من أساليب الحرب القذرة التى يستخدمها الأصوليين ضد العلمانيين، هي اتهامهم بالانحلال الخلقي. والكذب بأن العلمانية هي دعوة إلى جعل الجنس مشاع لكل الرجال مع كل النساء وتبادل الزوجات. وان اجتماعات العلمانيين سواء كانوا ليبراليين أو يساريين ما هي إلا حفلات للجنس الجماعي يشربون فيها الخمر ويعاشر فيها كل الرجال الموجودون كل النساء الموجودات. أو كما قال احد الجهال فى يوم من الأيام العلمانية” يعنى مراتك تبقى مراتي”.
ونحن للأسف أمة تعانى من أمية تعليمية تصل إلى 40% وأمية ثقافية قد تصل إلى 90% فأصبح حامل البكالوريوس يستوي مع الرجل الأمي فى القدرة على التفكير المنطقي والتمييز بين المعقول واللامعقول. ولعل ما ساعد على انتشار هذه الفكرة الأصولية عن العلمانيين هي كثرة مشاهدة المصريين للأفلام الجنسية مع قلة العلم والثقافة. فأصبح الجهال يعتقدون أن ما يشاهدونه فى أفلام الجنس هو ما يحدث بالفعل فى المجتمع الأوربي، والعلمانيين يريدون مصر مثل أوربا إذا فهم يفعلون مثل هؤلاء ! ! !
ما لا يدركه هؤلاء هو أن المجتمع الأوربي ليس ما يرون فى أفلام الجنس ولا حتى ما يشاهدون فى الأفلام السينمائية. نعم هو مجتمع أكثر حرية ويحترم الحريات الشخصية للمواطنين والمواطنات ولكنة ليس أبدا مجتمع من الحيوانات تتم فيه عملية تبادل الزوجات بشكل اعتيادي وباعتباره نمط حياة طبيعي، فهذا غير صحيح بالمرة. فخيانة الرجل للمرأة أو المرأة للرجل ليس أمرا مقبولا يمر مرور الكرام، والزوج أو الزوجة إذا رأي الطرف الأخر فى موقف خيانة لا يكتفي بالابتسامة ولا يعتذر عن إزعاجه لهما كما يتوهم أصحاب العقول المريضة. فالخيانة مازالت أمر غير مقبول فى المجتمعات المتقدمة مثل مجتمعاتنا المتخلفة تماما، ولكن ما يختلف هو رد الفعل. فهذه أمم قد تخلت عن فكرة العنف وحل مشاكلها بالقوة والدم حتى أنها ألغت عقوبة الإعدام، فكان طبيعيا أن لا تحل مشكلة الخيانة الزوجية بالقتل والدم ولكن بالانفصال والطلاق وليذهب كل منهما إلى حال سبيله.
ولكن لأننا أمة لا تقرأ وبالتالي لا تفكر، فقد أسلمنا عقولنا لشيوخ الجهل على المنابر وفى الفضائيات الدينية. لنسمع منهم كلام يختلط بعقولنا المهووسة بالجنس فنصدق ما يقولون وتسرح عقولنا فى حفلات الجنس التى يقيمها العلمانيون.
ولأننا أمة كسولة (نعمل 31 دقيقة فى اليوم) فى كل شيء إلا فى البحث عن الجنس وممارسته. فقد أصبح العلماني والعلمانية هدف للجهال للتحرش بمحبوبة أو زوجة العلماني باعتباره ديوث وسيسعد بأن يسلم محبوبته إلى الفحل المصري (هذه أكذوبة أخري)، وربما جلس ليشاهد محبوبته فى أحضان رجل أخر. كلام أقل ما يقال عنة أنه كلام مريض يصدر عن عقول مهووسة جنسيا. وعلى جانب المرأة العلمانية التى ينظر إليها على إنها عاهرة وانه يكفيه أن يلمح لها فقط حتى تقفز داخل بنطالونه.
ما لا يدركه هؤلاء المرضي أن الرجل العلماني أشد غيرة على محبوبته أو زوجته من أي أصولي مهووس أو أي جاهل يفكر بما بين فخذية. فالأصولي يغار علي أهلة من باب واحد فقط هو إحساسه أن المرأة هي أحد ممتلكاته الخاصة التى يجب عدم التعدي عليها وإلا أصبح هذا دليل على الضعف وعدم القدرة على حماية أملاكه. فالمرأة بالنسبة للأصولي والجهال مجرد شيء، فمن يتحرش بنساء الأصوليين والجهال هو مثل من يسرق سيارتهم أو جاموستهم. ويمكن رصد هذا الأمر بقوة فى الأرياف حيث تؤدى سرقة الجاموسة إلى معركة دموية تسيل فيها الدماء أنهارا.
أما العلماني فغيرته على امرأته مضاعفة، فمن ناحية هي من ملكت قلبه وعقلة ومنحته السعادة والقوة فهو لا يريد أن يخسرها ويخسر معها كل هذا. ومن ناحية أخري هي إنسان له حقوق، وأول حقوقها حق اختيار الرجل الذي تحب وترغب فيه. فليس من حق أحد أن يرغمها على أن تغير هذا الاختيار أو تتخلي عن من أحبت. فهو يغار عليها باعتبارها المحبوبة وباعتبارها الإنسان.
