تقدم قرب الحدود التركية والقصف الروسي عنيف
تقوم الطائرات الروسية بغارات تصل الى 150 غارة في اليوم من درعا الى محيط حلب الى قرب باب السلامة على الحدود التركية الى مناطق قريبة من حلب فيما يتقدم الجيش السوري مع حلفائه ليسيطر على قرية بعد قرية كي يقترب من باب السلامة على الحدود التركية حيث اصبح على مسافة 29 كلم منها، ويتوقع خلال 4 ايام الوصول الى نقطة الحدود التركية.
اما الطيران الروسي فيشن اعنف الغارات في محيط حلب وعندها سيقطع الجيش السوري خط باب السلامة من تركيا سيكون قطع كل خطوط الامداد من تركيا الى حلب.
ثم يتوجه الجيش السوري مع حزب الله والايرانيين وحلفائهم الى حلب لشن اعنف معركة للسيطرة على العاصمة الثانية لسوريا في ظل قصف جوي روسي عنيف لم يسبق ان حصل الا عندما قامت الطائرات الاميركية بقصف العراق عند اسقاط الرئيس صدام حسين وتنطلق 70 طائرة روسية من طراز سوخوي وميغ يوميا من قاعدة اللاذقية الى منطقة حلب لقصف عنيف بالقنابل والصواريخ وبعدها يتقدم الجيش السوري والحلفاء وفي طليعتهم حزب الله، نحو القرى المحيطة بمدينة حلب الكبرى. وسيتقدم الجيش السوري باتجاه حلب بعد السيطرة على باب السلامة على الحدود التركية، وستجري معركة عنيفة في حلب بين المعارضة وبين جيش النظام وحلفائه.
وتطالب المعارضة دول العالم بوقف القصف الروسي الذي هز كل مراكزها ودمرها تقريبا فيما يتابع الطيران الروسي غاراته مستعملا صواريخ تدميرية قوية تضرب كل الدشم من الباطون المسلح كذلك تستعمل قنابل تضرب التجمعات للمعارضة وفيها قنابل عنقودية تنتشر في كل مكان وتنفجر بعد دقائق من رميها من الطائرات السوخوي 24 -و 25 وسوخوي - 35 وسوخوي - 37.
ولم يكن يتوقع المراقبون الاميركيون والاوروبيون الانتصار العسكري السوري مع حلفائهم كما يحصل الان، بل يقولون ان الانتصار يفوق التصور وان الرئيس الروسي بوتين لديه هدف كبير كي يعطي اوامره لـ 70 طائرة بالغارات بمعدل 120 غارة الى 150 غارة يوميا على مناطق جبهة حلب والحدود التركية لانه لا يعقل ان يتحرك الطيران الروسي في هذه الكثافة من دون ان يكون لدى الرئيس بوتين هدف كبير والهدف هو حسم المعركة العسكرية في حلب، قبل بدء المفاوضات الجدية بين المعارضة والنظام السوري. وذلك في شهر اذار القادم.
فهل يستطيع الجيش السوري وحزب الله والايرانيين مع القصف الروسي السيطرة على حلب خلال شهر، او السيطرة على 70 في المئة من مدينة حلب خلال شهر، وبقاء جيوب للمعارضة فيها، وهذا هو السؤال الكبير المطروح الان، فالمعارضة تتحضر للدفاع عن مراكزها في حلب، لكن الطائرات الروسية تدمر كل شيء، ولا تترك المعارضة ترتاح لحظة دون غارات ليل نهار على مراكزها حتى ان قائد عسكري في المعارضة قال لم يعد يهمنا قصف الطائرات الروسية لمراكزنا بل اصبحت المسألة هي سقوط كل المساحة التي نسيطر عليها في ريف حلب، وصولا الى اعزاز.
وقد تركت الطائرات الروسية والجيش السوري منطقة دير الزور لحركة داعش دون ان تشن عليها غارات حاليا او تقوم بعمليات عسكرية مركزة فقط على منطقة حلب لان المعركة القادمة هي حلب، فاذا سقطت حلب وسيطر النظام على دمشق وحلب ودرعا فيكون لديه اوراق هامة جدا للتفاوض مع المعارضة التي ستكون ضعيفة ، ويبدو ان الاميركيين موافقون على الخطة الروسية لان وزير خارجية اميركا جون كيري رفض الاجابة على اسئلة الصحافيين في شأن الغارات الروسية في سوريا، ومع ان وزير الخارجية السعودية طلب من اميركا ان تضغط على روسيا لايقاف غاراتها، الا ان اميركا رفضت التحادث مع روسيا في شأن غاراتها ولم تلب الطلب السعودي لوقف الغارات الروسية، كذلك فان السعودية وتركيا غير قادرة على ارسال الاسلحة الى المعارضين لان الطائرات الروسية تقصف اي سيارة رباعية واحدة رباعية الدفع، وبذلك ليس بامكان الشاحنات نقل الاسلحة الى المعارضين بل ان المعارضين يقولون والقوى التكفيرية تقول انها تتكل على مخازن السلاح التي لديها والتي تصرف منها قليلا الان بانتظار المعركة الكبرى حيث ستستعمل الاسلحة كلها التي لديها، والموجودة الان في المخازن وتتحمل الغارات الروسية بانتظار هجوم الجيش السوري على حلب وحصول المعارك في الشوارع في حلب، وتقول القوى التكفيرية من الاحزاب الاسلامية الاصولية ان المعركة ستحصل في شوارع حلب وفي زواريبها وهنالك سيكون مفعول الطيران ضعيف، لكن قائد الاسراب الروسية في قاعدة اللاذقية يقول اننا قادرون على اصابة كل شقة في اي مبنى في حلب ومعركة حلب ستكون سهلة للطيران الروسي الذي سيهاجم القوى التكفيرية والارهابية في حلب.
واذا كان الجيش السوري حقق انتصارات فان القصف الروسي هو الاساس، ويبدو ان القصف الروسي قد اخذ مكان الدعم الايراني، واصبح القصف الروسي ودور روسيا اقوى من دور ايران في سوريا نتيجة فاعلية الطائرات الروسية وكثرة الغارات وشدتها واستعمال اسلحة تدميرية قوية مما جعل دور روسيا في سوريا اقوى من دور ايران بكثير خلال الاسبوعين الماضيين.
عن الديار