هذه دعوة نوجهها لمن يهمهم الأمر في المجتمع الدولي وقواه الخيّره ، وهي دعوة تنبع من وعي لحركة السلام والعدل والحرية في العالم أجمع ، كما إنها دعوة للتعرف على هذا الشعب الأصيل الممتد في عمق التاريخ ، والذي كان ولايزال يرفد الحركة الإنسانية بقيم نبيلة راقية ، ساهمت وتساهم في عملية التنمية الشاملة .
والشعب الكردي أصيل غير وافد عاش على أرضه منذ فجر الخليقه ، وكان دوره في مجمل الأحداث وصناعتها إيجابي ورزين ، وقد مر على هذا الشعب الكثير من الفتن والكثير من النكبات ، شارك في صُنعها القريب والبعيد ، وظل رغم كل ذلك عصياً ومتماسكاً ومصراً على حقه في الحياة وحقه في الوجود ، مقدماً في ذلك التضحيات الجسام من أجل نيل حريته وكسب إستقلاله وكرامته ، ولازال يمارس حقه الطبيعي ودفاعه المشروع من أجل الوصول لغايته النهائية التامة في الوطن القومي المستقل الكامل السيادة على تمام أرضه .
وكلنا يعلم مدى الحماقة التي أرتكبها عرب ومسلمين بحق الأكراد وبحق قضيتهم المركزية ، من خلال العمل على بعثرت الأوراق ، ساهم في ذلك غباء المستعمر وما جاءت به معاهدت سايكس بيكو سيئة الصيت .
واليوم يتطلع الشعب الكردي لتحقيق هدفه القومي ببناء دولته الحرة المستقلة صاحبة السيادة ، يدفعه لهذا التطلع الواقع الموضوعي السائد ، ويدفعه كذلك طبيعة التبدل الدرماتيكي الذي رافق العقل الغربي في السنوات القريبة ، مضافاً إلى هذا وذاك طبيعة وتجليات النضال الكردي ، الذي غدى نضالاً سلمياً مشروعاً ومبرراً وغير عنصري ، ومُحباً للحياة والسلام والتعايش والإحترام المتبادل مع الجميع ، يرفد ذلك السلوك الحضاري ، كم هائل من مثقفين وشخصيات كردية صالحة هدفها نشر العدل والمساهمة مع غيرها في بناء العالم الجديد ، وهم إذ يتقدمون للعالم بافكار تساهم في زيادة الإستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم .
من هنا تبدو المطالبة والدعوة لتحقيق هذا الحلم هي دعوة إنسانية ودولية ، ترتكز على قواعد وقيم القانون الدولي ولائحة الحقوق الدولية للبشر والمجتمعات الواقعة تحت الإحتلال ، ونحن جميعاً نعلم مدى الشراسة التي تم بها تقسيم الشعب الواحد إلى أربعة أجزاء ، في دول لا تكن له الحب ولا تعمل من أجل تحقيق قيمه الوطنية والثقافية ، وهذه الطبيعة العدوانية ساهمت بشكل مباشر بقتله وسلب إرادته أمام الجميع ، فأستخدمت بحقه الغازات الكيماوية السامة من دون مبرر وهُجر شعبه في المنافي من دون ذنب ، ومع هذا كله ظل يكافح من دون هواده ويبني رغم كل الظروف والصعاب ، وهو اليوم يعمل ويجاهد وفق مبادئ القانون الدولي الذي يكفل للشعوب حريتها ونيل إستقلالها شأنه في ذلك شأن أقاليم أقل منه مكانةً ومساحةً ونفوساً .
ونحن نضم صوتنا للداعين والمطالبين في هذه اللحظة التاريخية من أجل تحقيق وطن قومي للأكراد ، مطالبين الرئيس الأمريكي الجديد ان يعمل لتحقيق هذا الهدف ، أسوة بما قام به الرئيس كلنتون ، وذلك سيكون عامل إستقرار وأمن من دون شك في الشرق الأوسط ، وسيكون عامل ردع لدول تغذي الإرهاب وتعمل على زعزعة الإستقرار وإشاعة الحروب ، والفرصة سانحة نرجوا التكاتف من أجل هذا الهدف النبيل ..