توترت العلاقة التركية - الروسية إلى أقصى حد ووصلت إلى الاستنفار وجلبت روسيا البارجة الحربية «موسكو» التي تحمل أهم نوع الصواريخ بالعالم ضد الطائرات ووضعتها قبالة شاطئ اللاذقية وقالت أن أي هدف يشكل خطراً ستسقطه وهذا يعني أن روسيا تستطيع إسقاط إي طائرة تركية إذا اقتربت من الحدود التركية ـ السورية دون أن تخرق الاجواء السورية.
ي وقت دعت فيه تركيا الحلف الاطلسي الى اجتماع طارئ وأيدوها بحقها الدفاع عن النفس.
قام الرئيس بوتين بالتصعيد إذ وضع البارجة الحربية موسكو التي تحمل أقوى الصواريخ ضد الطائرات وقال أن العلاقات ستسوء إلى أقصى حد وأن الرد هو أمني سياسي وعسكري.
يبدو أن الامور متجهة للتصعيد وستشهد الاسابيع القادمة اسقاط طائرة تركية من قبل البحرية الروسية كما أن موسكو طلبت بارجة ثانية من ستالينغراد اسمها بوني تحمل صواريخ أرض - جو لا تخطىء هدفها وتسقط الطائرات على مسافة 170 كلم.
الوساطات بين تركيا وروسيا لم تعط نتيجة وقد فشلت فيما تركيا أرادت أن تبدي حسن نية، حيث قالت أن الطيارين هم أحياء أسرى لدى المعارضة وستعمل على إعادتهم لروسيا ولكن بوتين رفض تكلم أي مسؤول روسي بشأن مصير الطيارين الروس.
رئاسة الاركان الروسية أصرت على أن الطائرة الروسية لم تكن تخرق الأجواء التركية وحتى لو خرقتها لأمتار هذا لا يشكل خطراً على تركيا ولماذا أسقطتها تركيا؟ وهي ليست في حالة حرب مع سوريا أو روسيا ولو إنتظرت دقائق كانت إستطاعت الاتصال بقائد القاعدة الجوية الروسية وإبلاغه عن الحادث بدل إطلاق صواريخ جو - جو قاتلة على الطيارين الروس ولولا شجاعة الطيارين والقفز بالمظلات لقتلوا بصواريخ جو - جو.
إلى أين نحن ذاهبون؟
نحن ذاهبون إلى تصعيد روسي - تركي عسكري.
ـ موقف بوتين ـ
وفي لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في سوتشي امس وصف بوتين الحادثة بأنها «ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين». وأوضح أن الطائرة الروسية من طراز «سو-24» أسقطت بواسطة صاروخ «جو - جو» تم إطلاقه من مقاتلة «إف-16» التركية وسقطت في أراضي سوريا على بعد 4 كلم من حدودها مع تركيا، مشيرا إلى أن المقاتلة الروسية لم تكن تهدد تركيا في أي حال من الأحوال، لأنها كانت تؤدي مهمة قتالية ضد داعش في شمال محافظة اللاذقية حيث يتمركز مسلحون معظمهم وصلوا من روسيا، «ومن هذه الناحية فإنهم كانوا يؤدون مهمتهم المباشرة، وهي توجيه ضربات استباقية ضد الإرهابيين الجاهزين للعودة إلى روسيا في كل لحظة، وهم بالتأكيد هؤلاء الذين يمكن اعتبارهم إرهابيين دوليين».
وقال بوتين إنه ستكون لإسقاط الطائرة الروسية «عواقب وخيمة» على العلاقات بين موسكو وأنقرة. وتابع «لقد كنا نتعامل مع تركيا كجارتنا القريبة بل وكدولة صديقة لنا. ولست أدري من الذي سيستفيد مما حدث اليوم، وهو ليس نحن على كل حال». ولفت إلى أن الطائرة الروسية أسقطت على الرغم من عقد اتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة لمنع حدوث مثل هذه الحوادث الجوية، و«تركيا في صفوف هؤلاء الذين ادعوا أنهم يقاتلون ضد الإرهاب ضمن التحالف الأميركي». وتابع الرئيس الروسي: «أنا أفهم أن لدى كل دولة مصالحها الإقليمية وكنا نحترمها دائما لكننا لن نتسامح أبدا مع جرائم مثل تلك التي ارتكبت اليوم (أمس)». وأعرب بوتين عن أمله بأن يجد المجتمع الدولي قوى كافية للتكاتف في مواجهة الشر المشترك الذي هو شر الإرهاب.
وتساءل الرئيس الروسي عن أسباب توجه تركيا إلى حلف الناتو بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية بدلا من أن تتصل مع موسكو فور وقوع الحادث، «كأننا نحن الذين أسقطنا طائرة تركية وليس هم الذين أسقطوا طائرتنا». وأضاف بوتين: «هل هم يريدون تسخير الناتو لخدمة داعش؟».
