الحرب السوريّة طويلة... أميركا تريد التقسيم وروسيا تمنعها
إحتمال تعاون سوري ــ روسي ــ أردني لضرب «جبهة النصرة»
تريد واشنطن تقسيم سوريا وإعطاء شمال سوريا للاكراد لانشاء كردستان سوريا ووصلها بكردستان العـراق كي يصبح لكردستان العراق وكردستان سوريا ممر على البحر في منطقة اللاذقية، وما وصل مدينة الأبيض بمدينة كوباني الا اكبر دليل على ذلك وما الدعم الأميركي الذي ترسله بالأسلحة والمال الى الاكراد الا لدعمهم وهي التي قامت بعملية عسكرية برية بطائرات الهليكوبتر كي تنقذ 70 كرديا من سجن داعش ويقبل لها رقيب اول من قوات الدلتا أي النخبة وهو أميركي من اجل انقاذ الاكراد.
ذلك ان اميركا مصممة على تقسيم سوريا ضمن المخطط الصهيوني - الأميركي، بينما لا تريد روسيا تقسيم سوريا بل تريد وحدة الأراضي السورية وما صدر عن مؤتمر فيينا ان وحدة الأراضي السورية يجب الحفاظ عليها، فيه الكثير من الكذب لدى بعض الدول خاصة لدى اميركا وقسم من أوروبا، واذا كانت السعودية تنادي برحيل الرئيس بشار الأسد لانها لا تريد دولة مركزية في سوريا بل تريد تقسيم سوريا وخلق الفوضى فيها مثلما حصل في ليبيا والعراق وبلدان عربية أخرى، ذلك انه عندما يضيع الرأس يتقسم الجسم، والسعودية بلسان وزير خارجيتها عادل جبير لا تنفك كل يوم تتحدث عن رحيل الرئيس بشار الأسد من الحكم لانها تريد تقسيم سوريا تقسيما علويا - سنيا.
الحرب طويلة في سوريا، واتفاق فيينا فشل، ولو انهم دعوا لاجتماع ثان في فيينا من اجل بحث الازمة السورية الا ان العنوان هو الفشل فروسيا تدعم الجيش العـربي السـوري في الجو وتقصف مراكز المنظمات الإرهابية الأربعة كذلك تقصف داعش لكن تعطي الأولوية لقصف جبهة النصرة، جيش الإسلام، احرار الشام وجيش الفتح، ومع ذلـك تقصف أيضا داعش لكن اميركا طوال سنة ونصف لم تفعل شيئا تجاه داعش ولا تجاه المنظمات الأربـعة التكفـيرية التي ذكرناها سابقا. بل تريد إطالة مدة الحرب فـي سوريا قدر المستطاع كي تتفتت سوريا اقتصـاديا وماليـا وجغرافيا يحول الشعب السوري الى لاجئين ومهجرين.
من هنا نستنتج ان اميركا ستواصل ضربها لداعش بقوة خفيفة بسيطة لتترك داعش في العراق تسيطر على محافظة صلاح الدين ونينوى والموصل والفلوجة وسوريا تقصف الرقة حيث مراكز داعش، اما المنظمات الإرهابية الأربع التكفيرية فلا تقصفهم اميركا في حين ان روسيا خلال شهر ونصف تقريبا قامت بـ 1800 غارة على مراكز الإرهابيين والتكفيريين ودمرت 814 مركزاً للتكفيريين وآلياتهم ومراكز تدريبهم وقياداتهم وقامت بتغيير الموازين لصالح النظام ولصالح الدولة السورية، كي تمنع تقسيم سوريا وليعود الجيش العربي السوري موحدا، اضافة الى ذلك عرضت روسيا على الجيش السوري الحر التفاوض من اجل إيجاد حل لدمج الجيش من جديد وجعل الجيش العربي السوري قويا بعد إعادة الجيش السوري الحر اليه، وقتال التكفيريين، فماذا فعلت اميركا في المقابل ؟
قامت اميركا في المقابل بتسليح المنظمات التكفيرية الأربع، بواسطة قطر والسعودية عن طريق تركيا، وأكملت مخططها بالقصف على مراكز داعش البعيدة التي لا تؤثر على النظام وتركت احرار الشام وجيش الفتح وجيش الإسلام وجبهة النصرة تزداد قوة بواسطة السلاح السعودي والقطري لضرب نظام الرئيس بشار الأسد كي يبقى ضعيفا دون ان يسقط نهائيا، بهدف استمرار الحرب فوقود الحرب هي ان يبقى الرئيس بشار الأسد ضعيفا وليس قويا وان تبقى المنظمات التكفيرية والارهابية ضعيفة وليست قوية وهكذا تستمر الحرب في سوريا، الى ان ينجلي مخطط التقسيم الذي اعلن عنه مدير المخابرات الفرنسية الحالي وهو في وظيفته وهي سابقة خطيرة ان يصرح مدير الامن الفرنسي الخارجي والداخلي وهو في وظيفته ان حدود العراق وسوريا لن تعود كما قبل، وان سوريا ذاهبة الى التقسيم والعراق أيضا ذاهب الى التقسيم. وعمليا من هو وراء مخطط التقسيم سوى إسرائيل تدعمها اميركا، او اميركا وراء مخطط التقسيم بالتنسيق مع إسرائيل بالتفاصيل الدقيقة. لذلك نقول الحرب طويلة في سوريا، الطيران الروسي يقصف لكنه لا يستطيع حسم المعركة، والطيران الروسي قلب الموازين لكن تدخل اميركا الى حد اعلانها ارسال قوات برية الى سوريا، ما هو الا مخطط لاجهاض التدخل الروسي والدعم الروسي للرئيس بشار الأسد والقصف الجوي الروسي على مراكز المنظمات الأربع التكفيرية.