وهنا أسئل الأصوليين وأتباعهم من الجهال، من هو الديوث؟ العلماني الذي يرفض أن يزوج ابنته حتى تكمل دراستها الجامعية ويكتمل نموها العقلي والنفسي بالإضافة إلى النمو الجسدي، أم الأب الذي يزوج ابنته فى سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر من أجل صرة من الدنانير أو الريالات أو الدراهم؟
أما المرأة العلمانية، فهي من تعانى أكثر من الرجل العلماني كالعادة. فالرجل فى النهاية يستطيع أن يحسم الأمر مع كل من يتعدى حدوده، وتظل المرأة هي الحلقة الأضعف.
فما أن يعرف أحد الجهال أن زميلته فى العمل أو الدراسة أو جارته فى السكن، ليبرالية أو يسارية حتى يبدأ خيالة المريض فى العمل ويصور له أنه قد وجد صيدا سهلا وعاهرة بالمجان. ما لا يدركه الجاهل أن المرأة العلمانية لا يحركها إلا عقلها، وأن الطريق إلى قلبها هو عقلها، فكيف ستنظر إليك وأنت الجاهل مسطح العقل والفكر؟ أنت من السهل عليك أن تحصل على امرأة أصولية أو جاهلة لا فكر لها ولا ثقافة ولا موقف من الحياة. فقط بأن توهمها بالحب وببعض الكلام المعسول أو بعض الأغاني، حتى تعتقد أنك العريس المنتظر فتجد الطريق ممهدا إلى فرجها. ولتختفي بعد ذلك وتتركها تواجه المجتمع المتخلف الذي يحملها المسئولية كاملة. المرأة العلمانية لن تنظر إليك وتهتم بك كرجل إلا إذا جذبها عقلك وفكرك فتبدأ فى التسلل إلى قلبها حتى تمتلكه ثم بعد ذلك تصل إلى فرجها. فالطريق طويل أطول مما تتخيل أيها الجاهل، ولن يساعدك فيه أغاني عبد الحليم أو شعبان عبد الرحيم، فلن يعينك فى هذا الطريق إلا لوك وروسو وماركس وهيجل وفرويد ونيتشه وسارتر. هل تستطيع قرأة هذه الأسماء فضلا عن أن تقرأ لها فتنجح في امتلاك قلب المرأة العلمانية؟
ما لا يدركه الأصوليين وأتباعهم الجهال، أن العلاقة بين الرجل والمرأة العلمانيين هي علاقة تبدأ وتنتهي وتدوم على أساس العقل. ولذلك فهي علاقة تدوم طويل جدا إن لم تستمر للأبد، فلا مكان للملل، فالعلاقة بينهم لا تنحصر فى كلمات الحب والغرام والهيام وأخر أغاني عمرو دياب وتامر حسني. فحياتهم خليط من الرومانسية والجنس والثقافة والفكر، فهم الآن يتبادلون كلمات الحب وبعد ذلك يمارسون الحب ثم يشتبكون فى حوار فكري أو قضية سياسية. وقد يتم كل ذلك على أنغام بيتهوفن أو صوت بافاروتى أو وطنيات الشيخ إمام ومارسيل خليفة، فتظل الحياة متجددة ومتطورة. فأين أنت أيها الجاهل من كل هذا حتى تظن أن إمرأة علمانية ستستبدل كل هذا بك أنت؟
وأسأل هنا أيضا من هي العاهرة؟ المرأة العلمانية التى تختار الرجل على أساس عقلة وفكرة، أم الجاهلة التى تختار الرجل على أساس جيبه وما تحتوي محفظته؟
أيها المصريون، أفيقوا من ثباتكم وأوهامكم وما يلقيه شيوخ التطرف من قمامة فى عقولكم. أن الأوان أن تستخدموا عضو التفكير أكثر من استخدامكم للعضو التناسلي.
انظروا لهذا للعالم الفسيح وليس بين أفخاذكم الضيقة.
واسألوا أنفسكم أخيرا لماذا تعتقدون أن المرأة ستمارس الجنس مع رجال البلد كلها لمجرد أنها فقدت غشاء البكارة عن طريق الزواج فى أول مرة، فإذا مات زوجها أو طلقها فهي بالتالي مشروع عاهرة وصيد سهل. أليس فى هذا إهانة لأمك أو أختك التى قد تكون أرملة أو مطلقة؟ عندما تعتقد أن ما يمنع المرأة عن ممارسة الجنس مع كل من هب ودب هو قطعة من الجلد، فاعلم أنك تحتقر كل نساء العالم من أول ظهور الإنسان على الأرض وحتى المقدسات منهن وصولا لأمك وأختك وابنتك وزوجتك.
وأخيرا لماذا توصف المرأة بأنها عاقلة متسامحة تحافظ على بيتها لأنها سامحت زوجها الخائن التائب، ويوصف الزوج بأنة ديوث إذا تصرف بنفس الطريقة؟؟؟
قليل من العقل أيها المصريون لعلكم تفلحون.