صادر عن : الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي
العدل - الحرية - السلام
أيها الشعب العراقي : نخاطبكم في هذه اللحظة التاريخية من حياة أمتنا العراقية ،
فنحن وأنتم شهود على مايجري في العراق من فضائع وأنتهاكات تهدد كيان العراق وهويته الوطنية وأنتمائه ووجوده ، بعدما وصل الحال به إلى ماوصل من تمزق وتناحر طائفي ومناطقي وعشائري ، وبعدما فقدت السلطة السياسية فيه الكثير من حسها الوطني وعلاقتها بالمواطن من خلال ما قامت به وتقوم من أفشال للمشروع الوطني والمصالحة والتعايش وبناء الوطن وأعتمادها المباشر على الغير متناسية حقوق المواطن الذي طحنته بالشعارات البراقه ، كما إن بعض الكيانات والقوى الراديكالية عمدت من جانبها على إجهاض المشروع النهضوي الذي كان أمل العراقيين في التحرر من التبعية والإقطاع الحزبي الطائفي والشوفيني ، لقد كان العراقيين مقبلين على حركة تطور كبير في بناء مجتمع التقدم والرفاهيه والديمقراطية لولا هذه القوى التي سخرت عملية التحرير لمصلحتها مستفيدة من غياب الوعي والإرادة لدى الأمريكان .
ولقد كنا نحن في الحزب الليبرالي ننبه منذ البدء إلى مخاطر العمل السياسي هذا ووفق الأجندات الطائفية والقومية الشوفينية ، التي كان لها كبير أثر في تدمير الروح العراقية والكرامة والعزة ، كما إن إصرار القوى الحاكمة على مشاريعها الطائفية وعقليتها الأنفصالية جعل من هذه الجماعات خطراً يتهدد الكيان العراقي ومستقبله .
أيها الشعب العراقي : أننا نحيطكم علماً بأن التقسيم على الأبواب ولعل دخول الأمم المتحدة على الخط من جديد هو لتأكيد هذه الحقيقة وتوثيقها أممياً ، كما إنه من واجبنا الأخلاقي والوطني وضعكم في صورة الصراع المستقبلي و حجم الكارثة التي ستحل بالعراق وبشعبه المغلوب في الأيام المقبلات ، نخاطبك أيها الشعب المنكوب بأسم من تبقى من العراق أن لا تسمحوا للعابثين والمتطرفين وأهل الهوى من رسم مستقبلكم بعيداً عنكم وأن تخرجوا للساحة وتعلنوا عصياناً مدنياً تحددوا فيه مطالبكم في الحرية والعدل والسلام والأستقلال ، وندعوكم ان لا تسمحوا للمنافقين بأستغلالكم مرة أخرى وأستدراجكم لحرب محلية يُعد لها بعناية ..
لقد كنا جميعاً نمني النفس ببناء عراق ليبرالي ديمقراطي خالي من الظلم والأستبداد والتبعية ، لكن هذا الأمل حرقته إيران وجماعات الإرهاب والدول التي لاتريد للعراق الأمن والأستقرار ، لقد جاهدت أيها الشعب من أجل خلق المناخ الذي يُمكنك من بناء وطنك على أساس المواطنة والشراكة في العمل السياسي والإجتماعي والإقتصادي وكذا التساوي في الحقوق والواجبات من دون تمييز أو تفاوت ، وكنا معاً على الدوام ننبه إلى مخاطر العمل السياسي الأحادي الذي يستأثر بالقرار وبالسلطة معتبرين العراق للجميع فلاغالب ولامغلوب ، وهذا يلزمه طوي سجل مراحل التخلف والتبعيض التي كانت متبعة أيام النظام البائد .
أن شعبنا يدرك اليوم كم كان واهماً حين صوت ببراءة إلى أناس لم يكن همهم سوى السلطة على أي نحو وعلى أي شكل ، ولقد حذرنا نحن في الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي من سوء أستغلال القيادات الدينية والأحزاب الدينية للعواطف المذهبية والطائفية وقلنا إن ذلك خطر كبير على مستقبل الأجيال والبناء ، ودعونا كليبراليين إلى فك الأرتباط بين الدين والسياسة لما في ذلك من حماية وتحصين لقيم الدين الأخلاقية من أن تكون لعبة بيد السياسيين ، وحرصاً منا كذلك على بناء المجتمع المدني القائم على فصل السلطات وإحترام القانون والدستور ، فالدمج بين الدين والسياسة يفرض بالقوة نوعاً من الأختلاف والتطرف والرفض كما هو حاصل بالفعل اليوم .
لقد تردى الوضع الأمني كثيراً وساءت أحوال المواطن المعيشية وزاد الفقر وتردت الخدمات في مجال الكهرباء والماء والصحة والمواصلات وزادت معانات الفقراء فلاضمان إجتماعي أوصحي ، وفي المقابل أنتشرت الفوضى في كل ناحية وأنتشر الفساد والرشوة والمحسوبية والمحاصصة في كل شؤون ودوائر الدولة ، لقد تردى حال العراقيين وزاد الأنفصال بينهم وعمد على مسخ ماتبقى من شيم العراقيين التي كانت مضرباً للأمثال يتباهى فيها العراقي على غيره من الناس .
ومن أجل إنصاف الحقيقة فأننا نطالب بتغيير عناصر اللعبة السياسية وتغيير الدستور ووضع قواعد للعمل السياسي بعيدة عن منطق الأستئثار والمحاصصة الذي دمر العراق ووضعه على هذا الشكل من الأنهيار ، كما إنه يجب العودة للشعب من جديد وإلغاء العملية السياسية في شكلها الحالي وحل البرلمان الذي لا يحل ولا يربط غير كونه مطية ولعبة بيد البعض من القوى المسلحة والمليشيات ، يجب ان نعترف بأن هذه القوى التي تمسك بزمام الحكم هي نفسها التي عملت على تشقق الجسد العراقي حين أمنت ودعمت وهللت لمشروع المحاصصة وهي نفسها التي تعجل بتفتيت العراق وإنهياره .
الدائرة السياسية والإعلام المركزي
21 - 08 -07