كان ساسون حسقيل أول وزير للمالية، وبفضله أخذ العراق يسترجع واردات النفط بالباون الذهبي، بدلاً من العملة الورقية، بعد إصراره على هذه المعاملة في المفاوضات (1925) مع الجانب البريطاني، رغم اعتراض أعضاء الوفد العراقي على ذلك. وقد قدر العراقيون، في ما بعد، أهمية هذا الموقف. إلا أن تدخل البريطانيين منع ساسون أن يكون وزيراً ثانية. وكان ساسون منظم أول ميزانية مالية في تاريخ العراق، وأول منظم لهيكل الضرائب على الأسس الحديثة. وكان قد شارك في مؤتمر القاهرة (1921) برئاسة ونستون تشرشل،
الذي خصص لمباحثات قيام المملكة العراقية. ويلاحظ شاموئيل موريه في مقدمة الكتاب، بشعور يجمع بين الألم والعتب، أنه كيف يتحول اسم حسقيل (كشخصية عامة) إلى مادة لثلب اليهود بما يشار إليه بالبخل والجبن. إلا أن رثاء معروف الرصافي لمواطنه ساسون حسقيل في قصيدة عصماء، كان محملاً بالاعتذار:
ألا لا تقل: قد مات ساسون بل فقل تغَـور من أفـق المكارم كـوكب
فقـدنا بـه شــــــيخ البرلمـان ينجلي بـه ليله الداجي إذا قـام يخطـب
وكان اليهودي العراقي إبراهيم الكبير، مدير عام المحاسبة والمالية، هو أول مَنْ وضع النقود العراقية (1932) بدلاً من الروبية الهندية والليرة التركية. وأنشأ سليمان عنبر جريدة «تفكر» باللغتين العربية والتركية (1912)، وكانت تصدر إلى جانب مجلة «لغة العرب» لصاحبها الأب انستاس الكرملي (ت1947). وغير هذا اشترك مع توفيق السويدي (رئيس وزراء فيما بعد) في المؤتمر العربي بباريس 1913. وأنشأ مناحيم صالح دانيال دار «الميتم الإسلامي» ببغداد 1928 من ماله الخاص. وكان أول طيار مدني عراقي هو اليهودي ساسون دانيال صالح. ولم يكن يهود العراق السياسيون انتهازيين، بل يشهد للوجيه عزرا مناحيم دانيال اعتراضه على محاولة الوصي على العرش عبد الإله توسيع صلاحياته (1943). ولم تكن بين العراقيين الحساسية الدينية والمذهبية، التي تشغلهم اليوم، فقد كان متعهد الدفن في العتبات المقدسة الشيعية يهوديا عراقيا، ومن أسرة آل حردون، وكان لهم في العشرينات عزاء حسيني بكربلاء.
لتحسقلها
وشيء بالشيء يذكر, الحسقله كلمة اشتقها العراقيون من وزيرهم ساسون حسقيل ولها قصة طريفة جديرة بالاتعاظ والذكرى في هذه الايام ايام الفساد التي شاع فيها السلب والنهب هذه الاخيرة هي الاخرى من مستجدات اللغة الذي اطلقها العراقيون على السرقة بالنظر لكثرة شيوع السرقات من اموال الدولة عندهم بحيث احتاجت الاصطلاح خاص
عندما تاسست المملكة العراقية 1920 لم يكن اي شخص لديه الفكرة عن ادارة مالية دولة فأشار الانكليز على الملك فيصل الاول رحمه الله أن يسند هذه المهمة لرجل يهودي عراقي في اسطنبول عرف عنه الخبره الجيده في ادارة شؤون الماليه واكتسب خبرة طويلة من اعماله لدى الدولة العثمانية اتصل به الملك ودعاه لخدمة بلده العراق فلبى الدعوة وعاد الى بغداد وتسلم مهام وزاره المالية لعدة سنوات
يتذكر العراقيون بصورة خاصة دوره في تحرير اتفاقيه النفط مع الشركات البريطانيه كان الانكليز قد حددوا فيها مبلغ عوائد النفط للعراق بكذا من الباوندات الاسترلينيه لكنه التفت الى ممثل الشركة وقال له :اضف رجاأ كلمه in gold )بالذهب( ...استسخف الحاضرون هذه الاضافة فقد كانت العملة الاسترلينيه على درجة باهرة من القوة لكن هذا اليهودي اصر على الاضافة بالذهب وظل يرددهاحتى مل الانكليز منه فأضافوها
بعد سنوات قليلة بدأ الباوند الاسترليني بالتدهور وبقيت الشركة الانكليزيه ملزمة بالدفع حسب سعر الذهب فكان ان كسب العراق الملايين الاضافيه التي لم تكن بالحسبان..
بعدها تولى ساسون حسقل تنظيم الميزانية والشؤون المالية للبلاد ووضع البنيه التحتيه لها بما اصبح الاساس العملي لمالية العراق حتى الان فضلا عن ذلك وضع اسس واعراف الحسابات المالية للبلاد بشكل رصين واشتهر عنه انه كان يدقق في كل صغيرة وكبيرة من ورادات الدولة ونفقاتها وخضوعها للقانون والتعليمات يدقق في اي بند او طلب الى حد الفلس ويرفض الصرف على اي شئ لم يرد له باب او تخويل اشيع عنه انه رفض صرف الكثير من طلبات الخزينة الملكية ونفقات رئيس الحكومة
بالطبع تضايق العراقيون من تزمنه وحرصه وتشدده في المحاسبة وصرف اي مبالغ غير قانونية فراحوه يصفون اسلوبه المتشدد بالحسقله اشتقاقا من اسمه ساسون حسقيل
ونسمع العراقيون الان يقولون لبعضهم البعض...(ارجوك إتساهل شويه ولتحسقلها)