محام بالنقض ، محكم دولي ، كاتب و مفكر إسلامي
بعض صيحات الضلال التي تبرز القواعد الضالة لنهجر كتاب الله قالوا بأن القرءان حمال أوجه، وهم بذلك يحاولون أن يفهمونا بأن القرءان لا يمكن فهمه بمعزل عن السنة القولية، وهذا من فحيح إبليس، فالقرءان كتاب هداية وكتاب مفصل ومبين، …نعم…إنه يتميز بثبات النص وديناميكية المحتوى وهذه ميزة فيه وليست عيبا.
فيقول تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9.
أنُكذّبِ كتاب الله ونقول: بل الحديث النبوي هو الذي يهدي لأن القرءان حمّال أوجه؟؛ أو أن القرءان وحده لا يكفي لأنه ناقص، وغير مفصّل، وغير مبين؟.
وحتى لا يكون للمضلين حُجّة بعد كلام الله في أنه مُفصّل، ويحمل تفصيل كل شيء، وليس مجملاً كما يزعمون، فإليك قوله تعالى:
· {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف52.
· {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}الإسراء12.
· {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}الكهف54.
· {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيقولنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ }الروم58.
· {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الزمر27.
أنُكذّب بكل تلك الآيات ونقول بأن القرءان حمّال أوجه فلا يمكن الاعتماد عليه وحده، أو لا يمكن الاعتماد عليه إلا مع السُّنَة؟. هل بعد تلك الآيات الواضحات نتخذ من مقولة ضالة، من بشر ضال، أو يجهل الحقيقة القرءانية، وهو بطبيعته البشرية يصيب ويخطئ، لتكون مقولته هاديا لنا لترك كتاب الله، والتوجه بكل ما أوتينا من فهم وثقافة إلى الحديث النبوي عاطلا في باطل، وسواء خالف الحديث القرءان أم اتفق معه؟؛ ألا نستحي من ترك كتاب الله تحت ذمة شعارات إبليسية منسوبة زورا لهذا أو ذاك من الأجلاء؟.لكن قد يكون القرءان حمّال أوجه لكن ليس لنستبدله بغيره، لكن لأن القرءان له خصيصة ثبات النص وتغير المعنى، يعني بأن آية [ والبحر المسجور] كانوا يتصورونها أن البحار ستشتعل يوم القيامة لأن الله ـ تعالى ـ قال بآية أخرى [ وإذا البحار سجرت ]، لكن بعد أن تقدمنا علميا فهمنا بأن البحر مسجور الآن لأن قاع البحر مفتوح على حمم في باطن الأرض، لكن هذه الحمم لا تستطيع أن تخرج إلى السطح، لذلك فهو مسجور الآن وليس يوم القيامة.