الزعيم الليبي يتوقع فشل مشروع ساركوزي ويتوعد الدول الافريقية المشاركة به بالمساءلة
ندد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالمساعي الرامية الى إقامة "إتحاد من اجل المتوسط"، ووصف المشروع الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بانه محاولة استعمارية جديدة تستهدف اعادة تقسيم العرب.
وسخر القذافي خلال مؤتمر صحافي عقد في طرابلس اليوم من المشروع قائلا للأوروبيين "نحن عندنا النفط والغاز والارهاب والهجرة. اذا اردتم حل مشاكلكم فانتم يجب ان تأتوا الينا"، وأضاف "انا لا أنصح شعبي أن يدخل في "طبيخة" و "سلاطة" من هذا النوع، هذا سيدخلنا في مشاكل عويصة، يعني شمال أفريقيا والدول التي في الشرق الاوسط العربية، ستدخل في حقل ألغام عالمي، يمتد إلى القطب الشمالي". وتساءل "لماذا أورط بلادي في هذا المشكل" .
وتوعد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اعضاء من الاتحاد الافريقي الذين اسرعوا الى الالتحاق بالمشاركة في اجتماع يعقد في باريس خلال الايام القادمة لبحث مشروع الاتحاد من أجل المتوسط بالمساءلة بموجب مقررات الاتحاد الافريقي سواء في الخرطوم او بانجول التي تدعوا الى المحافظة على وحدة القارة وتمنع الحاق او دمج اي جزء من الاتحاد الافريقي بكيانات اخرى.
وقال الزعيم القذافي في المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده في باب العزيزية الاربعاء، ان بلاده تتمسك بمقررات الاتحاد الافريقي وتلتزم بها و لا تقبل خرقها او تخطيها.
واعاد القذافي الى الاذهان وصفه لمشروع الاتحاد من اجل المتوسط بانه يقسم افريقيا الى عدة اجزاء "افريقيا ما وراء الصحراء، وافريقيا البيضاء، وافريقيا السوداء، وافريقيا العربية، وافريقيا غير العربية، وافريقيا الشمالية" كما يقسم الوطن العربي هو الاخر الى ثلاثة اقسام باعتبار ان عددا من البلدان العربية تقع في شمال افريقيا وبلدانا عربية تقع جنوب الصحراء اضافة الى وقوع بلدان الخليج والعراق في قارة اسيا.
واشار القذافي الى ان "مشروع الاتحاد من اجل المتوسط" يطرح خرائط مكروهة طويت ولا يجب ان نفردها مرة أخرى. إذ انه في حالة اعتبار هذا المشروع إحياء للإمبراطورية الرومانية فسيقابله إحياء لإمبراطورية قرطاجنة وقال: "من رأيي يجب الابتعاد عما يثير اخطارا تنجم عن التفسيرات.
وقال القذافي "أرجو أن تطوى الصفحة الصليبية، الصفحة الإستعمارية، الصفحة الرومانية، والقرطاجنية أيضا، والإسلامية الخلافية كلها، ونعيش في هذا العصر بالتعاون وبالمحبة وبالصداقة، ومن أجل السلام لكن هذه الترهات التي تصنع الآن، هذا المشروع الخطير، مخيف جدا ".
واعتبر الزعيم الليبي ان اشتراك 8 بلدان عربية جنوب المتوسط لا يجمعها موقف موحد ولا يجمعها أي شيء مقابل 33 دولة أوروبية (إذا أبعدت إسرائيل) منضوية في اتحاد أوروبي غير ذي فائدة.
وجدد تمسكه بمجموعة "5 + 5 " داعيا الى تطويرها بـ"6+ 6" وذلك بإضافة اليونان ومصر.
وتوقع العقيد القذافي بفشل "مشروع الاتحاد من اجل المتوسط" وذلك لان المطروح على أجندته لا يرتقي الى مستوى اتحاد.
وأكد القائد القذافي على ان علاقات بلاده بمجموعة الدول الأوروبية كل على حدة ممتازة وان التعاون معها يسير بخطى متسارعة لكنه أشار إلى انه لن يقبل اية شروط تعجيزية للمشاركة في مشروع الاتحاد من اجل المتوسط.
وقال "نحن علاقتنا جيدة مع فرنسا مع إيطاليا، مع أوروبا، مع الاتحاد الاوروبي، مع بروكسل، لسنا محتاجين لشيء آخر، لستم محتاجين لإتحاد، وكيف نتحد ونحن لا تربطنا ثقافة ولا دين ولا لغة ولا سياسة، فنحن مختلفون في هذه الأشياء أشد الإختلاف".