دي ميستورا في دمشق تمهيداً للجولة الختاميّة من مُباحثات التسوية
أعلن رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي أن قوات جيش بلاده والقوات الجوية الروسية تستعد لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة لاستعادة السيطرة على مدينة حلب، بحسب تقارير.
ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن الحلقي قوله «نستعد مع شركائنا الروس لعملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة التي لم تشارك في اتفاق وقف إطلاق النار أو انتهكته».
وفي لقاء جمعه بوفد مجلس النواب (الدوما) الروسي في دمشق امس عبّر الحلقي عن ثقة السوريين التامة بأن التعاون العسكري والعمل المشترك بين الشعبين الروسي والسوري سوف يتكلل بالنجاح، وأن إنجاز هذه العملية في حلب سيفتح الطريق أمام التحرك لاحقا نحو دير الزور.
وأعلن رئيس الوزراء السوري أن أكثر من 500 بلدة سورية تمت استعادتها من قبضة المسلحين بفضل عملية القوات الجوية الروسية في سوريا.
كما أعرب رئيس الوزراء السوري عن أسفه حيال الاستفزازات التي تصدر عن المجموعات الإرهابية في الآونة الأخيرة في حلب وريف دمشق.
وأكد الحلقي خلال لقائه مع الوفد البرلماني الروسي في دمشق أن: «الشعب السوري لن ينسى المساعدة التي يقدمها الشعب الروسي، وخصوصا قرار الرئيس فلاديمير بوتين بشأن استخدام القوات الجوية الروسية لدعم الجيش السوري في الميدان. وبفضل ذلك استعادت قواتنا المسلحة أكثر من 500 بلدة وأكثر من 40 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية».
ـ دي ميستورا في دمشق ـ
هذا ووصل الموفد الدولى الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى دمشق، مساء امس، وذلك قبل أيام من استئناف مفاوضات جنيف بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة تمهيدا للجولة الختامية من مباحثات التسوية.
وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن دي ميستورا نزل في أحد الفنادق الكبرى وسط دمشق آتياً من بيروت التى كان قد وصل إليها جوا من عمان، من دون الإدلاء بأى تصريح، على أن يلتقي اليوم الاثنين وزير الخارجية السورى وليد المعلم.
وفي وقت سابق أمس أجرى دي ميستورا في عمان مباحثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حول «أهمية دعم وإنجاح» مفاوضات السلام السورية.
وأفادت وكالة «بترا» الأردنية بأن دي ميستورا وجودة بحثا خلال اللقاء «تطورات الوضع على الساحة السورية والجهود المبذولة للتوصل إلى تفاهم مشترك بشأن عملية الانتقال السياسي وفي مقدمها مفاوضات جنيف في إطار جولة دي مستورا في المنطقة لإجراء مشاورات مع الأطراف الإقليمية المعنية بالشأن السوري». وأضافت الوكالة أن دي ميستورا وجودة أكدا خلال اللقاء «أهمية دعم وإنجاح المفاوضات بين الأطراف السورية، التي من المقرر عقدها في جنيف الأربعاء المقبل وبما يخدم التوصل الى الحل السياسي المنشود». وأكد جودة «التزام الأردن بدعم كل الجهود والمساعي الرامية الى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية».
كما جدد الوزير الأردني موقف بلاده الداعي إلى «التوصل إلى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري».
من جانبه، أكد دي ميستورا «حرصه على استمرار التنسيق والتشاور مع الأردن»، معربا عن «تقديره لدور الأردن المحوري ودعمه المتواصل على مختلف الصعد لجميع الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية».
هذا ويبدأ دي ميستورا الثلاثاء، زيارة إلى طهران لبحث آخر تطورات الأزمة السورية. ووفقا لوكالة أنباء «فارس» فإن دي ميستورا سيجري مع المسؤولين الإيرانيين محادثات، بشأن تطورات الأوضاع في سوريا.
ـ ميدانياً ـ
على الصعيد الميداني، تصّدى الجيش السوري لهجوم شنه مسلحو «جند الاقصى» و«الحزب الاسلامي التركستاني» باتجاه مواقعه في صوامع المنصورة في سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي ودمّر «بي ام بي» مفخخة وآلية اخرى تحمل رشاشاً ثقيلاً من عيار 23 ملم ومقتل وجرح افراد طاقمها.
كما صد الجيش السوري هجوم شنه مسلحو «جبهة النصرة» في ريف حلب الجنوبي، ووجه ضربات مكثفة طالت مواقع الإرهابيين في مناطق متفرقة من مدينة حلب وريفها.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات من الجيش وجهت ضربات مكثفة طالت تجمعات المسلحين وأوكارهم في محيط بلدة خان طومان وقريتي العيس ومويلح، وأكد أن المجموعات المسلحة تكبدت خسائر فادحة في الأفراد والعتاد.
إلى ذلك اعترفت تنظيمات مسلحة، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل ما لا يقل عن 14 من أفرادها في محيط مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي.
وافادت وكالة الانباء الفرنسية ان 24 عنصرا من تنظيم «داعش» الإرهابي لقوا مصرعهم، امس، بالإضافة إلى 8 مدنيين، إثر غارات جوية نفذتها طائرات حربية لم تُعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة.
