قوافل إنسانيّة جديدة الى مضايا والفوعة وكفريا
قبيل انعقاد مؤتمر جنيف الذي سيجمع النظام السوري والقوات المعارضة، يحقق الجيش السوري مكاسب ميدانية وتقدما كبيرا ضد الفصائل المعارضة التي تقاتله مدعوما بالغارات الروسية حيث استرجع مناطق خسرها عام 2012 لتصبح تحت سيطرته مجددا، كما سجل انتصارا استراتيجيا بسيطرته على بلدات كثيرة في ريف حماة، ابرزها بلدة «سلمى». وهو يواصل تقدمه نحو ناحية ربيعة، ويكون ذلك اول مرة يقترب الجيش السوري الى هذا الحد من المناطق القريبة من الحدود التركية والتي تشكل قنوات لتدفق المجاهدين والتكفيريين والسلاح الى سوريا. من هنا، يتمتع النظام السوري هذه المرة باوراق قوية في يده للتفاوض في مؤتمر جنيف، فماذا يا ترى ستكون وضعية هذا المؤتمر طالما ان الكلمة الحاسمة هي للميدان ؟
بداية، وصلت قافلة جديدة من المساعدات الانسانية محملة بالمواد الغذائية إلى بلدة مضايا بريف دمشق، تزامنا مع دخول قافلة أخرى من 17 شاحنة إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب. كما ستتبعها دفعة ثالثة من المساعدات خلال الأيام المقبلة، على أن يتم إيصال المساعدات إلى محافظة الزبداني في وقت لاحق. وكان المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك قد قال إن قافلة مساعدات تضم 44 شاحنة غادرت دمشق إلى مضايا، مضيفا أن «الأولوية هي لتوزيع الطحين ومواد النظافة» كما اشارت مصادر موثوقة بها ان عشرات الشاحنات المحملة بالطحين والمساعدات الطبية ومستلزمات النظافة. انطلقت امس صباحا من دمشق.
بموزاة ذلك، حقق الجيش السوري تقدما كبيرا على الصعيد العسكري حيث سيطر على بلدة اعران القريبة من مدينة الباب، ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب في شمال البلاد وبذلك يكون الجيش السوري وللمرة الاولى منذ العام 2012. قريباً بهذا الشكل من مدينة الباب التي تعرضت امس لقصف من طائرات حربية «يعتقد انها روسية» بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، ما اسفر عن مقتل أربعة اشخاص على الاقل. وكانت الفصائل المعارضة قد سيطرت في تموز 2012 على مدينة الباب التي تبعد نحو ثلاثين كيلومترا عن الحدود التركية، قبل ان يتمكن تنظيم «الدولة الاسلامية» من السيطرة عليها عام 2013.
كما واصل الجيش السوري عملياته العسكرية على مقرات تابعة للمعارضة السورية في ريف حماة الشمالي، والتي اسفرت عن مقتل سبعة عناصر من جيش الفتح. وشن هجوما ضد عناصر تنظيم «تجمع العزة» في بلدة اللطامنة شمال مدينة حماة، ما أسفر عن مقتل 5 مسلحين، أغلبهم أجانب وصلوا إلى حماة عبر الحدود التركية. الى جانب ذلك، قضى الجيش السوري على عنصرين من «جيش الفتح» في محيط بلدة كفرزيتا التي تقع في الشمال الغربي من مدينة حماة، ودمر سيارة كانت تقل عناصر مسلحة من تنظيم «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» في البلدة.
وفي ريف اللاذقية، تمكن الجيش السوري من تسجيل مكسب استراتيجيا في السياق العسكري اذ استطاع السيطرة على بلدة «سلمى»، المعقل الأبرز للجماعات المسلحة، ليزيل اكبر عقبة كانت تواجهه ما ساهم في السقوط المتتالي للقرى الواقعة في محيط البلدة الاستراتيجية. واكد مصدر عسكري برتبة عقيد أن الجيش السوري والمجموعات الشعبية وسعا من نطاق عملياتها العسكرية إلى المناطق المجاورة لبلدة «سلمى» وسيطرت على قرى، مرج خوخة، المارونيات، الشيخ خليل، المريج، الواقعة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والمتاخمة لبلدة «سلمى».
وفي التفاصيل، تقدمت وحدات المشاة في الجيش السوري والمجموعات الشعبية من تلال كفر دلبة وبلدة «سلمى» باتجاه مواقع المسلحين في جبل الأكراد، التي انهارت بعد السيطرة على «سلمى»، كما سادت حالة من «الضياع» في صفوف المجموعات المسلحة، الامرالذي خول وحدات المشاة توسيع دائرة سيطرتها بعد ان مهد سلاح الجو السوري الطريق لها بعد شنه سلسلة من الغارات على التلال المشرفة والحاكمة لتلك القرى.
وبذلك يكون الجيش السوري قد سهل الطريق امامه لخوض معركة السيطرة نحو محيط ناحية «ربيعة» القريبة من الحدود التركية، والتي تأوي أبرز قياديي المسلحين المدعومين من تركيا. بيد ان الجيش السوري مستمر في عمليات «القضم» التدريجي، بعد أن سيطر على معظم التلال الحاكمة والقريبة من الحدود التركية، كما قطع معظم خطوط الإمداد الواصلة إلى «ربيعة»، واضعاً إياها أمام قاعدة نارية خانقة، وهذا ما قد يمهد الى تكرار سيناريو «سلمى» في «ربيعة».
ـ عملية روسية - سورية مشتركة للمرة الاولى ـ
في غضون ذلك، ولاول مرة نفذت عملية جوية روسية - سورية مشتركة حيث وفرت مقاتلات «ميغ-29» السورية غطاء جويا لقاذفات «سو-25» الروسية خلال ضربها مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في سوريا حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس. واوضحت إن «طواقم طائرات سو- 25 التابعة للسلاح الفضائي الجوي الروسي وطائرات ميغ- 29 التابعة لسلاح الجو السوري نفذت مهمة عسكرية مشتركة في السماء فوق سوريا».
واشارت الوزارة الى أن المقاتلات السورية انطلقت من مطار قاعدتها والتقت في المنطقة المحددة القاذفات الروسية التي انطلقت من مطار «حميميم»، موضحة أنه» بعد ذلك، رافقت وغطت القاذفات الروسية خلال كل مدة التحليق حتى منطقة شن الضربات وكذلك عند العودة». وكانت مجموعة من الطيارين السوريين قد زارت الأربعاء مطار «حميميم» في ريف اللاذقية حيث أجرت مع الطيارين الروس تمرينا أوليا على التنسيق ونظم التبادل اللاسلكي خلال التنفيذ المشترك للمهام العسكرية.
ـ بوتين للعاهل الاردني: لاعداد قائمة موحدة للمنظمات الارهابية ـ
الى ذلك، اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك الأردني عبد الله الثاني عن دعمهما للجهود الدولية الرامية إلى تنظيم مفاوضات سورية - سورية في جنيف أواخر الشهر الجاري في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الأردني. وتمت الإشارة إلى ضرورة عدم التمهل في تنسيق جميع الدول المعنية في مواجهة «الدولة الإسلامية» تنظيمات إرهابية أخرى، كما أشار الرئيس الروسي إلى أهمية إعداد الأردن لقائمة موحدة للمنظمات الإرهابية.
عن الديار