إيران: جهود ديبلوماسية لحوار مباشر مع السعودية
كشفت طهران، أمس، عن وجود جهود ديبلوماسية لإعداد أرضية لحوار مباشر بين السعودية وإيران لتسوية الخلافات بينهما بالإضافة إلى حل القضايا الإقليمية، لكنها أكدت دعمها للسلطات السورية في رفضها أي تباحث مع مجموعات إرهابية، فيما كان التقارب يتزايد بين باريس وموسكو، حيث اتفقتا على تبادل المعلومات الاستخباراتية لمحاربة تنظيم «داعش» في سوريا.
في هذا الوقت، ذكر المكتب الإعلامي في السفارة القطرية في موسكو أن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية سيزور العاصمة الروسية في 24 و25 كانون الأول الحالي، موضحاً أن العطية سيجري مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الجمعة المقبل.
ويتوقع مراقبون سياسيون في موسكو أن تتناول المباحثات الروسية ـ القطرية عدداً من المسائل، بينها سبل تسوية الأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التعاون الثنائي بين البلدين.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن بكين تعتزم توجيه الدعوة لأعضاء في الحكومة والمعارضة السورية، مع سعي الصين للمشاركة في عملية السلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي إن بكين ستدعو «قريبا» الحكومة وشخصيات من المعارضة لزيارتها، مضيفاً أن هذا يأتي في إطار جهود الصين للقيام بدور ايجابي لتعزيز الحل السياسي للأزمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري إن «جهوداً ديبلوماسية» تبذل لتسهيل «حوار مباشر» بين إيران والسعودية، اللتين تختلفان حول القضايا الإقليمية، وبينها سوريا واليمن.
وأوضح أن الإجراءات والجهود جارية لتوفير الأرضية للمحادثات المباشرة، والتفاهم لحل الخلافات والقضايا القائمة في المنطقة. وقال إن «هذه الجهود تتابع في إطار الآليات الديبلوماسية، وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناء على سياستها الثابتة بشأن جيرانها والدول الإسلامية، جاهزة لتعريف فصل جديد في العلاقات، وبذل الجهود في مسار حل أزمات المنطقة، بحيث تعود منافعها على إيران وكذلك دول المنطقة والعالم الإسلامي كله». وأكد أن سفيراً سعودياً جديداً سيتسلم مهامه قريباً في طهران.
لكن أنصاري بدا أكثر تشكيكاً في التحالف الإسلامي العسكري، الذي أعلنت عنه الرياض، ويضم 35 بلداً لمكافحة الإرهاب، ولا يشمل إيران والعراق وسوريا. وقال إن «أفعالهم (السعوديون) يجب أن تكون مطابقة لأقوالهم، ويجب ألا يكون هناك كيل بمكيالين. كل عمل ضد الإرهاب يجب أن يتم في إطار احترام وحدة وسلامة أراضي الدول التي تواجهه وسيادتها الوطنية. ويجب احترام القواعد الدولية أيضا».
وانتقد إرسال قوات تركية إلى شمال العراق. وقال ان «كل تحرك ضد الإرهاب يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية، وأي تحرك من دون تنسيق غير مقبول لنظرنا».
وأكد أن «لا وصاية لإيران ولا أي دولة أخرى على الشعب السوري»، مضيفاً «لا إمكانية لنا لاتخاذ القرار بدلا من الشعب السوري، الآلية يجب أن تكون بحيث تؤدي المفاوضات السورية إلى اتفاق يخدم مصلحة الشعب السوري، وما يحدده الشعب السوري، سيكون معيار العمل للجميع في المستقبل». وأكد انه «ينبغي ألا تجري أي حكومة مفاوضات مع الجماعات الإرهابية، ومن حق الحكومة السورية القانوني أن يكون لها هذا الشرط في هذا المجال».
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، في موسكو، أن روسيا وفرنسا تعتزمان تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية في ما يتعلق بتنظيم «داعش» في سوريا.
وقال لودريان، خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، «اتفقنا على تعزيز مبادلاتنا في مجال المعلومات العسكرية، بشأن حصيلة ضرباتنا وتحديد مكان» الجماعات الإرهابية.
وأضاف «في شكل ملموس، يترجم هذا الأمر بتقارب بين أجهزة استخباراتنا العسكرية. نستطيع، عبر ثقة قوية، إثبات فاعلية اكبر»، لافتا إلى أن هذه العلاقات موجودة أصلاً لكنها تتطلب «تعاوناً اكبر». وأوضح أن باريس وموسكو توافقتا أيضاً على «تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية» عن المقاتلين الأجانب الموجودين على الأراضي السورية. وتابع «هذا لا يعني تحالفا بل تنسيقا. هناك عدو رئيسي هو داعش»، مشيرا إلى أن محادثاته مع شويغو تناولت حصرا «التفاصيل العسكرية» للنزاع في سوريا.
وأكد لودريان انه تم تحديد «وسيلة لمعرفة هوية دولة داعش والمجموعات التي تمارس الإرهاب»، مضيفاً أن الغاية من ذلك هي «التأكد من تأثير الضربات على داعش، والتأكد من النتائج المرضية للضربات الفرنسية والروسية وهل أسفرت تاليا عن نتائج (في مجالي) التهريب والعمل اللوجستي».
وقال شويغو، من جهته، إن على البلدين «توضيح بعض الجوانب المتعلقة بالتعاون، أكان على الأرض أم في الجو»، مشيرا إلى انه جرت بالفعل «لقاءات بين البحارة الروس والفرنسيين في المتوسط» في غمرة هجمات باريس في 13 تشرين الثاني الماضي.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عدم وجود خطط لعقد لقاء روسي - أميركي - دولي حول التسوية السورية في القريب العاجل.
وكان القيادي في «جبهة التغيير والتحرير السورية» المعارض قدري جميل قال إن ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة سيلتقون في جنيف قريباً لمناقشة تشكيل وفد المعارضة السورية في مفاوضاته مع الحكومة.
وقال جميل إن «وفد المعارضة السورية لم يحدد بعد، لأن المعارضة التي اجتمعت في الرياض تحاول احتكار النفوذ، وتدعي تشكيل قائمة مشتركة للمعارضة من أجل المحادثات المستقبلية مع الحكومة السورية، المزمع عقدها في كانون الثاني المقبل».
ويلتقي زعيم «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين ديميرطاش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو غدا، لإجراء محادثات تهدف إلى خفض التوتر عقب إسقاط تركيا لمقاتلة روسية.
وقال النائب التركي نظمي غور إن «تصاعد التوترات مع روسيا سيكون له ثمن باهظ على تركيا»، مضيفاً أن «تركيا تغرق نفسها في المشاكل مع جارتها الكبرى، وهو ما سيعمق مشاكل، من بينها الأزمة السورية. الشعب التركي لا يحتاج إلى أزمات». وتابع «آمل أن تساعد مبادرة (ديميرطاش) هذه في تخفيف حدة التوتر بين تركيا وروسيا».
(«روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، ا ف ب، رويترز) السفير