Wednesday, July 20. 2011
يعتبر الحوار لغة عصريه للتفاهم و مفتاح لحل الأزمات و المشاكل العالقة بين الأشخاص و الشعوب و الأمم عبر العصور , و لا يختلف اثنان على هذا , لكن للحوار شروط يجب توافرها لخلق الجو المناسب لنجاحه منها الثقة المتبادلة بين الأطراف المتحاورة و الابتعاد عن لغة العنف و اللعب بالألفاظ و المفردات بغية التشويه و الالتفاف على مبادئ و أهداف الحوار .
كثر في الاونه الأخيرة عقد المؤتمرات و الاتفاقيات و الائتلافات بين زمر و تكتلات من المعارضة السورية في الخارج , تلك المعارضة التي لم يقوى عودها بعد , بل تعاني من عدم الانسجام و التوحد على رأي وعلى برنامج عام , فكل فصيل له برنامج خاص يتباحثون فيما بينهم اليوم و يختلفون غدا و يفسخون عقد الاتفاقات في اليوم الذي يليه , و الأغرب أن كل فصيل يعمل لوحده و كأنه الوحيد الذي سيرث ارث البلد .
هذه كانت و ما زالت حال المعارضة السورية في الخارج بعربه و كرده وباقي أطيافه الأخرى أما في داخل البلد فلا حول و لا قوة للمعارضة السياسية فهي كرتونية فقط لا تحل و لا تربط باستئناء بعض القوى الشبابية الكردية التي كانت تنزل إلى الشارع بعنفوان انتفاضة 2004-2005 مثالا و ما يحدث في نيروز كل عام , فيهدئ الأحزاب الكردية من عنفوانها , بل تروضها , ولا ننسى بعض الحركات الاسلاميه التي كانت تظهر و تختفي .
إلى أن جاءت الانتفاضة الشبابية السورية التي تشجعت من الانتفاضات التي حدثت في بعض الدول العربية فأرادت أن تقلدها و تستفيد من نجاحاتها و من الأجواء التي خلقتها تلك النجاحات.
لا يعتبر العنف طريقا لحل الأزمات , جميعنا ندرك ذلك و لكن يعتبر التمرد و الاحتجاجات أحيانا وسيله للفت الانتباه لحالة مرضية مستعصية أو لحالة غليان شعبي عارم يجب معالجته منذ بدء الانتفاضة بالطرق السلمية و أن لا نجعلها تصل لحالة من اليأس نتيجة للأسلوب العسكري الذي تعاملت معها الدولة الذي سيجر البلاد و العباد إلى نفق مسدود , و هو ما وصلت إليه الحالة في بلدنا العزيز سوريا حيث فقدت الثقة و سالت الدماء الذكية و كثرت الاتهامات بين طرفي النزاع السلطة و الشعب الثائر المغلوب على أمره .
فكانت اللقاءات و المؤتمرات بين أطراف المعارضة التي هي نفسها فوجئت بهذا الزخم من الاندفاع الجماهيري نحو الشارع و فتح صدورهم العارية لطلقات الرصاص فقط ليقول قوله و يعبر عما يختلج صدره منذ عقود , فهذه الحركة الجماهيرية فاجأت المعارضة بزخمها كما فاجأت السلطة أيضا , فهرعت المعارضة التي هي بالأساس غير منضبط تحت أي مسمى بل متشرزمه و فتبعثره , فحاولت أن تلم شملها , لكن لا تعرف كيف و لا متى و لا الطريقة السليمة التي يمكن لها أن تجمع قواها و يكون لها وزنا و كلمة و ثقل لتنال ثقة الرأي العام العالمي و لتثبت إنها مؤهله لتكون البديل الديمقراطي الشرعي للسلطة الحالية .
حتى عندما أطلقت المعارضة السورية نفيرها العام تم ذلك بمزاجيه و ليس بروح ديمقراطيه , فاجتمع الإسلاميين ومن يغني على منوالهم بمكان , و المستقلين بمكان و الأحرار و الليبراليين في مكان أخر بالإضافة إلى الاجتماعات و المؤتمرات الجانبية بين كل شلة متفاهمة فيما بينهم .
بقي الأكراد وحدهم الذين لم يجتمعوا فيما بينهم من منطلق وطني وحتى لا يتهمون بالطائفية , بل لبوا نداء كل طرف يناديهم فيلبونه دون أن تذكر هذه الأطراف التي دعتهم بأنهم سينالون حقوقهم كاملة فيما لو تبوؤوا سدة الحكم بل قالوا سنعالج أمركم فيما بعد و لم يعلنوها بشكل مكتوب , وبهذا الخصوص كنت قد كتبت مقالا بعنوان ( هل سيصبح الأكراد وقود ألانتفاضه الشعبية القادمة في سوريا ؟ ) قبل اندلاع الانتفاضات في سوريا محذرا الأكراد من الدسائس السابقة لدول الجوار ووعودهم التي أعطوها للأكراد و التي تبدلت لإعدامات جماعية لقادتهم , الآن وفي المؤتمر الأخير( مؤتمر الإنقاذ الوطني ) الذي عقد في مدينة استانبول التركية بتاريخ (16/07/2011 ) و حضره وفد كردي لنجد أن صفوة المثقفين السوريين المجتمعين و الذين اجتمعوا ليقرروا مستقبل سوريا تراهم يهمشون الأكراد كثاني مكون رئيسي في سوريا و لا يذكرون ذلك في بيانهم الختامي بل يكتفون بوعود شفهية للأكراد مما أدى إلى انسحاب الوفد الكردي من المؤتمر , فهل هذا مؤشر على أن التاريخ سيعيد نفسه بالنسبة للأكراد في سوريا و سيخرجون من المولد بلا حمص كما يقال في المثل الشعبي وسيخرجون بخفي حنين أم أن المعارضة و من يمثلها سيفكرون بشكل ديمقراطي حر و يلتفتوا لإخوانهم الكرد الذين لم يبخسوا بأي غال في سبيل الوطن, و الذين كانوا و ما يزالوا و طنيين بامتياز ؟ , كما أطالب القوى السياسية و ألشبابيه و المثقفين الكرد إلى توحيد الصف الكردي و أن تكون لهم كلمة واحدة قويه .
ائمل ألا يحصل ما حصل في المؤتمر الأخير للمعارضة في تركيا و لنقف لكي نكون إلى جانب بعضنا البعض صفا واحدا لبناء سوريا المستقبل سوريا الديمقراطي و ألتعددي و الدستوري و الليبرالي البعيد عن التعصب و التخوين و التهميش .
محمد حنيف محمد
رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي السوري
تورنتو : 19/07/2011
للتواصل : libralsyria@hotmail.com
|