقد ترجم التوتر على الارض عبر قصف لقوافل المساعدات المتجهة الى حلب مما ادى الى متل 20 شابا من الهلال الاحمر السوري وتم تبادل الاتهامات بشأن الجهة التي تولت ضرب قافلة المساعدات، لكن دي ميستورا اعتبر الامر تبدلاً لقواعد اللعبة، فيما شهدت نيويورك اجماعاً دولياً برئاسة واشنطن وموسكو لتثبيت الهدنة مع تأكيد الرئيس الاميركي اوباما ان الحل في سوريا س
ياسي ولن يكون عسكرياً داعياً الى توحيد الجهود للقضاء على «داعش» فكرياً وميدانياً، مشيرا الى ان دولاً كبيرة من بلدان الشرق الاوسط تواجه تحديات امنية كبيرة.
وبالمقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لم ينته، بينما أعربت موسكو عن استعدادها لمواصلة العمل على تنفيذ الاتفاق، وذلك عقب يوم دامٍ في سوريا شهد استهداف قافلة إغاثة أممية في حلب وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال كيري -في تصريحات مقتضبة للصحفيين أثناء مغادرته فندقا في نيويورك عقب لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا- إنه سيلتقي مجددا في وقت لاحق هذا الأسبوع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وعقد كيري ولافروف - اللذان أشرفا على الاتفاق يوم 9أيلول الجاري- لقاء ثنائيا قبل بدء الاجتماع.
في السياق نفسه، قال مسؤول روسي للصحفيين شريطة عدم نشر اسمه «حقيقة إننا هنا وإننا نشارك في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا تأكيدا لرغبتنا في مواصلة العمل، لا يمكنكم فقط... التخلص من كل ما حققنا خلال عام».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن الاتفاق الأميركي -الروسي هو الخيار الوحيد لإنهاء العنف في سوريا. لكن نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت قال «لا أستطيع القول إننا سننقذ اتفاق وقف إطلاق النار».
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن على القوى العالمية أن تدرس إن كان هناك سبيل للعودة إلى المفاوضات بشأن هدنة في سوريا «أم أن الأمر أصبح ميؤوسا منه».
وكان شتاينماير يتحدث بعد إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا.
واعلنت الخارجية الاميركية ان المجموعة الدولية تتفق على ضرورة استمرار وف النار بموجب الخطة الاميركية - الروسية واكدوا على الاهمية القصوى لاستئناف المفاوضات السياسية لكن المجموعة الدولية اقرت بصعوبة فصل جيش الفتح عن المعارضة في بعض المناطق، وهذا ما اعتبر موقفاً ضد روسيا.
ـ هولاند: المأساة السورية وصمة عار ـ
الى ذلك، أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى أن «المأساة السورية هي وصمة عار يجب وقفها»، على مجلس الأمن الاجتماع في أقرب وقت لمناقشة الوضع في سوريا»، موضحا ان «النظام السوري مسؤول عن فشل اتفاق الهدنة الأخير».
وأكد أنه «يجب وقف النار في سوريا وإدخال المساعدات قبل العودة للمفاوضات»، لافتا الى ان «الإرهاب يستفيد من النزاعات القائمة والأزمات التي نعجز عن حلها».
ـ قصف قافلة الاغاثة ـ
وبينما دعت الاطراف الدولية الى وقف النار اعتبر المبعوث الاممي لسوريا ستيفان دي ميستورا ان قصف افلة الغاثة الانسانية يغير قواعد اللعبة قائلا: «المجموعة الدولية ستجتمع الجمع لمحاولة اعادة تطبيق الهدنة».
وقررت الأمم المتحدة وقف قوافل المساعدات في سوريا فورا بعد قصف قافلة مساعدات في ريف حلب أسفر عن مقتل 20 من الهلال الأحمر السوري، وهو ما أثار غضبا وتنديدا دوليين، في وقت نفت روسيا والجيش السوري قصف القافلة وادى القصف الى حرق 20 شاحنة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن المنظمة الدولية علقت تحركات كل قوافل المساعدات في سوريا بعد الغارة الجوية التي أدت إلى حرق عشرين شاحنة بمن فيها.
وتابع المسؤول الأممي أن هذه الخطوة هي «إجراء فوري بانتظار تقييم جديد للوضع الأمني»، مشيرا إلى أن القافلة التي أصيبت كانت تنقل بصورة خاصة مساعدات من الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق أيضا، أعلن الهلال الأحمر السوري تعليق كل أنشطته في محافظة حلب لثلاثة أيام احتجاجا على استهداف قوافل المساعدات ومقتل عدد من أفراده. وقال في بيان إن القصف أسفر عن مقتل مدير الهلال الأحمر العربي السوري عمر بركات، وعدد من سائقي الشاحنات وغيرهم من العاملين.
من جهته قال ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه يشعر بمنتهى الاشمئزاز والغثيان والرعب من قصف القافلة. وأضاف في مقابلة مع شبكة الجزيرة، أنه إذا ثبت أن هذه الشاحنات استهدفت عمدا، فإن ذلك يعدّ جريمة حرب.
وكانت قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة تعرضت لغارات من قبل الطيران السوري أو الروسي في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى احتراق عشرين شاحنة بمن فيها وقتل 13 شخصا من القائمين عليها.
في الأثناء نفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف الاتهامات الموجهة إلى روسيا باستهداف القافلة الأممية، ووصفها بأنها عارية من الصحة. واعتبر الوضع في حلب متوترا للغاية، قائلاً إن الأمل ضئيل جداً في عودة تطبيق الهدنة من جديد.
