من العجائب التى تحاصرنا اليوم حين ترى التناقض البين في قول رجال الأزهر وفعلهم بموقفهم العجيب من ابن تيميه الذي يضلل مذهبهم الأشعري ومنهجهم التنزيهي فبالوقت الذي يقولون فيه للناس إن الفتوى غير الحكم طبيعتها زمنيه مكانيه حالية .. تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال …. ومع ذلك فمطابعهم لا زالت تلقي بوجوه الناس فتاوى بن تيمية التى وجهت لزمن المماليك حين قالها بظروف استثنائية في بلاد الشام … فأخرجت لنا بالفعل اليوم قوما من التتار الجدد الذين احتلوا بلاد الشام أيضا تحت لقب داعش( الدولة الإسلامية ) التى لم ينفي الأزهر اسمها أو يتصدى لفعلها ومن يمولونها….!!
ويصر بالوقت نفسه على الامتناع والرفض لدراسة كتب التراث دراسة نقدية وفقا لمعيار مناهج البحث الحديثة وقيم القرآن المبثوثة بالأخلاق الكريمة …؟
لماذا الرعب من هذه الدراسة وهذا النقد …؟
الأمر بظني لا يحتمل إلا واحد من اثنين …!
إما أن تكون النتيجة سلامة الكتب في كل ما جاء بها بإعلان توافقها الكامل مع كتاب الله وعندها يسكت المطالبين ويطمئن الشاكين ويعترف العالم بنزاهة المؤسسة الدينية التى تحفظ الدين كما تحب أن تمنح نفسها هذه الثقة والصفة..!!
وإما أن يخرج بهذا التراث أحمالا وأثقالا لا تتفق وكتاب الله وبقاءها حين ذلك يساهم في تغرير الناس وتشويه أفكارهم وسلوكهم ويدفعهم إلى الإرهاب والقتل بضلال سطور أغرت الجهلاء بأنها حق ولم تكن كذلك …
ليصبح بقاءها تشويه وذنب …. حُمل غصبا على كتف الإسلام ليرهق مسيرته ويشوه رسالته … مما يستوجب على المؤسسة التى تحمي الدين أن تبدأ حمايته من هذا الإفك أولا!! ..
لنقول للعالم حينها أنه لا شئ عندنا أغلى من الحق … ولا شئ مطلقا يتقدم على كتاب الله فهو المهيمن على كل كتاب وكل شئ…..
وليكون معلوما للخلق أنه ليس من معالم الدين البخاري ومسلم حتى يسقط الدين بمجرد رد بعض الأحاديث التى لا تتفق وسياق الشريعة الجامع لكمال الخلق عندما تنسب للنبي فتشوه صورته وتهين مقامه الكريم .. والدين بمعالمه كان قائما من قبل أن يتزوج أبوي البخاري ومسلم….!!
وليس من ركائز الدين بن تيميه البربهاري وأحمد وغلاة الحنابلة حتى ينهار الإسلام عندما تسقط أقوال لهم لا تتفق وتسامح النصوص المقدسة فركائز الإسلام أصيله لا يوجدها رجلين ولا جيلين بل هي ما أوحى الله به إلى رسوله فاتبعه الجميع بما فيهم النبي الذي قال إن أتبع إلا ما يوحى إلي …..!خريطة داعش
وليست من أصول الإسلام كتب التفاسير والعقائد وأحكام الفقه حتى يُطعن الدين برفض زواج الصغيرات أو إرضاع الكبير أو أن الأرض ليست كرويه مثلا فأصول الإسلام في قرآنه الكريم وما يشبهه من السنن..!!
والجميع يعلم أن الدين قائما مستقرا بسيطا عزيزا قبل هذه الكتب وقبل أن يولد مؤلفوها..!!
فما الذي يرعب الأزهر إذن من قرار كبير بحجم تنقيه تراث الأولين مما فيه من الإساءة لدين الله كما يرى الكثير من العلماء والباحثين …
إن دين الله بسيط فطري جاء فيه أعرابيا : لرسول الله فقال دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال : تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه ، فقال النبي أفلح عن صدق ….!!
فلماذا الإصرار على زيادة التشويش حول الحقائق الناصحة . وتعقيد البساطة الواضحة … وتكبيل الإسلام في قيد أدمى معصمه..؟
لقد شوه الأزهر تاريخه بإدعائه الكهنوتية يوم حجر على الناس ومنعهم من التلقي المباشر من ربهم وظن نفسه ممثلا لصوت الله في الأرض …!!
لقد سقط الأزهر بتقاعسه في فخ الإرهاب …. جارا … ومستجيرا … ومؤصلا لقتل ينحر بلادنا من الحد للحد …… وإلا ما الذي يغضب الأزهر عندما يثبت إسلام بحيري أن الإسلام ليس دين قتل ولا سبي ولا رجم ولا ذبح ولا كراهية أي عار ألحقه الأزهر بديننا …؟