هذا الخطاب هو دعوة أوجهها للسيد السيستاني لكي يتخذ الموقف المناسب في الزمان والمكان المناسبين ، وهو خطاب يتناول حالة التحشيد التي يُعمد على فعلها بمناسبات دينية
ونحن في البدء نؤكد على عمق إحترامنا لكل الشعائر الدينية والمجتمعية من أي جهة كانت مادامها تعمل في ظل القانون والنظام ، إنما المثير في الأمر مايمر به البلد وما يعيشه من أزمة تعد في مقياس الأزمات الدولية من الدرجة الممتازة وهو لا يحتمل المزيد من الضحايا بل الواجب منا جميعاً يتطلب تقليص حجم الضرر الذي يعيشه الشعب منذ سنوات طوال ، ولأن الحديث في هذا المجال يتطلب شخصية مسؤولة فإني سأخاطب السيد المرجع السيستاني ليتدخل لحماية الناس وهذه واحدة من أهم مسؤولياتة الرعوية لشعبه ولمجتمعه ، خاصة وان أهل العراق يظنون به خيراً وهو كذلك ولكن وضع الشعب أمام مسؤولياته واجب أهم من جميع الصلاة والصيام ، فحفظ دم المؤمن هو المطلوب ، وهنا أرغب كجميع المحبين للعراق وشعبه : ان تصدر سماحتك فتوى تمنع فيها التجمع والزيارات في ظل هذا الظرف الأستثنائي إلى حين إنفراج الأزمة وتخطيها بالشكل الذي يحمي النفوس والاعراض والأموال - وهذا الأمر يجب ان يؤخذ على محمل الجد لما آل إليه الحال وتربص أهل الشر لهذه المحافل كي يصطادوا فيها أكبر عدد من المساكين ومن لا حول له ولاقوة ، ولانريد التذكير بما جرى في جسر الأئمة وفي النجف ومقتلة الزركة وأستشهاد السيد الحكيم رحمه الله ، كل ماأرجوه ان تخرجوا من دائرة الصمت بعد ان ولاكم أهل العراق أمورهم ، وأننا نعلم ان الزيارة ليست واجبة وأهميتها لا تفوق أهمية حفظ النفوس والأرواح ، وأنني على يقين ان أمراً منكم في حل هذا الشأن سيعطي دفعة أكيدة لعملية الاصلاح وحفظ القانون ، فأهل الشر يتربصون بالمؤمنين لكي يوقعوا بينهم الفتنة ويفسدوا على الناس المحبة والولاء ، وأنا واثق حين يصلكم خطابي هذا وتتدبروا الأمر من كل زواياه ستجدون ان الخير فيه وستعملون على تحرير فتوى في هذا حماية للأمة وإحتراماً لأصحاب المقامات ..