جذب غلاف العدد الأخير من مجلة «تايم» أنظار كل الرجال الذين تعدوا الأربعين، فقد كانت الصورة معبرة لرجل فى الخمسينات من العمر يرتدى ملابس رياضية ومكتوب بالخط العريض«MANOPAUSE» وهو ليس خطأ مطبعياً فهم قد حذفوا حرف الـ«E» من الكلمة الأساسية التى تعنى سن يأس المرأة ليجعلوها سن يأس الرجل!
التقرير الصحفى مكتوب بدقة وحرفية عالية وسلاسة تعبير تمكِّن القارئ العادى من فهم الموضوع دون تعقيدات المصطلحات الطبية، المدهش أنهم فى أمريكا يصرفون 2 مليار دولار على هذه الشكوى، أو بالأصح على نقص التستوستيرون، هورمون الذكورة، وهناك عيادات متخصصة صارت تهتم بهذا الموضوع فقط، نقص التستوستيرون طبيعى بعد سن الأربعين، ولكنه من الممكن ألا يظهر تأثيره فى البداية، لأنه غير مرتبط بحدث ظاهر يستطيع تحديده ودق ناقوس الخطر وظهور اللمبة الحمراء، مثلما يحدث مع الدورة الشهرية عند المرأة، لكن نقصه الحاد يظهر على صورة شكاوى عضوية، مثل: تعب العضلات، وتغيير المزاج، والميل إلى الكآبة، وانخفاض الرغبة الجنسية، ونقص شعر الجسم.. إلخ.
ليس الحل السحرى هو تعاطى الهورمون فقط، سواء كان أقراصاً أو حقناً أو «جيل» أو «سبراى» أو «لاصقة»، لكن المهم تغيير نمط الحياة، فعدم انتظام النوم وقدره الكافى يخفض نسبة الهورمون 15% منفرداً، وكذلك تؤثر فى نسبته ممارسة الرياضة فترفعه وتحسنه كثيراً، كذلك نقص الوزن، فالسمنة، وخاصة سمنة البطن، تؤثر بشكل كبير وحاد على نسبة الهورمون الذكرى، فيدخل الرجل البدين فى سن يأس مبكر.
هناك معلومات خاطئة عن أن حُقن هورمون التستوستيرون تسبب سرطان البروستاتا، هذا كلام خاطئ علمياً وبعيد كل البعد عن الحقيقة ومثبت بالتجارب والأبحاث، والصحيح أن نقول إن من لديه سرطان بروستاتا يجب ألا يتناول هذا الهورمون، لأنه من الممكن أن ينشط الورم ويزيد حجمه، ولذلك ننصح الرجال بعد سن الخمسين بأن يجرى كل سنة تحليل «PSA» وهو تحليل بسيط وسهل، للتنبؤ بسرطان البروستاتا المبكر.