وذكر بوتين أن روسيا سجلت منذ وقت طويل وصول كميات كبيرة من النفط ومنتجاته إلى تركيا من الأراضي المسيطر عليها من قبل داعش، مضيفا أن تركيا ظلت مصدرا هاما لتغذية العصابات الإرهابية بالأموال. وأضاف بوتين: «إذا كانت لدى داعش مثل هذه الأموال الطائلة، والحديث يدور عن عشرات ومئات الملايين، وربما مليارات الدولارات الواردة من تجارة النفط، وبالإضافة إلى أن ثمة دولا تقدم لهم حماية مسلحة، فيتضح من ذلك سبب وقاحة تصرفاتهم (الدواعش)».
من جانبه قدم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعازيه للرئيس الروسي بضحايا الهجوم الإرهابي ضد طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، وكذلك بحادثة المقاتلة الروسية «سو-24».
وأعرب عبد الله الثاني عن قناعته بأن على المجتمع الدولي محاربة الإرهاب في إطار تحالف موحد، داعيا إلى وضع مقاربة موحدة لمواجهة «داعش» و«القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، ذكر العاهل الأردني أن مشاركة روسية مكثفة أمر ضروري لإيجاد حل سياسي للأزمة هناك.
ـ لافروف يلغي زيارته الى تركيا ـ
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن إلغاء زيارته إلى تركيا التي كان من المزمع أن يقوم بها اليوم، وذلك على خلفية إسقاط مقاتلة روسية من قبل سلاح الجو التركي.
وكان من المقرر أن يشارك لافروف في الاجتماع الخامس للجنة الروسية - التركية المشتركة للتخطيط الاستراتيجي في إسطنبول. وأوضح الوزير أنه اتخذ القرار بإلغاء هذا الاجتماع على خلفية أزمة إسقاط الطائرة الحربية الروسية.
وتابع لافروف أن الخارجية الروسية توصي المواطنين الروس بعدم التوجه إلى تركيا باعتبار أن مستوى الخطر الإرهابي فيها متنام، ولم يعد يقل عن الخطر الإرهابي في مصر. وتابع قائلا: «إننا نوصي مواطنينا بعدم التوجه إلى الجمهورية التركية مهما كانت زيارات سياحية أو أي زيارات أخرى».
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية قطع كافة العلاقات العسكرية مع تركيا، واكدت «اننا سنسقط اي طائرة نرى في تحليقها بالاجواء السورية تهديداً لنا».
ـ لقاء هولاند ـ اوباما ـ
وشدد الرئىس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد لقائه الرئيس الاميركي اوباما على ضرورة اغلاق الحدود التركية ـ السورية لمنع الارهابيين من الوصول الى اوروبا فيما اشار اوباما الى ان تحقيق السلام في سوريا هو بانتقال سياسي بعيداً من الاسد.
ـ البنتاغون ينفي أي علاقة ـ
كما أعلن البنتاغون أن تركيا أسقطت المقاتلة الروسية لحماية مجالها الجوي وليس كشريك للولايات المتحدة في التحالف ضد داعش. وفي حديث لوكالة نوفوستي قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية ميشيل بالدانسا إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بأن مقاتلتها «أسقطت الطائرة الروسية الحربية بعد اختراقها المجال الجوي التركي الثلاثاء». وأضافت أنه بإمكان البنتاغون أن يؤكد «أن القوات الأميركية لم تشارك في هذه الحادثة». هذا وأضافت المتحدثة باسم وزارة الدفاع أن المذكرة الموقعة بين واشنطن وموسكو بشأن منع وقوع حوادث في أجواء سوريا «لا صلة لها» بحادثة إسقاط المقاتلة الروسية.
من جانبها، شددت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني، على ضرورة تجنب التصعيد في العلاقات الروسية التركية بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل الأتراك.
من جهته انتقد رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان تصرفات أنقرة، واصفا إياها بالخطوة التي ستعكر الأجواء في المنطقة.
من جانبه، أبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مخاوفه من أن حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية قد ينعكس سلبيا على المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية.
اما سوريا فنددت بالاعتداء السافر على سيادتها وتؤكد وقوف الحكومة التركية الى جانب الارهابيين.
كيف سقطت الطائرة الروسية؟
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت أن طائرة حربية من طراز «سو-24» تابعة لمجموعة المقاتلات الروسية في سوريا تحطمت، مرجحة أن يعود السبب إلى استهدافها بمضادات أرضية.
ونفت الوزارة بشكل قاطع اختراق الطائرة للأجواء التركية، مؤكدة أن طياري الطائرة تمكنا من القفز منها.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية: «كانت الطائرة على ارتفاع 6 آلاف متر. ونحن نسعى حاليا لمعرفة مصير الطيارين اللذين تمكنا، حسب معلومات أولية، من القفز منها». وتابع: «كما أننا نعمل على توضيح ملابسات تحطم الطائرة»، مشدداً على أن «الطائرة كانت طوال تحليقها فوق أراضي سوريا فقط، وهذا ما سجلته وسائل المراقبة الإلكترونية».
من جانبها إدعت هيئة الأركان التركية أن إسقاط الطائرة جاء بعد اختراقها للأجواء التركية وتجاهلها إنذارات عديدة من قبل سلاح الجو التركي. وقالت أن طائرتين تركيتين من طراز «إف-16» أسقطتا الطائرة الروسية.
