في البداية أقول : للشعب الليبي إنك على حق ، وإن العالم أدرك عظم المحن والآلام التي كنت تعانيها جراء هذا الحاكم المعتوه عديم الضمير قليل الحياء ، كما أقول :
للعالم أجمع إن الشعب الليبي الثائر يستحق منكم الرعاية والإهتمام والمساندة ، وهو يخوض صراعاً مقدساً من أجل حريته وكرامته ، صراعاً أثبت فيه إنه الأقوى وإنه الأقدر ، بل وأثبت هذا الشعب حنكة ومقدرة وطول أناة ، إن تنظيم الثوار على الشكل الذي شاهدناه و شاهده العالم وكلامهم المنضبط يدل على إنهم شعب كفؤ ويستحق كل إحترام وتقدير وإنه المؤهل ليقود ليبيا نحو الديمقراطية والسلام .
إن شعب ليبيا في مواجهته لقوى الطغيان و الدكتاتورية أثبت إنه صاحب حق في كل مطالبه ، كما أثبت إنه ليس شعباً متطرفاً وليس تبعاً لقوى متطرفة أو أرهابية كما يزعم القذافي وأبنه ، بل إن الشعب في ثورته يستلهم روح الشجاعة وروح المقاومة من عمر المختار ومن كل المناضلين الشرفاء في العالم ، إنه يستلهم روح الفداء من أجل أن تسود العدالة والسلام على كامل التراب الليبي .
إن العالم غدى أكثر وعياً وفهماً لمتطلبات الشعب الليبي ، وإننا إذ نحيي في هذه المناسبة جهود فرنسا السباقة وجهود الإتحاد الأوربي وأمريكا لدعم مشروع التحرر والديمقراطية في المنطقة العربية ، إن الشعب الليبي في صراعه أثبت للعالم كل العالم مدى وحشية وهمجية وتخلف القذافي وجماعته من المرتزقه ، وأثبت للعالم إن القذافي ليس سوى مجرم مصاص للدماء يتلذذ بقتل أبناء ليبيا تشفياً وحقداً وأنتقاماً ، إن القذافي هذا المتخلف الأحمق جعل من ليبيا على سعتها سجناً كبيراً لليبيين ، منعهم حق الحياة وحق العيش وحق التربية وحق التعليم ، وصادر منهم روح الإنفتاح ، وجيّشهم حسب ترهاته ليكونوا له وحده وعلى موجة واحدة وبرنامج واحد ، لكن هذا الشعب الصابر خرج من عباءة الصمت والإنتظار منتفضاً يبحث عن ذاته وعن هويته وعن موقعه ، أنتفض غير مبالي بترسانة أسلحة القذافي وصواريخه وقنابله وطائراته ، ليُعلن إن الحرية أغلى من كل غال ، فالموت دون الحرية هو الحياة ذلك ومن يعشق الحرية يعشق السلام ، يريد التقدم والتطور والبناء والإعمار كذلك هو شعب ليبيا التواق للعيش الكريم الحر الشريف .
إن القذافي هذا المجرم الرعديد المختبئ وراء جوقة من المهرجين والمفسدين والقتله لا يستطيع مواجهة هذا الشعب الممتلئ حباً للحياة وللغد الجديد ، القذافي شأنه في ذلك شأن أخوانه من الحكام العرب يؤمن بالحكم إلى الأبد ويؤمن بالتوريث فلا دستور ولا قانون ولا رادع ، ولذلك يستهزء بالديمقراطية وبحقوق الإنسان وبالدولة المدنية ، وعنده كل مخالف لذلك فهو عدو يستحق القتل والتدمير والفناء ، ولهذا حين خرج في طرابلس بعد أيام من إندلاع الثورة ، خرج شاهراً سيفه وحقده وكراهيته وكل عنفه الدفين ، ليتوعد الشعب الليبي بالموت والفناء مهدداً تارة ومحذراً أخرى ، ناعتاً نفسه بكل صفات الجلال والجمال من العنفوان والكبرياء والمجد ، صفات أبعد مايكون عنهن القذافي ومن حوله من المرتزقة الأرجاس .
إن العالم الحر مطالب اليوم ليضع حداً لهذا المجرم الذي فقد شرعيته وفقد سبب وجوده ، إن منع القذافي من أستخدام نشاط طيرانه الحربي وصواريخه البعيدة المدى أمر واجب ، كي يتمكن الشعب من حسم الصراع ونهاية التدمير والقتل ، كما إنه المقدمة الواجبة لتقديمه للعدالة كي ينال نصيبه على ما أقترف من جرائم وأعمال بشعه تجاه شعبه والمجتمع الدولي ، إن العالم ومنطقة الشرق الأوسط ستكون أكثر أمناً وإستقراراً بدون القذافي وجماعته ، ولهذا يتطلب من المجتمع الدولي ومن قواه الخيرة الوقوف صفاً واحداً في مواجهته وتخليص العالم والشعب الليبي من شره .
إن إسقاط القذافي هو مطلب إنساني بالدرجة الأولى كما إنه مطلب شعبي بنفس الدرجة ، وإنني أعتقد إن القذافي أخذ من الوقت ما لا يستحق وعليه وإختصاراً للجهد والوقت ، يجب فرض منطقة حظر جوي فوراً على أجواء ليبيا ، ليتمكن الثوار من حسم المعركة بأقل الخسائر والأضرار ، فسقوط القذافي الآن سيشجع الشعوب العربية الواقفه بالدور ، لكي تعمل على تحرير نفسها من حكامها الطغات ، وإنها أي الشعوب ستجد من يقف معها ويمنع الحكام من أستخدام الأسحلة ضدهم ، وهذا هو العامل المهم في هذه الجولة ، لكي لا يتخذ الحكام العرب الطبيعة والفعل الذي مارسه القذافي حجة على شعوبهم ، إن الشعوب العربية تنتظر نهاية حكم القذافي بفارغ الصبر ، وتنتظره بكثير من الأمل والرجاء ، فحلم العدالة والحرية والسلام ، وحلم الديمقراطية هو ما تعمل عليه الشعوب العربية في هذا الوقت بالذات ، إنه حلم التاريخ وحلم الحياة ليعيش العرب كباقي شعوب الأرض المتمدنه ...