على العشاء مع اصدقاء في لندن الليلة قبل الماضية، انتقل الحديث الى الاحتباس الحراري وما اذا كان هناك ما يجري فعلا من أجل تغيير الاتجاه. وعبر احد الضيوف،
وهو سامح الشحات، مصمم الأثاث، عن الازدراء للبرامج التي تمكن الناس من التخلص من انبعاثات الكربون الفائضة عبر تمويل مشاريع الحفاظ على البيئة في اماكن اخرى. وتساءل «من الذي يدقق ان ذلك يجري فعلا؟» وما هو حجم النتائج المتحققة جراء ذلك؟ ولكنه اشار بعدئذ الى فكرة بارعة: اذا ما كان الناس يريدون حقا أن يخصصوا أموالا من أجل زراعة اشجار أو تمويل مشروع طاقة يحافظ على البيئة، فلماذا لا يتخلصون من آثامهم الفعلية وليس فقط الزيادة المفرطة في الكربون؟ وبدأنا اللعب على هذه الفكرة: تخيل انك قادر على التخلص من الوصايا العشر بأسرها. كلا، فكر بها فعلا. تخيل لو ان هناك موقعا على الانترنت يمكن أن اسميه GreenSinai.com حيث في كل مرة تعتقد أنك انتهكت واحدة من الوصايا العشر أو أردت انتهاك واحدة منها ولكن لا تريد أن تشعر بالذنب جراء ذلك، يمكنك أن تشتري اعتمادات كربون للتخلص من آثامك. وشعار حزب المحافظين في بريطانيا اليوم هو «صوت للأزرق واختر الأخضر». ويمكن أن يكون شعار موقع الانترنت المقترح «عش بسوء واختر الأخضر». فذلك يمكن أن يوفر بعض المداخيل. واليكم الطريقة التي يمكن أن يعمل بها: في أحد الأيام أنت في الفناء الخلفي تسوي أعشاب المرج، وفجأة رغبت في زوجة جارك، وهو ما يمكن أن يحصل. وهو ما يعتبر من الوصايا العشر. ما عليك الا الذهاب الى موقع GreenSinai.com وشراء 100 شجرة في الأمازون أو تمويل مشروع للحصول على الميثان من روث البقر في الهند، وهكذا تكون متحررا من الإثم. ومن الواضح أنه يمكن أن يكون هناك مقياس تنازلي، بحيث ان إثما معينا اصغر قد يكلفك قليلا من سخانات المياه الشمسية لقرية صينية، بينما يكلف إثم آخر كبير مثل شهادة الزور او السرقة مشروعا لسكر الانثانول في لويزيانا. في تقديري اننا يمكن أن نحقق عالما حياديا من ناحية الكربون عام 2020، اذا ما حددنا نظاما للناس للتعويض عن آثامهم عبر تحويل ازالة الأشجار في غابات الأمطار الاستوائية أو تمويل أنظمة الرياح أو الطاقة الشمسية في الصين والهند. حسنا، أنا اطرح قضية التعويض عن الكربون لأنه عرض مرضي لمشكلة أكبر نواجهها، متمثلة بالتغيرات المناخية: فكل شخص يريد أن يحدث ذلك لكن من دون آلام أو تضحيات. فعائلتي اشترت تعويضات ومن أجل توجيه المصادر صوب تكنولوجيا نظيفة قد يمكن تمويلها وذلك يحركنا بسرعة في مجال الابتكار. قال ساندل مؤلف كتاب «القضية ضد الكمال»: «إذا كان كل شخص يقود عربة هامر ويشتري تعويضات للكربون لتنقية ضميره فإن ذلك سيكون أفضل من لا شيء». يشير الناس غالبا إلى الضجيج الحالي حول المناخ بأنه «ثورة خضراء» لكن مفهوم الثورة يعني كسرا جوهريا لعادات الماضي والسياسات السابقة، مع ذلك فحينما تقترح فرض ضريبة على انبعاث الكربون أو على بنزين السيارات أو إجراءات مماثلة يأتي الجواب من الكونغرس: مستحيل، أنت لا تستطيع أن تستخدم مفردة الضرائب. ثورة من دون تضحيات حيث الجميع يكونون فيها رابحين؟ ليس هناك شيء كهذا. كتبت كاثرين اليسون على موقع Salon.com أشياء طريفة عن الموضوع. ففي واحدة من كتاباتها اقتبست من ستيفن شنايدر عالم المناخ من جامعة ستانفورد: « العمل الطوعي غير مجد. إنه حول فعالية حدود سرعة العمل الطوعي. بلا شرطة أو قضاة ستكون هناك مذابح في الطرق ولن تكون هناك ضوابط أو غرامات. غازات الغلاف الجوي. نحن سنقوم بمضاعفة ثاني أكسيد الكربون ثلاثة أضعاف في الجو من دون وضع سياسة ما. أنا لا أؤمن بالعمل الطوعي المبني على التعويض عما تفرزه من كربون. نحن سنفشل في مواجهة التغييرات المناخية إذا لم نفعل سوى هذا الشيء». * خدمة «نيويورك تايمز»