يجري سجال غير منتظم حول الكيفية والماهية التي يجب إسقاط الحكومة بها ، ونحن كدئبنا نحرص على أعطاء الحكومة متسع من الوقت تحقق بعضاً من مشاريعها وهي ليست فرصة النجاة كما يظن البعض ،
ولكنها تعني عندنا أشياء لها مسيس صلة بمستقبل الأمة العراقية ، وهي كذلك ليس تبريراً لواقع الحال الأمني وما يعترض العاملين ولكنه موقف منا ينسجم من وعينا لمعنى الشراكة في العمل السياسي الذي بمقتضاه يجب ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم التاريخية والوطنية فيه ، وليس من الحكمة ان نحمل فرداً أو فئة أو طائفة بعينها كل التجاوزات وكل الأخطاء وهذا يعني موضوعياً إن الخطأ هو من صنع الجميع دون أستثناء أعني جميع من شاركوا في العملية السياسية من احزاب ومنظمات وتيارات .
وكلنا يعلم بان الجريمة المنظمة التي تحصد أرواح المساكين من أبناء الشعب هي من فعل ومن صنع الجميع ، وكلها كانت نتيجة لقلق نفسي وردات لفعل غير مبرره ، فالجريمة هذه يعدها البعض و يعتبرها أداة ضغط على الآخر( والآخر هنا هو الشيعي مقابل السني وبالعكس ) أو هي وسيلة للأبتزاز يستخدمها البعض للنفوذ وكسب المزيد ليس أكثر .
وقديماً قيل : إن من يزرع الشوك يحصد الندامة - مثل جئنا به هنا لوصف حال الشركاء في ديمقراطية العراق ، ولذلك نبهنا في غير مره إلى وجوب التمسك بثوابت الوطن في وحدته القطرية وفي وحدة أبنائه فأن ذلك منا ينطلق من وعينا للمخاطر التي تتهدد الكيان العراقي برمته وهي مخاطر ناتجة عن العبث السياسي الذي يعمد إلى ترويجه ذوي النفوس المريضة فالعراق هذا البلد يوشك أن يموت الموتة الأبدية من خلال ما يفعله بعض النفعيين والوصوليين الذي لا يهمهم من الأمر غير بعض الحقائب الوزارية وكأن العراق هو مغنم يتسابق ذوي الذمم الرخيصة على أبتلاعه وتغيير ملاحم هويته وكيانه ، عبر تسويق وتدافع مصلحي بحت من دون تنبيه إلى حجم الضرر الذي يلحق بالعراق وأهله جراء ذلك كما وأن الشركاء لم يتقدموا خطوة في المساهمة في تقليص حجم المخاطر وكميتها ، فالوطنية لدى البعض منهم غدت سُبه يلام من يدعيها أويتحدث بها وصار الكلام عن الشرف والنزاهة للتندر والسخرية ليس إلاَّ ، وضاع ذلك المواطن البسيط المغلوب على أمره بين فتاوى سمجه وقلة حياء من سياسيين لم يرفعوا عنه واحدة من مظالم الدهر فلا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولازراعة ولاصناعة والموجود الوحيد هو التجييش وتعليم الفرد حرفة كيف تكون قاتلاً ؟! ونما وسط ذلك جيل من رجال دين أباحوا كل محرم وحرموا كل مباح وتطرفوا في وصف قصص التاريخ وحرفوا الحسن منه وتمسكوا بكل ماهو قبيح و مفرق وأنتشر الجهل وصفق له من يريد تجهيل الناس ليسهل الضحك عليهم في كل وقت وآن ، وأنتشر المرض الروحي والبدني والفقر والفاقة والعوز والحاجة فتعرى المجتمع وبانت كل خطآياه ، وهرب من أستطاع حتى غدت بعض دول الجوار ومن تضمر الشر ملاذآت غير آمنه بيع فيه الشرف العراقي رخيصاً وبيعت معه كرامة العراق .
أقول هذا وأنا أجزم بأنه ليس في العالم دولة تحترم نفسها لا تستطيع أن توفر الملاذ الذي يحمي أبنائها من الظلم وعاتيات الزمان ، نعم لقد شجع على كل هذا كل مجرم من العهد البائد وكل أرهابي جاء من خارج الحدود في غزو همجي على كل ماهو جميل وشريف في بلادنا ، وشجع ذلك منظمات واحزاب تنفث شر الطائفية والفرقة وكأن الوضع الجديد سيجعل من الشيعة حكاماً دكتاتوريين !! ، وهب عرب السلفية ومثيري الفتن كي لا يلتقط العراقي الأنفاس فيرى ويشاهد ما فعله بنفسه وبشعبه ، لقد تخلفت الحكومات التي توالت على الحكم بعد زوال حكم صدام في تحقيق أياً من حاجات الشعب الضرورية وكذبوا في أكثر من موقع ومقام وساهموا في تشقق البدن العراقي وأستلابه .
أن ما يتأمله الشعب من الحكام الجدد هو التأكيد على مبادئ الديمقراطية وإشراك الشعب من جديد في حراكهم السياسي ، وليكونوا بحجم المعانات التي يتعرض لها الشعب ويبادروا إلى تقديم أستقالاتهم والتفكير سوياً بما يجب وبما يكون فالتضحية من أجل الشعب هي أضعف الواجبات في وقت وظرف أستثنائيين وليتذكر المنصفون حجم تضحيات الشعب قبل وبعد سقوط النظام .