إن من فشل في بناء دولة الإنسان فلن يبني دولة " المهدي المنتظر " ــ مهدي قاسم
أثارت دعوة معتمد المرجع الإسلامي الأعلى السيد علي السيستاني على صعيد التمهيد لبناء دولة المهدي المنتظر استغراب العديد من العراقيين و غيرهم ، ليس بسبب إستحالة الفكرة ذاتها في الوقت الراهن فحسب ، إنما انطلاقا من الواقع الحالي لزوال بطيء لما تبقى من بقايا كيان ووجود الدولة العراقية المهددة أصلا بالزوال الوشيك و الكلي .
هذا ناهيك عن إن مـَـن فشل فشلا ذريعا و مخزيا مريعا في بناء دولة الإنسان و الحضارة و التمدن و الرقي الحضاري ذات الوجه الإنساني الطيب و المتسامي على هذه الأرض ، فكيف به أن يمّهد لبناء دولة " المهدي المنتظر " التي نستطيع أن نتخيل كيف ستكون وماذا ستكون على أيدي رهط كبير من أحزاب ــ أشبه بعصابات مافياوية ــ و لصوص و حرامية و فاسدين ومفسدين من ساسة متنفذين ، و ذلك انطلاقا من الواقع العراقي الحالي والوضع المزري لحد الخيالي !! ، لما تبقى من بقايا الدولة العراقية المتقوضة و المنهارة بوتائر سريعة الآن ، و التي كان لمَمن يدعون بأنهم يمهدون لبناء " دولة المهدي المنتظر " دورا كبيرا و مميزا صريحا وواضحا في إسقاط و تفكيك بقايا الدولة العراقية أربا أربا ، و شذرا و مذرا ، وهي تضطرب وتتقوض متفككة ومنهارة : مجتمعا وقيما و اقتصادا و مال عاما ، ولا سيما انهيارها بين سقوط قيم و أخلاق ومبادئ ، و كثرة مذابح و مجازر شبه يومية ، و عمليات تخريب و تدمير ، و مظاهر فساد وسرقات و لصوصيات ضخمة و هائلة ومتواصلة ، بكل صلافة علنية ووقاحة متحدية ! ــ قَّل مثيلها في العالم أجمع قديما و حديثا ــ وأخيرا و ليس آخر : إبراز دور عشائر كسلوك متخلف و بدائي جاهل ، كبديل طاغ و مهيمن على حساب غياب مهابة وسلطة الدولة و قوانينها الوضعية و المدنية ..
لتهيمن على المجتمع العراقي شريعة الغاب العشائرية بدلا من قوانين الدولة المدنية !..
و كأنما لا تكفي كل هذه الإساءات و التشويهات الموجّهة من قبل هؤلاء الفاسدين واللصوص المفسدين ، إلى التراث الإنساني لأهل البيت ، ولا سيما لتراث رمز العدالة و الحق الإمام علي بن طالب ــ ع ــ من خلال زعم و إدعاء هذا الرهط الكبير و المثير من لصوص و أحزاب و ساسة و حرامية فاسدين حتى النخاع و مسببي الكوارث الإنسانية للشعب العراقي على أساس إنهم يمثلون هذا التراث الإنساني و على ضوئه يمهّدون لبناء دولة " المهدي المنتظر " ؟!!!..
يقينا بإنه : سواء أهل البيت كلهم أو " المهدي المنتظر " ذاته لا يريدون من هؤلاء اللصوص الفاسدين ، و المعتاشين برفاهية ملوكية على حساب معاناة الملايين من العراقيين ، لا يريدون منهم شيئا سوى أن يكفَّوا عن إلحاق إساءة تلو آخرى بهم من خلال الإدعاء و الزعم الكاذبين و المضللين بأنهم يمثّلون تراثهم الخلاّق و يبنون ــ مثلما الآن ــ دولتهم الكارتونية و القرقوزية المضحكة الراهنة على أساس ذلك التراث الإنساني العظيم ..
و عندما يكّف هؤلاء الفاسدون و الحرامية المفسدون عن هذا الإدعاء والزعم الكاذبين فأنهم يكونوا قد أسدوا و قدموا أعظم خدمة لأهل البيت ..