منع المدنيين من مغادرة حلب والمسلحون لم يتجاوبوا مع الهدنة
«قوات عربية» تستعد لقيادة عملية عزل الرقة من داعش الى جانب قوات سوريا الديموقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية بعد كشف التحالف الدولي عن وجود قوات كافية حوالى 40 الف مقاتل لحصار الرقة شمال سوريا تمهيدا لاستعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر عليها منذ عام 2014. وكشف المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد جون دوريان ان المحادثات مستمرة بين واشنطن وشركائها في التحالف لاتخاذ قرار بشأن من سيدخل الرقة ويسيطر عليها بعد الانتهاء من عملية عزلها.
اما في حلب، فلم تلتزم المعارضة السورية الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها موسكو، اذ اصيب عسكريون روسيون تابعون لمركز التنسيق الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا، بجروح في عملية قصف من قبل مسلحين استهدفت معبر الكاستيلو الإنساني كما اكدت المعارضة بدء المرحلة الثانية من «ملحمة حلب الكبرى» لفك الحصار عن المدينة. اضف الى ذلك، منعت المعارضة المدنيين من الخروج من الاحياء الشرقية لمدينة حلب وفقا لمصادر عسكرية في حين رفضت الامم المتحدة إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعاً معربة عن قلقها من إرغام المدنيين على مغادرة المدينة. كما اشارت المنظمة الى عدم قدرتها على ارسال مساعدات إلى المناطق الشرقية المحاصرة بالمدينة على اساس انه ليس لديها الضمانات الأمنية الضرورية. اما الجدير بالذكر فهو انه لم يسجل خروج أي مدنيين أو مقاتلين من المعارضة من الجزء الشرقي لمدينة حلب بعد مضي ساعات على بدء سريان الهدنة وفقا لمصادر عسكرية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اعلنت بدء تنفيذ الهدنة (امس) عبر قيام مركز حميميم لتنسيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا بتنظيم 6 ممرات إنسانية مخصصة لخروج المدنيين. والى جانب تأمين الممرات لخروج المدنيين اعدت وزارة الدفاع الروسية ايضا ممرين مخصصين لخروج المسلحين بأسلحتهم حيث ستنسحب وحدات الجيش السوري مع معداتها من هذين الممرين، أحدهما يؤدي إلى الحدود مع تركيا والثاني إلى مدينة إدلب. ويشار الى ان وزارة الدفاع الروسية قامت بالبث المباشر في الممرين المخصصين للمسلحين على موقعها الالكتروني عن طريق استخدام كاميرات تصوير مركبة على متن طائرات من دون طيار تحلق فوق طريق كاستيلو.
من جهته، دعا الجيش السوري في بيان له المدنيين والمسلحين الى مغادرة مدينة حلب عبر الممرات المخصصة لهم وجاء في البيان :» بعد أن قامت قواتنا بصد ناجح لكل محاولات جماعات مسلحة لاختراق الحصار المفروض على أحياء حلب الشرقية، وتفاديا لسفك الدماء، اتخذت قيادة القوات المسلحة السورية قرارا بتنظيم هدنة إنسانية أخرى، بغية خروج المدنيين والمسلحين بأسلحتهم عن طريق ممرات تم فتحها في وقت سابق».
في المقابل كانت المعارضة السورية المسلحة قد اعلنت رفضها طلب روسيا مغادرة مدينة حلب، وقال قادة في المعارضة إنهم لن يخرجوا منها ولن يستسلموا، معبرين عن عدم ثقتهم بروسيا ولا بالنظام السوري.
بدوره، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة أسعد الزعبي إن حديث روسيا عن الهدنة هو «خدعة» لارتكاب المزيد من المجازر وتحقيق مكاسب عسكرية عجزت عن تحقيقها في المعارك.
ـ المعارضة لم تتمكن من فك الحصار عن حلب ـ
ميدانيا وضمن «المرحلة الثانية» من معركة فك الحصار والتي تتضمن أحياء حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة، بدأت المعارضة هجومها بتفجير ثلاث سيارات مفخخة مما خلّف العديد من القتلى والجرحى، ثم دارت معارك عنيفة داخل الاحياء. وقالت مصادر بالمعارضة إنها دمرت قاعدة صواريخ في الأكاديمية العسكرية، وشنت هجمات على مدفعية الزهراء وجبل عزان، وقتلت ضابطا إيرانيا وعددا من الجنود. وعليه، استطاعت المعارضة تحقيق بعض المكاسب العسكرية غير انها لم تتمكن من فك الحصار حتى هذا التاريخ.
