جبهة حلب وريفها ما زالت مشتعلة رغم تمديد التهدئة لمدة 72 ساعة، فيما اشارت معلومات ان الطائرات الروسية قامت بقصف وتدمير قاعدة للمسلحين شرق تدمر حيث يعتقد ان مسلحي هذه القاعدة اسقطوا الطائرة الروسية في 8 تموز.
أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن 6 قاذفات انطلقت من الأراضي الروسية قصفت امس مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي ودمرت معسكرا ميدانيا كبيرا و3 مخازن أسلحة وذخائر.
وأوضح بيان صادر عن الوزارة الروسية امس، أن 6 قاذفات بعيدة المدى من نوع «تو-22ام3» انطلقت من قاعدة في أراضي الاتحاد الروسي صباح امس وجهت ضربة مكثفة إلى منشآت لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة شرقي تدمر، وفي السخنة وآراك.
وذكر بيان الوزارة أنه دمر نتيجة هذه الغارات معسكر ميداني كبير للمسلحين و3 مخازن للأسلحة والذخائر و3 دبابات و4 مصفحات و8 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة، إضافة إلى تصفية عدد كبير من المسلحين.
وأضافت: «جميع الطائرات عادت بسلام وهبطت في مطاراتها»، مشيرا إلى أن الجانب الروسي أبلغ التحالف الدولي بشكل مسبق بموعد توجيه ضربات ومسارات القاذفات الروسية البعيدة المدى.
في المقابل، تجدد القتال على المحاور الشمالية والغربية والشرقية في ريف حلب وداخل عدد من أحياء المدينة، رغم إعلان قيادة الجيش السوري عن تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى.
وشنت طائرات سلاح الجو السوري عشرات الغارات الجوية على قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والغربي وبعض الأحياء في الجهة الشرقية من المدينة.
وجاء تكثيف الغارات الجوية ردا على هجوم شنته فصائل من المعارضة السورية على مواقع سيطرة الجيش السوري في حلب. وترافق هجوم واسع النطاق مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وأوضح نشطاء معارضون أن طائرات سلاح الجو السوري شنت فجر امس غارات على بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي. وأكدوا استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري وفصائل قوات المعارضة في منطقة الليرمون، حيث يتقدم الجيش السوري، في حي بني زيد شمال حلب.
كما أفاد الناشطون باندلاع اشتباكات بين فصائل المعارضة وتنظيم «داعش» في محيط قرية بريشا بريف حلب الشمالي.
هذا وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من تصعيد القتال داخل مدينة حلب وفي محيطها، ودعت لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين بسرعة وأمان.
يذكر أن القيادة العامة للجيش السوري أعلنت مساء الاثنين عن تمديد مفعول نظام التهدئة الذي بدأ سريانه بمناسبة عيد الفطر، لمدة 72 ساعة أخرى. وفي داريا، سيطر الجيش السوري على منطقة المزارع جنوب داريا.
لافروف: «النصرة» تتلوّن كالحرباء
الى ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يتميز الحوار مع أنقرة حول تسوية الأزمة السورية بصراحة أكثر، بفضل تطبيع العلاقات الروسية-التركية.
وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذربيجاني إيلمار ماميدياروف في باكو، أن من شأن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة التأثير بشكل إيجابي على الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط. وأردف قائلا: «إنني آمل في أن ذلك سيساعدنا في البحث عن مقاربات مشتركة لتجاوز الأزمة السورية بفعالية أكبر، على الرغم من أن مواقف روسيا وتركيا غير متطابقة على الإطلاق فيما يخص هذه الأزمة».
كما أعرب لافروف عن قلقه من تباطؤ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف.
وأردف الوزير قائلا: «إننا قلقون مما يبديه ستفان دي ميستورا من التقاعس في الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالدعوة إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية، وما يطلقه من تصريحات عن ضرورة أن تتوصل روسيا والولايات المتحدة إلى كيفية إدارة الشؤون المتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا، إذ يلوح بأن الأمم المتحدة وأمانتها لن تجريا جولة جديدة من المشاورات السورية إلا بعد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق».
وشدد لافروف قائلا: «إنه موقف غير صائب».
