صدق المثل العربي الفصيح : (كِلاَ الأخوَيْنِ ضَرّاطٌ ولكِنْ ** شِهَابُ ألدّيِنِ أضْرَطُ مِنْ اخِيِه) (*)
حتى أنت يا بروتس ؟!!
كنا نبكي لحال الصوفية، مساكين يجري تكفيرهم على ضلال طقوسهم، فيهدم السلفيين أضرحتهم.. والأخوان لا يحركون ساكنا، بل يباركون التنكيل بهم.. وطالب المتشددين باستتابتهم وإلا طبق حد الله فيهم وكانت منا العين رقراقة على انكسارهم وهوانهم.. كم نحن سذج حقا..!!
وتعاطفا معهم ومع حق الأقليات في الوجود وفي العبادات كيفما شاءت، قلنا : نريد دولة علمانية مدنية حديثة تحفظ للجميع حقوقهم.. ولا تعتدي فئة استقوت على فئة استضعفت بدعوى التكفير والتبديع والذندقة، وما يترتب على هذه الدعاوى الهمجية البربرية الجاهلية من استباحة للمال والدم والحق في الوجود والعيش الكريم.. فكل شخص حر يؤمن بما يؤمن به ويعلن ايمانه كيفما شاء.. فلنفرق بين الموافقة أو الاختلاف في العقائد والأديان والكتب، وبين وصم من يؤمنون بها بوصمة الاحتقار والعنصرية والعداء والدعوة لإفنائهم وهدم مقدساتهم ودورهم ومنع طقوسهم..
فالأولى هي حق من حقوق الإنسان الاساسية في حرية التعبير والقول والنشر والثانية همجية من أزمان الجاهلية يأكل فيها القوي الضعيف ونشر للمذهب بسلطان السيف.. فمتى نتعلم التفرقة بين الاثنين..؟؟
حتى خرج علينا حفيد عمر ابن الخطاب من أمه والحسين من أبية.. رئيس جبهة الإصلاح الصوفي وشيخ الطريقة الشبراوية، الشيخ عبد الخالق الشبراوي، وأكد إنه لن يتراجع عن مطالبته مؤسسات الدولة الدينية بإهدار دم مقدم البرامج بقناة القاهرة والناس، إسلام بحيري، مشددا على ثباته على موقفه….
فقد أكد لنا هذا الشبر أوي.. ما نظنه ونعتقده أنه لا يغرنك المستضعفين في الأرض طالما حمل فكرهم شعورهم بالتفوق وأنهم على الحق المبين وغيرهم في ضلال مهين.. فهم كالصبح أبلج وغيرهم في باطل لجلج.. فهم عند القوة سينقلب حالهم بقدرة قادر، وسيخرج منهم من يبيح دم أخيه المخالف وربما هو ذات الشخص الذي كان حليفه لما كان مستضعفا.. فكلنا على نهج االإخوان منافقين..
فقلنا حتى أنت يا بروتس.. في بعض الترجمات العربية كتب بروتس، ببروطز.. يبدو أنها الأدق مع الشيح الفشخراوي الذي أتضح أنه أضرط من شهاب الدين الذي حسبناه أضرط من أخيه..
العلمانية هي الحل
________
(*) الضراط لغويا هو خروج الريح من الجوف بصوت… وقصة هذا المثل الفصيح جميلة نتركها لكم للبحث على النت حتى لا نطيل..