روسيا تحذر الاقتراب من سوخوي 35 وأوغلو : حدودنا ما زالت مفتوحة
واصل الجيش العربي السوري وحلفاؤه التقدم وقضم المزيد من مواقع المسلحين في ريف حلب الشمالي، حيث اقتربوا من محاصرة مواقع المسلحين في مدينة حلب. كما وسع الجيش السوري دائرة الامان حول نبل والزهراء بالسيطرة على رتبات وماير ويتقدم باتجاه حيان. وفي المعلومات، ان الجيش السوري وحلفاؤه يستعدان لفتح معركة حلب وطرد المسلحين، وبعدها فتح معركة ادلب وريفها. وفي موازاة التقدم العسكري للجيش السوري احتدم السجال حول ما اعلنه العميد السعودي احمد عسيري الناطق باسم التحالف العربي عن استعداد السعودية لارسال قوات برية الى سوريا. وهذا ما ادى الى ردود عنيفة من روسيا وطهران وسوريا والتحذير من هذا الاجراء الذي سيشعل مواجهة كبرى.
وكشف مصدران سعوديين مطلعين لشبكة CNN، عن خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها للتدخل في سوريا لمكافحة تنظيم «داعش».
وأفادت الشبكة أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية موجودة داخل المملكة حاليا.
والتزمت المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر بإرسال قوات، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.
وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة في هذه الخطة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية.
ويرى السعوديون أنه عندما يُهزم التنظيم يُمكن للقوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن إلى ساحة القتال ونشر السلام. وتعتقد المملكة أن آذار سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريبا، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة الحوثيين تتضاءل وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربي سُتمّكن الرئيس عبدربه منصور هادي من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا.
جدير بالذكر أن واشنطن رحبت باستعداد السعودية للمشاركة بقوات برية في الحرب على داعش في سوريا، وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الخميس 4 شباط أن بلاده ستناقش المقترح السعودي الأسبوع القادم في بروكسل.
أما الكرملين، لم يتبن أي موقف بهذا الشأن مشيرا إلى أنه لا يملك حاليا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة فعلا، بينما صرح قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى في البرلمان) أن مشاركة السعودية في عملية برية محتملة في سوريا يمكن أن تعقد تسوية الأزمة.
وقال كوساتشوف إن استخدام القوة العسكرية من قبل السعودية وتركيا في هذه الظروف سيهدف إلى تغيير السلطات (السورية) الشرعية في البلاد بالقوة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق من الناحية القانونية، معربا عن مخاوفه من احتمال تعرض قوات المعارضة السورية والقوات الحكومية لضربات القوات البرية السعودية والتركية في حال تدخلها.
وأكد البرلماني الروسي أن القرار بإجراء مثل هذه العملية البرية في سوريا يبدو «مشكوكا فيه وخطرا من كل النواحي».
وعلقت التحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على اعلان السعودية استعدادها لارسال قوات الى سوريا، متسائلة عن وضع العمليات التي تقوم بها الرياض في اليمن.
وافاد موقع «سي ان ان» ان ذلك جاء في تغريدة لزاخاروفا قالت فيها : السعودية مستعدة لعمليات برية في سوريا ضمن جهود التحالف الدولي الذي تقوده أميركا. جاء هذا على قناة العربية (السعودية) عن مستشار وزارة الدفاع، أحمد العسيري.. أخاف أن أسأل.. هل غلبتم الجميع في اليمن؟!».
وسارعت البحرين إلى نفي خبر نقل على لسان سفيرها في لندن حول استعدادها لإرسال قوات برية للقتال في سوريا.
ـ المعلم: نحذر من أي عمل عسكري ـ
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق طلبت من المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أسماء من ستتحاور معهم في جنيف3 لأنها لا تريد محاورة «أشباح».
وشدد المعلم في مؤتمر صحفي في العاصمة السورية على أن حكومة بلاده طالبت دي ميستورا بتحديد جدول زمني لمحادثات جنيف3.
وحول استعداد السعودية لإرسال قوات إلى سوريا اعتبر الوزير أن الرياض تنفذ فقط ما يقرر في واشنطن، وقال «أساس التصريحات السعودية أن هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات وزير الدفاع الأميركي تطالب بتشكيل قوات برية لمحاربة «داعش» لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش السوري، ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية.. والسؤال هو ماذا فعلت السعودية في اليمن، وهل أفلحت؟.. إنها دمرت ولم تبق حجراً على حجر».
وحذّر الوزير بأن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة سيعتبر عدوانا، والعدوان يستوجب مقاومته التي تصبح واجباً على كل مواطن سوري، وأكد المعلم أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده.
وقال إن السعودية تنفذ إرادة أميركية ولكن بعد انتصارات الجيش السوري «يئس المتآمرون والممولون من أدواتهم في الميدان وقرروا أن يدخلوا بأنفسهم»، واستبعد الوزير أن تشارك السعودية «بما يقولون عنه قوات برية، ولكن في ذات الوقت أراجع قراراتهم المجنونة التي اتخذت ليس ضد اليمن فقط بل في مناطق أخرى.. لذلك لا أستبعد شيئا».
ولفت المعلم إلى عدم وجود تغيير في الموقف الأردني، وقال «قوافل الإرهابيين ما زالت تعبر من الأردن إلى سوريا ولكن باتجاه واحد لأن من يعبر بالعكس يُقتل».
ـ طهران: السعودية لا تجرؤ ـ
وأكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي الى إشعال المنطقة كلها بما في ذلك السعودية نفسها، ما عدا إيران.