وجاء في بيان صدر عن هيئة الأركان: «في الساعة 09.20 يوم 24 تشرين الثاني، امس، أرسلنا 10 إنذارات في غضون 5 دقائق إلى طائرة مجهولة، لكنها رغم ذلك خرقت المجال الجوي التركي في منطقة يايلاديغي في هاتاي. وبمراعاة قواعد المناوبة القتالية، تصدت طائرتا «إف-16» لهذه الطائرة المجهولة». وبعد وقوع الحادث استمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تقرير من قائد القوات المسلحة وأجرى اتصالات هاتفية مع عدد من الجهات، حسب وسائل إعلام تركية.
وفي هذا السياق، نقلت «رويترز» عن مسؤول تركي قوله إن طائرتين حربيتين اقتربتا صباح امس من الحدود، وتم توجيه الإنذار إلى كليهما، قبل إسقاط احداهما. وأصر على أن الجانب التركي يملك ما يثبت اختراق أجوائه مرارا. وأوضحت وسائل الإعلام أن الطائرة في الأراضي السورية قرب الحدود مع تركيا، مضيفة أن طياري الطائرة تمكنا من القفز منها.
وحسب وسائل الإعلام، فقد وقع الحادث بالقرب من جبال التركمان في ريف اللاذقية. ويظهر شريط فيديو بثته القنوات التركية سقوط الطائرة وهي تشتعل.
وفور وقوع الحادث، أجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مشاورات مع رئيس هيئة الأركان ووزير الخارجية التركي حول تطورات الأوضاع على الحدود.
وحسب مصادر في مكتب رئيس الوزراء، كلف داود أوغلو وزير الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو بإجراء مشاورات مع الناتو والأمم المتحدة وكافة الأطراف المعنية حول الأحداث الأخيرة.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام تركية أنّ «إسقاط الطائرة تم بأمر من رئيس الوزراء داود أوغلو».
ـ معلومات متضاربة عن الطيارين ـ
وبعد سقوط الطائرة، انتشر على الانترنت شريط فيديو يُظهر مسلحي ما يسمى بـ«لواء الساحل العاشر» وهم يطلقون النار على الطيارين بعد إسقاط مقاتلة «سو-24» شمال سوريا، كما اظهر شريط فيديو طائرة حربية تشتعل فيها النيران.
وكان ممثل المعارضة السورية المسلحة، التي يدخل ضمنها هذا اللواء، قد أعلن في وقت سابق أن طياري المقاتلة حاولا الهبوط بعد القفز بالمظلة إلا أن أعضاء المجموعة المسلحة أطلقا النار عليهما.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن ممثل اللواء العاشر جاهد أحمد أن مسلحي المجموعة قتلوا أحد الطيارين فيما بات مصير الثاني مجهولا.
ويبين شريط الفيديو أن المسلحين الظاهرين فيه يتحدثون باللهجة التركمانية، مع العلم أن الكتائب التركمانية المتمركزة شمال سوريا يحاربون القوات الحكومية منذ عام 2012، حيث يبلغ تعدادهم حوالى 10 آلاف شخص يعتبرون المنفذين الرئيسيين لسياسة تركيا في سوريا، حيث تعتمد أنقرة عليهم في سعيها لإقامة منطقة عازلة شمال سوريا.
وحاربت الكتائب التركمانية جنبا الى جنب مسلحي «الجيش السوري الحر» ضد الجيش السوري النظامي، وفي بعض الأحيان كانت تنضم إليهم.
فيما اكدت وزارة الدفاع الروسية مقتل احد الطيارين فيما الآخر ما زال مصيره مجهولا، علما ان مصدراً في الدولة التركية اكد ان تركيا تعمل على اطلاق سراح الطيارين والحفاظ على حياتهم.
وذكرت وسائل تواصل اجتماعي روسي ان الطيار القتيل الروسي هو قائد الطائرة سيرغي روميا نتسيف.
وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن طائرة حربية تحطمت في منطقة جبلية محافظة اللاذقية. وأفادت تقارير في وقت سابق اليوم (أمس) بأن المنطقة شهدت ضربات جوية ومعارك بين قوات الحكومة السورية ومعارضين مسلحين.
وسقطت الطائرة في منطقة جبل التركمان بريف محافظة اللاذقية شمالي غرب سوريا، حسبما أفادت وكالة الأناضول التركية للأنباء. ونقلت محطة الجزيرة التلفزيونية عن جماعة تركمانية قولها إنها أسرت أحد الطيارين و«تبحث عن الآخر».
ـ سفينة حربية روسية ـ
وعبرت سفينة حربية عائدة للاسطول البحري الروسي، امس، مضيق جناق قلعة، شمال غربي تركيا.
وكانت السفينة ذات الرقم 156، والتي تحمل اسم «يامال» (YAMAL)، قد جاءت من البحر الاسود وإجتازت بحر مرمرة التركية، لتتجه الى بحر إيجه عبر مضيق جناق قلعة.
هذا ولم تتضح الوجهة النهائية للسفينة الروسية.
عن الديار