الأسد : مُستعدّ لانتخابات رئاسيّة ونيابيّة مُبكرة بعد ضرب الإرهاب
حقق الجيش العربي السوري وحزب الله والايرانيين انتصارات في حلب، وعلى وجه الخصوص نخبة حزب الله التي اقتحمت الحي الغربي من حلب، فباتت حلب اسهل على السقوط امام الجيش السوري بعد هذه الانتصارات. لكن حزب الله تقدم جيدا في الاحياء الداخلية واستعمل حرب الانفاق والشوارع ليدمر مراكز المعارضة في حلب.
ولهذا السبب وجهت المعارضة نداء استغاثة الى اردوغان كي يساعدها لمحاربتهم وكي يزودها باسلحة صواريخ كي تقف في وجه القوة العربية وحزب الله والايرانيين، لكن انتصارات الجيش السوري مستمرة في منطقة حلب.
مقابل ذلك قامت المعارضة بمهاجمة بلدة السلمية وطريق حمص - حلب لقطع شريان الإمدادات أمام الجيش السوري وحلفائه. وتجري معارك لاعادة فتح الطريق التي سيطرت عليه «داعش» وتعمل عناصر الجيش السوري وحزب الله والايرانيين على فتح طريق حمص حلب لتأمين الإمدادات من معدات وطعام وأدوية، وبالتزامن مع قصف جوي روسي عنيف تولته الطائرات الروسية منذ الفجر.
وتستمر القوات الروسية في ضرب ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه «داعش»، فيما حاول داعش الاتجاه نحو حماه للسيطرة عليها، الا ان النظام يسيطر على المدينة ولا يبدو ان هناك مقاتلين ارهابيين متواجدين في حماة اذ ان المدينة هادئة ولم تشترك في المعارك.
المهم أن معركة حلب جارية والمدينة منقسمة بين النظام والتكفيريين وخرج عناصر من الجيش السوري وحزب الله والإيرانيين من الأماكن التي كانوا يتمركزون فيها في شوارع المدينة وقاموا بنسف أنفاق للارهابيين بعد تلغيمها وتفجيرها. ويسيطر النظام على قلعة صلاح الدين وبالتالي بات يسيطر على المدينة وذلك لأنه استطاع ارسال قوة من الايرانيين وحزب الله لينصبوا مدفع 23 مم هناك. اضافة الى المعارك الجارية في شوارع المدينة يقوم الأكراد في هذا الوقت باحتلال ريف حلب لانهم يريدون وصل كردستان بالبحر في خطة طويلة الأمد ذلك أنهم يرغبون بإقامة كردستان سورية التي ستكون الممر الى البحر وهذا ما رفضه الرئيس التركي عندما قال انه لن يسمح بقيام كردستان سورية وأن يكون للأكراد طريق الى البحر عبر اللاذقية.
هذا ونشر المكتب الاعلامي للجيش السوري تسجيلا مصورا يظهر عمليات عسكرية واسعة باستخدام مختلف الاسلحة لاستهداف مواقع الارهابيين في ريف اللاذقية. ويظهر الشريط استخدام الجيش السوري راجمات «غراد» الصاروخية وغيرها، مدعوما بتغطية جوية بمشاركة أسراب من المروحيات الروسية الضاربة. كما يبدو في الشريط استخدام مدافع ذاتية الحركة وقذائف تحدث دماراً شديداً.
ـ الاسد يعرب عن اعجابه بفاعلية العملية الجوية الروسية ـ
على صعيد آخر، عبر الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، إذا دعت الحاجة لذلك، حسبما ذكر ألكسندر يوشينكو عضو البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي.
وفي حديث لوكالة «تاس» الروسية للأنباء، قال يوشينكو نقلا عن الأسد إنه «مستعد لبحث إمكانية إضافة تعديل على الدستور، وإعلان إجراء انتخابات وبرلمانية، وأنه مستعد كذلك، إذا ما أراد الشعب السوري لخوض الانتخابات الرئاسية». وذكر يوشينكو أن الأسد قبل الحديث عن الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في بلاده، عبر عن إعجابه الشديد بفعالية العملية الجوية الروسية التي فاقت كل التوقعات، وأذهلت الأميركيين أنفسهم.