وفي صفحته الشخصية على الإنستغرام كتب رضائي، أنه بعد هزيمة «داعش» و«النصرة» في العراق وسوريا قررت السعودية وأميركا إرسال الجنود السعوديين الى سوريا لإنقاذ البقية الباقية من التكفيريين ومواجهة الجيش السوري.
وأضاف أنه من المحتمل في مثل هذه الحالة، حدوث مواجهة بين روسيا وتركيا والسعودية، ومن ثم دخول أميركا على الخط ووقوع حرب إقليمية كبرى.
وتابع رضائي، أن الحكومة السعودية التي تبادر الى كل خطوة بجنون، لو ارتكبت مثل هذا الأمر فإنها ستؤدي الى إشعال المنطقة كلها، بما في ذلك السعودية نفسها، وبطبيعة الحال ستكون إيران بعيدة عن ذلك.
أما القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري فأكد أن السعودية لا تجرؤ على إرسال قوات عسكرية الى سوريا.
وأدلى جعفري بهذا التصريح على هامش مراسم تشييع العميد محسن قاجاريان و 5 آخرين قتلوا في سوريا.
ـ الوضع العسكري ـ
وعلى صعيد التطورات العسكرية واصل الجيش السوري وحلفاؤه التقدم في شمال مدينة حلب في تصعيد لهجوم على أراض يسيطر عليها مقاتلو المعارضة مما دفع عشرات الآلاف من السوريين إلى الفرار باتجاه الحدود التركية.
وتسبب الهجوم حول حلب التي يقول عمال إغاثة إنها قد تسقط سريعا في أيدي الجيش السوري في تعليق محادثات السلام السورية في جنيف الأسبوع الماضي. وأدى تدخل روسيا بضرباتها الجوية لمساعدة حليفها الرئيس بشار الأسد في ترجيح كفة الميزان في المعركة لصالح دمشق وانتزاع مكاسب حققها مقاتلو المعارضة العام الماضي.
وستكون حلب - التي كانت أكبر مدن سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل خمس سنوات- مكسبا استراتيجيا كبيرا لحكومة الأسد في الصراع الذي قتل خلاله 250 ألف شخص على الأقل وشرد نحو 11 مليونا. ويهدد تقدم الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه بمحاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة المنقسمة. ويعيش أكثر من مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بينما يعيش 350 ألفا في مناطق المعارضة. وقال مسؤول في إدارة الكوارث والطوارئ التركية لرويترز إن نحو 15 ألف سوري ينتظرون على الجانب السوري من معبر أونجو بينار التركي وإن ما يصل إلى 50 ألفا آخرين في طريقهم إلى هناك.
وقال «ليس هناك حاليا وضع طارئ يتعلق بالأمن في المكان الذي ينتظر فيه الحشد. الأولوية القصوى لهم أن يكونوا في مكان آمن والجانب الآخر (السوري) من الحدود آمن».
وتابع قوله «يجري توزيع الغذاء والمساعدات. حتى هذه اللحظة لا يوجد خطر وشيك على أرواحهم».
وأغلق معبر أونجو بينار رسميا قرابة عام لأسباب أمنية وظل مغلقا يوم السبت لكنه يفتح من حين لآخر للسماح للاجئين بدخول تركيا التي تستضيف بالفعل نحو 2.5 مليون لاجئ.
وأمكن لمراسل لرويترز أن يسمع قصفا على فترات متقطعة ويشاهد سيارات إسعاف تركية عبر الحدود في مرحلة ما.
وعلى صعيد آخر، حسب إفادة ناشطين معارضين، سمع في مدينة إدلب دوي انفجار عنيف الليلة الماضية ناجم عن انفجار مستودع ذخيرة لتنظيم «جند الأقصى»، أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 12 مسلحا من التنظيم، غالبيتهم من جنسيات غير سورية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن حدود بلاده مع سوريا لا تزال مفتوحة وإن ما يصل إلى 55 ألف شخص يفرون إليها.
وأضاف للصحفيين لدى مغادرته اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في أمستردام «مازلنا نطبق سياسة الباب المفتوح أمام الفارين (من سوريا)».
ـ اياكم الاقتراب من «سوخوي - 35» ـ
على صعيد آخر، أوصى نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين، الجميع بتفادي الاقتراب من مقاتلات «سو-35» التي نشرتها روسيا مؤخرا في سوريا مشيدا بالقدرات القتالية المتميزة لهذه الطائرة.
وفي تعليق بهذا الصدد نشره على صفحته في موقع «فيسبوك» كتب روغوزين: «أنصح، ومن كل قلبي، بألا يتجرأ أحد على مجاراة هذا الطير في سماء سوريا».
وسبق للناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن أعلن في الـ1 من شباط الجاري عن نشر روسيا مقاتلات «سو-35» في قاعدة «حميميم» السورية.
وفاة والدة الرئيس السوري بشار الأسد
أعلنت الرئاسة السورية وفاة والدة الرئيس بشار الأسد أنيسة أحمد مخلوف زوجة الرئيس السابق حافظ الأسد عن عمر يناهز الـ86 عاما، حسبما أعلنت وكالة سانا السورية للانباء.
ولدت أنيسة مخلوف في اللاذقية عام 1930، وتزوجت من الرئيس السابق حافظ الأسد، وأنجبت منه 5 أولاد هم : باسل الأسد وماهر الأسد وبشار الأسد ومجد الأسد وبشرى الأسد.
ويذكر أن عائلة أنيسة تنحدر من بلدة بستان الباشا التابعة لمدينة جبلة بريف اللاذقية.
عن الديار