واشنطن : موافقة بغداد شرط لمشاركة القوات السعودية
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى العراق بريت ماكورك، أمس، انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش، وذلك من خلال قطع الطريق بين الرقة والموصل. ووصف ماكورك العملية بالمعقدة، مؤكدا أنه تم التخطيط لها جيدا.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم قيادة قوات التحالف الدولي العقيد كريستوفر كارفر إن 30 ألفا من القوات العراقية يخططون للهجوم على مدينة الموصل، شمالي العراق.
وأشار إلى أنه «من 8 إلى12 لواء عراقيا، واثنين من البيشمركة الكردية يستعدون لاسترداد الموصل التي قد يوجد بها ما لايزيد عن 10 آلاف مسلح تابع لداعش»، لافتا إلى أن «العراقيين لازالوا في وضع إعداد الخطة».
إلى ذلك، أرجأ كارفر بطء تحرك الجيش العراقي، مقارنة بتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها تنظيم «ب ي د» إلى اختلاف الطبيعة الجغرافية للمناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا عن تلك التي في العراق، بالإضافة إلى أن «الجيش لازال في طور البناء».
هذا وأوضح أن مسلحي «داعش» «يقومون بترحيل عوائلهم إلى خارج الموصل، ويدفعون مرتبات أقل لمقاتليهم بسبب مهاجمة القوات الأميركية لمؤسساتهم المالية والنفطية».
ـ قصف عراقي كثيف لمواقع «داعش» ـ
وفي سياق متصل، نفذت القوات الأمنية العراقية، أولى عمليات القصف على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية جنوب الموصل التي استولى عليها التنظيم صيف 2014.
ونفى رئيس اللجنة الأمنية بالوكالة في محافظة نينوى هاشم البريفكاني أن تكون عمليات القصف بداية لعملية تحرير المدينة من قبضة التنظيم المتشدد. وجاء هذا النفي بعد أنباء تداولتها وسائل إعلام عراقية حول بدء عملية تحرير مركز محافظة نينوى.
وأوضح المسؤول أن القصف كان «مكثفا على أهداف محددة لـ «داعش» في الجانب الشرقي لناحية القيارة، ونفذته المدفعية الثقيلة التابعة للفرقة 15 للجيش، المتمركزة في قضاء مخمور شمال الموصل.
وأكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى العراق، بريت ماكغورك، أن مشاركة القوات السعودية في محاربة «داعش» بالعراق، في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمر مرهون بموافقة الحكومة العراقية. وقال ماكغورك، خلال زيارته للعراق امس، إن واشنطن تدعم سيادة العراق، مؤكدا أن «مشاركة السعودية ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق أمر متروك لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي».
يذكر أن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حذرت من مناورات «رعد الشمال» العسكرية التي تنفذها السعودية، منذ 9 شباط، في منطقة حفر الباطن، قرب الحدود العراقية.
ويشارك في مناورات «رعد الشمال» الآلاف من القوات البحرية والجوية والبرية السعودية، مع قطعات عربية من الإمارات ومصر والسودان والأردن.
من جهة أخرى، أشار المبعوث الأميركي إلى قلق الولايات المتحدة حيال تواجد القوات التركية في شمال العراق، موضحا أن «القوات التركية (الموجودة) ليست من ضمن التحالف الدولي». وتشهد العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا شديدا منذ أن نشرت تركيا مئات الجنود والدبابات، في منطقة بعشيقة في محافظة نينوى بشمال العراق، ما اعتبرته بغداد انتهاكا للسيادة، في حين تؤكد تركيا أن الهدف هو تدريب عراقيين على قتال تنظيم «داعش»، وفق اتفاق مسبق مع الحكومة العراقية.
الى ذلك، أعلن مصدر عراقي عسكري، أمس مقتل عدد من عناصر تنظيم «داعش» يفوق الثلاثين، شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت استعادة الرمادي من «داعش» في كانون الأول الماضي، إلا أن بعض الجيوب في شمال وشرق المدينة لا تزال تحت سيطرة التنظيم.
ودمر القتال، الذي استمر لأكثر من ستة أشهر، أغلب البنية التحتية للمدينة التي كان يسكنها نحو نصف مليون شخص، وحول كثيرا من الأبنية إلى حطام.
عن الديار