وأضاف لافروف أنه سيعمل خلال محادثاته المرتقبة مع نظيره الأميركي جون كيري أثناء زيارة الأخير إلى موسكو يومي 14 و15 تموز، من أجل صياغة نهج مشترك يعتمد على المبادئ الواضحة الخالية من أي ازدواجية والمسجلة في قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وأضاف أن موسكو وواشنطن ستعملان مع دي ميستورا لحمله على المثابرة في أداء مهامه.
وفي الوقت نفسه قال لافروف إن الجهود الروسية - الأميركية المشتركة في هذا السياق لا يمكن أن تحل محل المفاوضات السورية - السورية.
وحذر من أن الأحاديث عن تبديل مفاوضات جنيف بالمشاورات الروسية- الأميركية تبعث بإشارات ضارة للغاية إلى المعارضة السورية، وتحديدا لهيئة المفاوضات العليا المنبثقة عن قائمة الرياض، والتي تطرح دائما إنذارات وهي تطالب برحيل بشار الأسد وتحديد «مواعيد قصوى ما» للعملية السياسية.
وأوضح أن القضية الرئيسية التي تعرقل تنفيذ الاتفاقات بهذا الشأن تكمن في أن النصرة «تتلون كالحرباء» ، ولا سيما في ريف حلب، وتنشئ حولها تنظيمات أخرى تدعي بأنها غير تابعة لها وتجاهر باستعدادها للانضمام إلى نظام الهدنة، بموازاة تحالفها الميداني مع النصرة.
الائتلاف السوري ومجلس الامن
الى ذلك، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي يدرس فيه «مصير» قراراته حول سوريا.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن رئيس الائتلاف المعارض أنس العبدة خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول: «يجب أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا يدرس فيه مصير قراراته حول سوريا.. لِمَ لَمْ تُطبَّق؟ من خرقها؟ ومن رفض؟».
كما حمل العبدة المجتمع الدولي والإدارة الاميركية مسؤولية عدم توفير البيئة المناسبة لإنجاح المفاوضات السورية، قائلا: « تلكؤ المجتمع الدولي والإدارة الأميركية في التدخل الفاعل لوقف قصف النظام وحلفائه لم يُوفِّر البيئة المناسبة لنجاح المفاوضات».
الائتلاف وتشكيلة حكومته
وكان الائتلاف صادق الاثنين على تشكيلة ما يسمى بـ «الحكومة المؤقتة» برئاسة جواد أبو حطب.
وأصدر الائتلاف بيانا نشره على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»، أنه تم منح تلك الحكومة الثقة بعد حصولها على 68 صوتا من أصل 98.
وفي أيار أعلن الائتلاف، انتخاب جواد أبو حطب رئيسا جديدا للحكومة السورية المؤقتة، خلفا لأحمد طعمة، الذي قبلت الهيئة العليا استقالته، في أواخر شهر نيسان.
واشنطن: روسيا لن تشارك
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية أنها لم توجه دعوة إلى روسيا للمشاركة في اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في التحالف المضاد لتنظيم «داعش» الإرهابي سيعقد في واشنطن في 20 و21 تموز.
وأوضح مصدر في الوفد الأميركي أنه من المتوقع أن يجتمع في واشنطن ممثلون عن 63 دولة. كما سيشارك فيه ممثلون عن مقر الناتو من أجل مناقشة تفاصيل إرسال طائرات من نوع «أواكس» إلى تركيا، حيث ستستخدم للرقابة على المجال الجوي فوق سوريا والعراق وتحديد أهداف على الأرض لطيران التحالف.
روسيا تشهد مراسم تأبين طيارين
على صعيد آخر، جرت في عدد من المقاطعات الروسية مراسم تأبين الطيارين الروسيين اللذين قتلا نتيجة سقوط مروحية في سوريا في 8 تموز.
يذكر أن بلدية كورينوفسك في إقليم كراسنودار بجنوب روسيا أعلنت الثلاثاء يوم حداد تكريما للعقيد رفعت حبيبولين قائد الفوج الـ55 للطيران الحربي الذي يرابط في هذه المدينة، ثم سينقل جثمان حبيبولين للدفن في مسقط رأسه في مقاطعة أوليانوفسك.
من جهة أخرى أشارت سلطات مقاطعة ساراتوف إلى أن الطيار الثاني يفغيني دولغين، الذي كان يؤدي خدمته العسكرية في مقاطعة بسكوف قبل إرساله إلى سوريا، سيدفن في بلدة سوكولوفي بهذه المقاطعة الواقعة في منطقة نهر فولغا.
عن الديار