في البداية نُقدم التهنئة الخالصة لمناسبة فوزكم الصريح والناجز وثقة الشعب الأمريكي العارمة بكم ، جاء ذلك في لحظة تاريخية حاسمة تمر بها الأمة الأمريكية ، لتكون المنقذ والقائد لهذه الأمة بعدما أعترآها الكثير من التصدعات والخيبات ، بفعل تلك العقلية التي تحكمت وبظل أخطاء استراتيجية وتراكمات وعمل غير محسوب قامت به ، وكنا وكان العالم مثلنا يراقب و يترقب تلك اللحظة التي تحقق له الإنتصار والخروج من تلك الكبوة التي جاءت على معظم النظام الدولي العام .
وأسمحوا لنا من خلالكم أن نهنأ الشعب الأمريكي على صبره وصموده وثباته وإستماعه لكلمة الحق التي أزهقت الباطل ، وقد عزز ذلك مواقف وإجراءات من القوى الليبرالية والعلمانية ذات الأهلية والتي بفعلها إعادة الوضع إلى طبيعته وإعادة أمريكا إلى موقعها اللائق ، وإنتشالها من الفوضى والإنقسام والعدم والنزعات العنصرية والتجييش الباطل في الشارع ، وهكذا كانت كلمة الحق هي الفيصل في رسم سياسات المستقبل من أجل بناء عالم جديد .
السيد الرئيس : هناك جملة من الأشياء والقضايا والملفات تنتظر الرؤية والحل ، وهي تحتاج إلى حزم وشجاعة وسرعة ، بعدما عبثت بها اليد المراهقة وخربت على العالم ما كان منتظراً ومعهوداً ، وكان حقاً علينا التذكير ببعضها للتاريخ والأيام والزمن ، ونحن شعب العراق الذي دمرته الحروب والفتن والمواقف الإرتجالية ، أشد الناس ترقباً لما كان سيحصل ، وأشده حلماً في أن تكون ولاياتكم من أجل تنظيم الوضع ومساعدة قوى الحرية فيه ليكون لها الدور الرئيس في بناء العراق الجديد ، وأدخال العراق في منظومة العالم الحر ، وحذف كل ما يعيق أو يحد من حركته ونموه وتقدمه.
ونحن وأنتم شهود على ما يمر به العراق الشعب والدولة ، منذ سنيين من دمار وتفتيت ممنهج ، وهيمنة لثلة من الفاسدين والمنحرفين على شؤونه ومقدرات شعبه ، وقد حان الوقت لكي تعطوه نصيباً من الوقت و الحق لما يستحقه هذا الشعب من نصرة ومؤازرة وعون ، وذلك من أجل أن يستقر ويهدأ ويُعاد بنائه من جديد و رفع المعانات والظيم عن شعبه المظلوم .
السيد الرئيس : أن شعوب ودول الشرق الأوسط غارقة في بحر من الظلمات ، وإليكم عيونها وقلوبها وعقولها ترنوا على أمل ورجاء ، في إن تدعموا عجلة التقدم والتحرر لشعوبها والتأكيد الحصري واللازم في بناء منظومة القيم في العدل والحرية والسلام هناك ، على أسس وقواعد متينة ورصينة ، من خلال صنع السلام الحقيقي بين العرب وإسرائيل وذلك يتطلب منكم جهداً غير مسبوق لتجعلوا منه سمة لعصركم المنتظر .
بعدما أضطربت الموازين والقيم وتحطمت الكثير من الإتفاقيات والعهود والمواثيق ، ان خبرتكم في ادارة الصراع قادرة على إيجاد ما هو مناسب من الحلول لكي ترضي الجميع ، صحيح أن ليس كل ماكان في المرحلة الماضية سيء وممقوت ، بل إن في بعضه ما يمكن التأسيس عليه والبناء والعمل .
السيد الرئيس : إن ثقة الشعب بكم وأنتقال العهدة إليكم سيضاعف من العزيمة والإصرار والإرادة ، والواجب يقتضي حماية ذلك كله من خلال صياغة المواثيق وحمايتها من العبث عند كل دورة ، من خلال ترسيخ مفهوم قوة النظام والقانون وحماية الدستور ، وتلك ستعيد للشعب الأمريكي عنفوانه وحجمه الطبيعي و لمعانه وبريقه .
إننا نؤمن بالتغيير إيماننا بالوحدة ، ولهذا نؤيدكم في مسعاكم ونواياكم الطيبة التي نعرفها عنكم عن قرب و ما نعلمه عنكم ، وهذا يزيدنا عزماً وإصراراً على أنكم ستأخذون ما قلناه على محمل الجد وستعملون مع أصدقاء لكم في الشرق ، في تسوية الخلافات وردم الهوة وتقريب وجهات النظر ، بعزيمة غير مسبوقة لما يتطلبه ذلك وما ترجوه منا شعوبنا وأهالينا .
السيد الرئيس : أملنا يزداد في أن مساعي بناء العالم الجديد التي أسسها قياديوا الديمقراطية في العالم ، ستجد لها نصيباً وافراً من أهتمامكم وشغلكم ، وسيكون لنا ولبعض المحبين جهداً في صناعة العالم الجديد .
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم
أخوكم
آية الله الشيخ إياد الركابي
08 - 11 - 2020