وفي ريف دمشق الغربي حققت وحدات الجيش والقوات المسلحة تقدما جديدا في حربها ضد تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على محور منطقة خان الشيح. وكان الجيش قد وسع نطاق سيطرته شمال مزارع خان الشيح وفرض سيطرته على منطقة جامع التقي ومحيطه بعد القضاء على عدد من الارهابيين وتدمير أسلحتهم.
وتقدمت وحدات من الجيش في شمال تل بزام واحبطت محاولات تسلل لمسلحين إلى عدد من النقاط بريف حماة الشمالي كما انتهت الاشتباكات بالسيطرة على الضهرة العالية وعدد من النقاط شمال غرب تل بزام.
وفي ريف حماة ايضا، دمرت وحدات من الجيش بضربات من سلاحي الجو والمدفعية آليات وأسلحة وتحصينات لإرهابيي ما يسمى (جيش الفتح) وقضت على العديد منهم في طيبة الامام والبويضة وتل المنطار ووادى البشائر وتبارة الديبة وتل حوير والمصاصنة والزلاقيات وحصرايا واللطامنة وكفر زيتا ومورك ولطمين ومعركبة وشمال معان وعطشان وقليب الثور.
وفي ريف حمص الشرقي، تمكن الجيش من احباط هجوم ارهابي من تنظيم داعش باتجاه مداجن جب الجراح الى جانب تدمير مواقع وآليات لجبهة النصرة في الريف الشمالي لحمص.
اما في ريف القنيطرة فقد وجهت وحدات من الجيش والقوات المسلحة ضربات مدفعية على تجمعات لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في قرية طرنجة وموقع النقار الغربي شمال غرب ضهرة الكسار .
وفي درعا ضرب الجيش السوري مواقع للارهابيين في بلدة جلين الواقعة على بعد نحو 25 كم شمال غرب مدينة درعا.
ـ نشاط ديبلوماسي لإيجاد حل للنزاع السوري ـ
وفي النطاق الديبلوماسي والجهود الرامية لوقف النزاع، دعا المبعوث الصيني إلى سوريا شي شياو يان كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية إلى التخلي عن طموحاتهما الجيوسياسية في سوريا، من أجل تسوية الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات مشيرا الى أنه من غير الممكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة روسيا والولايات المتحدة، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود واستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية. كما شدد المبعوث الصيني على ان مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري.
كشف عضو بوفد الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية بعد لقاء مسؤولين ألمان رفيعي المستوي بوزارة الخارجية ودائرة المستشارية أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل تعتزم رعاية اجتماع أوروبي يعقد في 18 كانون الثاني الجاري ببرلين لتنسيق المواقف تجاه الأزمة السورية والدور الروسي فيها.
وتوقع جورج صبرا القيادي بائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن يتعدى التمثيل الأوروبي بهذا الاجتماع وزراء الخارجية إلى مستوى أعلى مشيرا الى إن ألمانيا ستسعى من خلال استضافتها هذا اللقاء للقيام بدور فاعل لتوحيد المواقف الأوروبية تجاه الأزمة السورية، ولتجاوز بعض تبايناتها بخاصة في ما يتعلق بمسألة العقوبات على روسيا، ومواجهة دور الأخيرة وإيران بالساحة السورية.
وفي سياق متصل، تسلم أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار خطته نيوزيلندا وإسبانيا ومصر حول سوريا، ويتعامل مع مسألة وقف إطلاق النار في حلب،
ـ مدفيديف:لا يجب المس بمصير الاسد ـ
الى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، أن الحوار السياسي بين طرفي النزاع في سوريا يجب ألا يمس بمصير رئيسها بشار الأسد قائلا: «هذه القضية لا صلة لها بمصير زعماء معينين وبخاصة مصير الرئيس الحالي بشار الأسد، مع أنه رئيس شرعي على رأس عمله ويجب أن يشارك في هذه العملية.» وكان قد اصر على ان مستقبل سوريا يجب ان يكون قابلا للتنبؤ كما شدد على عدم السماح بتفكك هذه الدولة إلى «كيانات إرهابية».
الديار