إن فكرة التقسيم من حيث هي غير مرغوبة ولكنها تكون ضرورية بل ومطلوبة في حالة العراق المعاصر أو أي كيان يشبهه في العالم والتقسيم لم يكن وليد اللحظة حتى يرفضه من يريد !!
بل هو واقع إجتماعي وسياسي وثقافي يعيشه العراق منذ زمان ، يوم كان الدكتاتور المقبور يحارب الفرس المجوس ويفتتح قادسية جديدة تحت ذاك العنوان ، هذا الإتجاه في نكران إسلامية الشيعة هو في حد ذاته تقسيم للإنسان العراقي بل إلى ولاء المواطن العراقي ، والتغاضي عن ذلك كله ليس مثالية محمودة بل هو تضييع للحقوق مقصود وهذا ما لانريده لأحد لا للشيعة ولا للسنة ، وإذا كنت أنا أرفض التقسيم حسب الولاء والأنتماء الطائفي ، فأنني هذه المرة ميال بنسبة كبيرة للإيمان بحق الطوائف في تقرير مصيرها ولتحديد ملامح حياتها كما ترغب بعيداً عن سلطة الشعارات الطنانة التي أدت إلى مانحن فيه الآن ، مجلس الشيوخ الأمريكي لم يكن يلعب في إتخاذه لقرار بهذا الحجم ولكنه يريد التأكيد على إن العراقيين بصفتهم الطائفية والقومية لن يستطيعوا التعايش ولا يمكنهم بناء دولة متحضرة ذات كيان محدد كل هذا جاء من وحي التجربة لهذه السنيين التي مرت ، ثم إن الرجوع إلى الوراء ليس من مصلحة الجميع ولقد قلت في غير مناسبة ان الشيعي يرفض حاكمية السني له على طول وكذا السني ينافح هو الآخر ليؤكد بانه غير معني بحكم شيعي ، إذا كان هذا هو الإتجاه النفسي العام فلماذا نرفض فكرة تنطلق من وحي الواقع ولماذا نرفض أمر نحن جميعاً خلقناه من خلال طروحاتنا وأفكارنا وبرامجنا ولايجب ان ندس أنوفنا بالرمال ونعتبر الأمر غير ممكن ، فالفدرالية في كثير من إبعادها تنتهي إلى هذا المآل وكل هذا القتل والدمار والذبح والتفجير كله يؤدي إلى وضع التقسيم في صورته النهائية ، وأنا وإن كنت أدافع عن عراق موحد لكن هذا كان الممكن فيما لو أستمع العراقيون لمنطق الحياة والتقدم والتحضر الجارية في كل العالم ، ولكنهم لا يريدون ذلك ففجروا كل شيء وقتلوا كل شيء وبالتالي هم من صنع التقسيم وليس مجلس الشيوخ أو غيره ، ولنكن أكثر واقعية وصراحة من فشل مشروع التحرر في العراق أليس هم الجماعات الإرهابية التي تقتل على الأسم والمنطقة والهوية ، من قتل السيد الحكيم ومن فجر جسر الأئمة ومن فجر القبب الشريفة في سامراء ومن ومن ....
نحن يجب ان نكون صادقين مع أنفسنا وبعيدين عن الكذب والمماطلة بل يجب ان نواجه الواقع كما هو التقسيم شر لابد منه وعلى الجميع تبني الموقف نفسه الذي عبرت عنه بعض القيادات الكردية التي عاشت معنى القتل والترويع يوم كان البعث حاكم والشيعة كذلك ماتوا خنقاً وخوفاً فهل نطالبهم بالقبول بحكم الماضي وتطبيق حكاية عفا الله عمى سلف أمر يجب النظر إليه من وحي الواقع وليس من الشعارات والخطب