وبصدد الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في سوريا أكد الأسد، حسب يوشينكو أنه «لا يمكن الحفاظ على الإسلام المعتدل في المشرق بمعزل عن بقاء المسيحيين»، وعبر في هذه المناسبة عن شكره وتقديره للبطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا على الدعم الذي ما انفكت الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية تقدمه لسوريا.
وأشار إلى إعلان الأسد أمام وفد برلماني روسي انتظار رئيس البرلمان الروسي سيرغي ناريشكين، ونائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين في زيارة إلى دمشق.
وقال: «ينتظر الأسد استضافة رئيس مجلس الدوما، وأكد أن الحكومتين في البلدين سوف تتعاونان بفعالية أكثر». وأشار إلى أنه بانتظار زيارة نائب رئيس الوزراء، ووصفه برجل وطني يتمتع بكفاءات مهنية عالية وقادر على العمل بامتياز في حل المسائل الملحة بدءا من المشاريع في قطاع المياه، وصولا إلى توسيع العلاقات الإنسانية واستغلال حقول النفط والغاز وما إلى ذلك» من قضايا. وتابع يوشينكو أن الرئيس السوري عبر كذلك عن «ترحيبه بزعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف وحملنا التحية له.. الأسد يرى في الحزب الشيوعي الروسي وريثا للحزب الشيوعي السوفيتي الذي ساعد في إحياء الأمن والاقتصاد في سوريا خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي... الأسد وجه الدعوة الى البرلمانيين الروس في الدوما ومجلس الاتحاد الروسي، وأشاد بشكل كبير بالرسالة التي حملناها إليه».
ونقل عن الرئيس السوري القول إنه «ورغم التباين بين سوريا وأوكرانيا، إلا أن مهندس ما يحدث فيهما، هو جهة واحدة، وأن التحكم بالعنصريين في أوكرانيا وإرهابيي داعش في سوريا يتم من مركز واحد، وأن الولايات المتحدة تريد بذلك الضغط على روسيا من جهة، وبث الفوضى، والإرهاب على امتداد أوراسيا من جهة ثانية».
ـ «لافروف»: لانتخابات برلمانية ورئاسية ـ
وفي المجال نفسه، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، جميع الأطراف في سوريا للإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، معربا عن أمله في حدوث تقدم سياسي في الأزمة في «المستقبل القريب».
وقال «لافروف»: «أنا على قناعة أن الساسة الجادين وعوا الدرس وأنه بدأ يشكل عندهم مفهوم أكثر صحة لما يجري في سوريا».
وأضاف: «هذا يعطينا الأمل أن العملية السياسية ستتقدم في المستقبل القريب، باستخدام لاعبين خارجيين، بجلوس جميع السوريين الى طاولة التفاوض»، وتابع: «بالطبع هم بحاجة إلى الاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية».
وأعرب «لافروف» عن استعداد بلاده لتقديم غطاء جوي للجيش السوري الحر المعارض والمدعوم من الغرب في قتاله ضد تنظيم «داعش»، وأوضح «إننا على استعداد لدعم المقاومة الوطنية، بما في ذلك ما يسمى بالجيش السوري الحر، جوا».
وبشأن التعاون مع واشنطن، قال لافروف إن موسكو مستعدة لـ «التنسيق بعمق» مع الولايات المتحدة في محاربة «الإرهاب»، ولكـنه لم يحدد ماهية الإرهاب المعني.
يذكر أن روسيا والولايات المتحدة وقعتا، الثلاثاء الماضي، مذكرة تفاهم تهدف إلى تجنب أي تصادم بين مقاتلاتهما فوق سوريا، بحسب مسؤولين روس وأميركيين، فيما قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، إن نص الاتفاق «سيبقى سريا بناء على طلب روسيا».
عن الديار