وفي المقابل تقوم اميركا بقصف بسيط ضد مراكز داعش وهي التي تملك طائرات تزيد عن الـ 1000 طائرة على حاملات الطائرات وفي القواعد وتستطيع ن تنهي داعش في خلال 48 ساعة لكن اميركا لا تفعل ذلك لانها لا تريد، بل تريد مع إسرائيل تقسيم العراق دولة سنية دولة كردية دولة شيعية، وتريد تقسيم سوريا الى شمال سوريا والى دولة سنية في مناطق ادلب وجسر الشغور وغيرها وصولا الى حماة وانشاء منطقة علوية تتصل بالعاصمة عن طريق حمص ولكن بصعوبة وتكون ممرا دوليا للدويلات الثلاث التي تريد اميركا خلقها وانشاءها في سوريا، طبعا دون ان ننسى دولة كردستان في شمال سوريا الممر البحري لكردستان عبر شمال سوريا الى البحر.
لذلك نقول ان الحرب طويلة في سوريا وأن الحرب الأميركية - الروسية على الأرض السورية تجري بطريقة غير مباشرة، وواضح ان دخول اميركا بعد قيام روسيا بقصف الإرهابيين بارسال قوات برية ودعم التكفيريين والإرهابيين من قبل اميركا وقطر وتركيا والسعودية، ما هو الا لاجهاض المخطط الروسي وروسيا لم تستطع حسم الامر وأميركا لم تستطع حسم الامر، لذلك فالحرب مستمرة في سوريا، الى اجل طويل وليس قصير ومؤتمر فيينا أو غيره لن ينجح في ايجاد حل للازمة السورية لان القرار الأميركي لا يريد حلا في سوريا مع القرار الإسرائيلي.
جبهة النصرة «الهدف»
على صعيد آخر، افاد مصدر عسكري روسي بإن الرئيس بوتين عندما تحدث مع العاهل الاردني عبدالله الثاني تناول البحث جبهة درعا حيث تسيطر جبهة النصرة إضافة إلى الطريق من درعا نحو الجولان وأن الرئيس بوتين اتفق مع ملك الاردن على تطبيق القانون الدولي والاتفاقات الدولية خاصة ان جبهة درعا حساسة لجبهة الجولان وأن على اسرائيل والاردن التوقف عن دعم جبهة النصرة في تلك المنطقة التي سيقصفها الطيران الروسي ويدمر مراكز جبهة النصرة وعليه وافق العاهل الاردني على ذلك معلناً أن جيش بلاده سيمنع أي تعزيزات تذهب من الاردن إلى سوريا - جبهة النصرة كذلك سيمنع عناصر النصرة من الدخول من سوريا إلى الاردن، مشيرا الى انه ليس ضد القصف الروسي على مواقع جبهة النصرة في درعا وصولا إلى الجولان وبالفعل منذ 4 أيام نفذ الطيران الروسي الحربي أول عملية قصف جوي على مراكز جبهة النصرة في درعا وسيكمل الجيش الروسي قصف مراكز جبهة النصرة حتى تدميرها في تلك المنطقة وإعادة السيطرة للجيش العربي السوري. وكانت سرت إشاعات كثيرة عن إتفاق عسكري روسي - سوري - أردني إلا أن الناطق الروسي العسكري نفى وجود هذا الاتفاق بل ركز على جبهة درعا الجولان وتكفل الطيران الروسي على ضرب مراكز جبهة النصرة وداعش في تلك المنطقة.
طائرات تركية وأميركية
ميدانيا شنت طائرات تركية وأميركية غارات اسفرت عن مقتل اكثر من 50 وإصابة نحو 30 من مقاتلي «داعش» بحسب وكالة انباء الاناضول.
الجيش يسيطر على الدوير
من جهته، سيطر الجيش السوري على قرية الدوير بريف حمص الشمالي بعد عمليات ارغمت المسلحين على الفرار من المنطقة عبر الخنادق والإنفاق، وتمكن الجيش من تأمين طرق رئيسة تربط المحافظات الشماليةَ بالجنوبية في البلاد.
وقد اقتحم الجيش السوري وقوات الدفاع قرية الدوير من الجهة الجنوبية بتغطية نارية مكثفة من القوات المتواجدة في قرية الخالدية، واثر غزارة النيران بدأ المسلحون بالانسحاب باتجاه بلدة الدار الكبيرة عبر الخنادق والانفاق.
واكد ضابط سوري رفيع المستوى انه تم تحرير قرية الدوير بالكامل بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية التي قامت بتحرير قرية الخالدية وان شاء الله العمل مستمر في الجبهة الشمالة لحمص حتى تحريرها بالكامل.
وافاد مسؤول عسكري سوري: «نحن متواجدون على الاتوستراد الذي يصل تحويلة حماة -حمص طرطوس وتم تامين الطريق الواصل بين تحويلة حماة - حمص - طرطوس بالكامل، نحن متواجدون على الطريق وعندما يتم تحرير كافة الاراضي من حمص الشمالي قريبا جدا سيتم تامين حمص - حماة بالكامل».
المعلم
الى ذلك جدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم امس خلال استقباله المبعوث الخاص للامم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا ان اي جهد لممكافحة الارهاب لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية هو ابتعاد عن هدف مكافحة الارهاب وانتهاك لميثاق الامم المتحدة.
عن الديار