من المعيب أني لا زلت أحتفظ الى الآن بهوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية لانهما ورقتين تثبت عكس الحال الذي أنا عليه .
تثبت أنا عراقي ، يا للخزي ويا للعار .
رُميت في أتون نار حرب السنوات الثمانية لكوني عراقي ، وقدمت من أخوتي شهيدين لانني عراقي ، وأحتملت خبز النخالة الذي دمر المعدة والامعاء لكوني عراقي ، و ديست غرفة نومي ببساطيل الجنود الامريكان أكثر من مرة لانني عراقي
وأصبحت تحت رحمة كهنة معبد آمون و أكاذيب أليخماهو لانني عراقي ، ومضطر لتطبيق كل القوانين والاوامر والتعليمات لكوني عراقي ، وأن أتحمل الجوع والعطش ونقص الاموال والثمرات والخدمات والركلات واللكمات والهراوات لانني عراقي .
علي أن أتحمل أهدار كرامتي و ضربي و ترويعي وأعتقالي لاني طالبت بأبسط حقوق الادميين هذا لاني عراقي .
علي أن أطيع مراجعي الذين تفرقوا في يوم صومي ويوم أفطاري و حللوا ضرب رأسي بالساطور وأتحدوا جميعا على تحريم خروجي أعزلا مطالبا بالنزر القليل من حقي المهدور لاني عراقي.
علي أن ألبس النظارات السوداء وكمامات الفم والآذان فأكون أصم أبكم أعمى ، لا أشاهد ولا أسمع ولا أتكلم لانني عراقي.
من العار أن أحتفظ بهذه الوثائق الذي ضمنها لي الدستور ولم يضمن لي الحفاظ على روحي وسلامة بدني وكرامتي وحقي في التعبير .
من العار أن أضل عراقيا تتعقبني سيارات مكافحة الشغب ترش الماء أو الغازات وكانني بعوضة أو حشرة أو أحد الكلاب السائبة .
من العار أن أكون عراقيا وقوات على الجسر وطائرات فوق الجسر و زوارق تحت الجسر توجه فوهات بنادقها كلها صوبي كأنني مستعمر أو غازي أو محتل .
من العار أن أنتقد أي فرد في الحكومة أو في مجلس النواب أو في المجلس البلدي أو المجلس المحلي أو حتى مختار محلتنا أو وكيل الحصة التموينية لانهم كلهم على حق وأنا العراقي على باطل.
من العار أن لا أبحث على أحدى المنظمات التي تعنى بالرفق بالقطط والكلاب والقرود والخنازيرعسى أن تقبلني فيها كلاجىء وتوفر لي شيئا من الكرامة قبل أن توفر لي الخبز .
من العار أن أستمر في كتابة مقالات لا يقرأها غيري لانها مجرد كومة أزبال في مزبلة كبيرة أسمها الانترنيت .
من العار أن لا أبحث عن دائرة أحوال مدنية في غابات الامازون أو في أدغال أفريقيا لانضم الى الهنود الحمر أوأحدى قبائل آكلي لحوم البشر فأن لم يأكلوني فحتما سيمنحوني جنسيتهم.
فما دامت عاهرات باريس أشرف مني فمن العار أن لا أشطب كلمة عراقي من حياتي أينما وردت .