وفي هذا السياق أيضا قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مصدرا عسكريا» ينفي استهداف الجيش السوري قافلة المساعدات.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف في بيان «درسنا مشاهد التسجيلات المصورة من الموقع التي التقطها من يسمون أنفسهم (نشطاء)بالتفصيل ولم نجد دليلا على أن القافلة تعرضت للقصف بذخيرة».
وأضاف قائلا «لا توجد حفر وهياكل السيارات لا تحمل آثار الضرر المتناسب مع الانفجارات التي تتسبب بها قنابل تسقط من الجو».
واشار كوناشينكوف إلى أن الضرر البادي في المشاهد المصورة في القافلة هو نتيجة مباشرة لحريق شب في حمولتها معتبرا انه «وقع بشكل يدعو للاستغراب» تزامنا مع بدء المسلحين عملية عسكرية كبيرة في حلب المجاورة.
وقال إن روسيا توقفت عن رصد القافلة بعد أن سلمت مساعداتها لكن موقعها بعد ذلك كان معروفا فقط للمسلحين على الأرض.
وأشار كوناشينكوف إلى أن الجماعة المعروفة سابقا بجبهة النصرة بدأت هجوما كبيرا مدعوما بالدبابات والمدفعية وغيرها من المعدات الحربية الثقيلة بالتزان مع دخول القافلة.
واعتبر كوناشينكوف إن جماعة الدفاع المدني تعرف باسم الخوذ البيضاء وتقوم بعمليات إنقاذ هي التي تستطيع الإجابة على سؤال من المسؤول.
وأضاف قائلا «فقط ممثلو منظمة (الخوذ البيضاء) المقربون من جبهة النصرة الذين يجدون أنفسهم دائما في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح وبالصدفة مع كاميرات الفيديو الخاصة بهم يمكنهم أن يجيبوا عمن فعل هذا ولماذا».
غير أن وزارة الخارجية الأميركية قالت إن واشنطن «غاضبة» مما حصل لقافلة الإغاثة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري القول إن روسيا فقدت السيطرة على الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقصف شعبه منذ سنوات ويقصف قوافل المساعدات باستمرار.
وأضاف كيري -خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف (رئيس وفد المملكة بدورة الانعقاد السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك)- «هذا الأسبوع ستُجمع الحقائق قبل أن نتخذ قرارا».
وفي هذا السياق أيضا، حذر المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي من أن استهداف القافلة يضع التزامات روسيا على المحك ويقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سوريا.
بدورها شجبت فرنسا العملية، وقالت إنها تظهر الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار في سوريا.
ـ كيري: اتفاق الهدنة «لم يمت» وروسيا: الامل ضعيف ـ
بالمقابل، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن اتفاق الهدنة في سوريا «لم يمت»، مضيفا أن مجموعة دعم سوريا ستعقد اجتماعا جديدا هذا الأسبوع لبحث المزيد من الخطوات في إطار التسوية السورية.
لكن الكرملين اعلن أن الوضع في سوريا يثير قلقا شديدا في موسكو، مؤكدا أن هناك «أملا ضعيفا جدا» الآن في استئناف نظام وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف امس، إن شرط استئناف الهدنة «شرط بسيط جدا» ويتمثل في «ضرورة أن يوقف الإرهابيون إطلاق النار على القوات المسلحة السورية»، مضيفا أنه يتعين على الجانب الأميركي ألا يقصف السوريين بالصدفة.
وذكّر بيسكوف بأن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بدأ هجوما مضادا في عدد من مناطق سوريا واضطرت القوات السورية للرد على هذه الخطوات، مشيرا إلى أن الجيش السوري كان الجهة الوحيدة التي التزمت بشروط الهدنة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن واشنطن فشلت في الفترة الماضية والتي قد تجاوزت أسبوعا في الفصل بين ما يسمى المعارضة المعتدلة والإرهابيين.
ـ الأسد: الحصار الاقتصادي أخطر من أعمال الإرهابيين ـ
من جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحصار الاقتصادي المفروض على بلاده يعد أخطر بكثير من نشاطات الجماعات الإرهابية في الداخل.
وقال الأسد لدى استقباله وفد اتحاد الجاليات العربية الذي يزور دمشق، إن الوضع في مجال الأمن والتصرفات الإجرامية من جانب الجماعات الإرهابية ليس أكثر خطورة من الحصار الاقتصادي الظالم المفروض على السوريين.
وأشار الرئيس السوري إلى الدور الهام للجاليات العربية التي تعلن بصوت مرتفع على الملأ في دولها عن ضرورة وقف الحرب ضد سوريا ورفع الحصار عن الشعب السوري.
ـ سقوط قذائف على دمشق ـ
قالت مصادر عسكرية إن العاصمة السورية تعرضت لقصف بالقذائف من جهة حي جوبر في ضاحية دمشق.
وأضافت المصادر أن القذائف سقطت على أحياء الزبلطاني والعباسيين شرقي دمشق.
من جانب آخر، استعاد الجيش السوري السيطرة على رحبة كتيبة الإشارة ومستودعاتها في مزارع الريحان في الغوطة الشرقية.
وفي دير الزور استهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية بسلسلة غارات مواقع وتجمعات مسلحي تنظيم «داعش» على محور الجفرة جنوب شرق مدينة دير الزور ومواقع أخرى لهم في محيط جبل ثردة جنوب المدينة.
بالمقابل، قصفت البارجات الروسية في البحر مواقع للمسلحين في حلب بصواريخ كالبيير وان الصواريخ الروسية استهدفت اجتماعاً لقيادات اجنبية.
الديار