مع النزيف المتواصل ومع الدمار المستمر ومع الموت الجماعي ومع كل الظلم والظلام الذي يحيط بعراقنا المسكين فأن أنياب الشر لازالت تنهش بنا ليل نهار ويبتكرون في سبيل ذلك أدهى الأمور ويخططون لها لدرجة إن إبليس ينحني لهم إعجابا لما وصلوا إليه والذي لم يستطع هو الوصول إليه
فمنهم من لبس لباس الدين الذي استطاع من خلاله البعض الصعود على جماجم الأبرياء والتسلق إلى السلطة في العراق في وقت لم يكونوا يحلموا بوظيفة بسيطة فإذا بهم اليوم حكام وقادة ووزراء ونواب والله حتى بالأحلام لم يصلوا إلى هذا المستوى من الرجاء من خلال إطلاق اللحية ولبس بعض المحابس وسبحة طويلة وحفظهم لبعض الآيات القرآنية
وآخرين ادعوا الوطنية وحب الوطن والدعوة للوحدة الوطنية ومحاربة العدو الإيراني الفارسي والاحتلال الأمريكي والأجنبي لكنهم في النهاية لم يختلفوا كثيرا عن أهل الدين بل وتعدوهم من ناحية النفوذ والثروة ومئات الملايين من الدولارات التي اتخمت بها مصارف العالم ومن خلال ادعاءاتهم الوطنية التي تعاطف معها المواطن المسكين الذي يريد الخروج من النفق المظلم الذي عاشوا به خلال السنين السبع العجاف الماضية فتراهم مهللين مكبرين مستأنسين بهذه الخطابات الوطنية والشعارات وبدورهم تجار الوطنية هؤلاء يستغلون هذا الإقبال الشعبي نحوهم ليحولوه إلى أموال أخرى تضاف إلى رصيدهم في البنوك بطرق عجيبة وغريبة يعجز الشيطان أن يأتي بمثلها ونحن قريبين من هؤلاء ونعرف نواياهم الحقيقية لأننا تجاوزنا فترة الصدمة وأصبحنا نرى بوضوح وخضنا معهم تجارب وأجرينا معهم اختبارات عديدة فشلوا فيها بامتياز ولكل من يريد أن يتأكد عليه أن يتصل بأحد مدعي الوطنية ويقول له لدي مشروع وطني كبير وأريد مساعدتك فانك لن تجد هذا الدعم إطلاقا ولو كان مشروعك لتحرير العراق كاملا وبأبخس الأثمان وفي المقابل ينثرون بالأموال في الملاهي والمراقص وعلى المطربات وعلى شراء فلل في بيروت وعمان ودبي الملايين
ولقد خضنا أخيرا تجربة مريرة معهم فقد دعونا إلى مظاهرة كبيرة تنطلق في البصرة رفضا للجدارية البريطانية المزمع نصبها في البصرة والتي تريد تخليد القتلى البريطانيين والتي اعتبرناها اهانة كبيرة ولن نقبل بها وسنعزز موقفنا بمظاهرة كبيرة يهب لها كل أبناء العراق وعلى الخصوص البصرة وكان من المفترض أن تتفاعل القيادات المدعية للوطنية في هذا الأمر لكننا وجدنا منهم لا مبالاة بالموضوع مما جعلنا نتصل بهم فردا فردا ولكننا صعقنا بأنهم غير آبهين لا بالجدارية ولا بالاحتلال ولا بالعراق وكل تفكيرهم منصب على الانتخابات وكيف يستطيعون الحصول على المناصب التي من خلالها يستطيعون تعزيز رصيدهم البنكي أكثر وأكثر
لذلك نحن نقول لهؤلاء إنكم اليوم أصبحتم خطرا اكبر بكثير من السابقين وإنكم تتاجرون بالوطنية مثلما تاجر من هم قبلكم بالدين وبالتالي ستكونون في نفس الصف وسنكون في الصف المقابل الذي سيفضحكم ولدينا من الوثائق والأدلة الكثير والتي سننشرها لاحقا ولن نكف حتى يتحرر العراق من السيئين كل السيئين .