وأفادت الوكالة نقلا عن نشطاء سوريين بأن 24 «داعشيا» على الأقل بينهم ثلاثة قياديين لقوا مصرعهم، بالإضافة إلى 8 مدنيين جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يتم التعرف عليها.
وأضاف النشطاء أن الغارات الجوية وقعت بعد منتصف ليل السبت واستهدفت مدينة الرقة شمال سوريا.
وفي السياق ذاته، قال «التحالف الدولي» الذي يقود العمليات ضد «داعش» في بيان امس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 24 غارة ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا السبت. وذكرت قوة المهام المشتركة أن الضربة التي نفذت في سوريا كانت بالقرب من الرقة ودمرت مضختين لاستخراج النفط.
ـ روسيا ـ
هذا وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، امس، أن روسيا في مساعيها لتسوية الأزمة السورية تنطلق من مصالحها قبل كل شيء.
وفي تصريح صحفي أشارت زاخاروفا إلى أن مسألة التسوية في سوريا هي «مسألة ذات أهمية مبدئية بالنسبة لروسيا، لأن محاولات تحويل هذا البلد إلى بؤرة للإرهاب تعتبر ضربة، بما في ذلك ضربة ضدنا».
وذكرت زاخاروفا أن نزع الألغام من مدينة تدمر السورية تعطيه روسيا هو الآخر أهمية بالغة، «وذلك ليس فحسب بسبب وجود آثار فيها، بل لأنه جزء من عملية إعادة الحياة في سوريا إلى طبيعتها».
وأضافت أن هناك تطورات إقليمية ودولية مرتبطة بالأزمة السورية، تعتبر روسيا معالجتها هي الأخرى من مصالحها القومية، إلى جانب اهتمامها بمكافحة الإرهاب الدولي.
وأعلنت زاخاروفا أن روسيا تبقى دولة رائدة في حل أكثر القضايا الدولية حدة، على الرغم من محاولات لعزلها على الساحة العالمية، قائلة: «بالطبع لسنا معزولين وهو أمر بديهي، فنحن نتعامل سواء مع شركائنا الذين لم يقفوا ضدنا من قبل، أو مع الذين أعلنوا أننا أصبحنا في عزلة».
وذكرت أنه على الرغم من حدوث تراجع ملحوظ في علاقات روسيا مع الدول الغربية، إلا أن موسكو هي التي ترأست، إلى جانب واشنطن، مجموعة دعم سوريا، ويعقد المجتمع الدولي عليها آمالا في نجاح عملية السلام في هذا البلد، الأمر الذي يدل على فعالية سياسة موسكو الخارجية.
وتابعت قائلة إن موسكو تسعى للتعاون مع دول أخرى، «بشرط أن يتم على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادلة ومبادئ سيادة الدول، وطبعا بشرط احترام مصالحنا القومية». وذكرت زاخاروفا أنه من الخطأ وصف العلاقات الراهنة بين روسيا والولايات المتحدة بأنها عودة «حرب باردة»، علما أن الحديث لا يدور عن صراع بين نظامين دوليين مختلفين، فهناك قيم مشتركة بين البلدين مثل الحرية والديموقراطية واقتصاد السوق، لكن ثمة خلافات بين موسكو وواشنطن حول عدد من القضايا.
واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الهدف الحقيقي من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على روسيا هو إضعاف الدول الأوروبية، علما أن «الرصاصات الموجهة إلى روسيا ترتد على أوروبا وتضربها».
ـ مركز التنسيق الروسي ـ
على صعيد آخر أفاد مركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا بوصول ما يزيد عن 350 من مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» إلى بلدتي مخيم حندرات والليرمون شمال غرب حلب خلال الساعات الـ24 الماضية.
وجاء في بيان للمركز نشرته وزارة الدفاع الروسية، امس، أن مسلحي التنظيم الذي يواصل حشد قواته في المنطقة يملكون ناقلتي جند «بي أم بي» و13 عربة رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة. وذكر البيان أنه على الرغم من صمود الهدنة في معظم المحافظات السورية، إلا أن المركز سجل خلال الفترة المذكورة 5 خروقات لوقف إطلاق النار، 4 منها في ريف اللاذقية وخرق واحد في ريف حماة.
وجاء في البيان أن مسلحي جماعة «أحرار الشام» التي تدعي انتماءها إلى المعارضة واصلوا قصفهم لمواقع الجيش الحكومي في سندران والكرمل وعين القنطرة بريف اللاذقية، مستخدمين مدافع هاون وأسلحة نارية خفيفة، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح.
أما في محافظة حماة فقتل مدني وجرحت امرأة بجروح خطرة جراء قصف قرية خربة العروس على يد مسلحي «الجيش السوري الحر».
وأكد المركز أن سلاح الجو الروسي لم يستهدف خلال الساعات الـ24 الماضية مواقع لمجموعات مسلحة معارضة أعلنت انضمامها إلى نظام وقف إطلاق النار.
هذا وأفاد البيان بأن المركز الروسي أوصل قرابة 4 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى بلدة الناصرية بريف دمشق، كما أنه وزع 2.5 طن من المواد الغذائية على سكان بلدتي تريدم وريان بريف حلب، بالإضافة إلى تحضير المركز لإرسال قافلة إنسانية إلى محافظة درعا السورية.
عن الديار