اتفقت روسيا مع تركيا على برنامج جديد يختلف مع البرنامج الأميركي بشأن سوريا، وأول نقطة اتفق عليها المسؤولون الروس والمسؤولون الاتراك هو منع قيام دولة كردية تمتد من كردستان الى البحر، ووضعت تركيا شرطا هو ان تنسحب قوات البشمركة من مدينة منبج الملاصقة للحدود التركية والتي يمكن ان تصل ببلدة تل ابيض ومن بعدها تمتد نزولا باتجاه البحر وهكذا تصبح كردستان لها ممر على البحر وهو امر لا تقبل به تركيا بأي شكل من الاشكال، لانه ستصبح هناك دولة كردية تهدد تركيا بوجودها نظرا لان 11 مليون كردي سيصبحون يستعملون الطريق البحري من كردستان الى الشاطئ المتوسط.
كذلك اتفقت روسيا مع ايران على الاتفاق التركي - الروسي لان ايران هي ضد اميركا في سياستها في سوريا، وايران حليفة للقوات السورية والنظام السوري ضد اميركا في سوريا. وبالتالي، نشأ اتفاق هام جدا وهو ان تقوم الطائرات الروسية بالتواجد والتمركز في قاعدة همدان على الحدود الإيرانية باتجاه سوريا كي تبدأ الطائرات الروسية بقصف داعش في سوريا، وارسلت روسيا 30 طائرة حربية من طراز سوخوي 35، الى قاعدة همدان كدفعة أولى لبدء ضرب داعش في سوريا، ولمنع القوات الأميركية مع قوات البشمركة من التوجه من مدينة منبج الى الرقة حيث مركز داعش وقيادتها هناك.
وهكذا نشأ حلف تركي - روسي - إيراني ضد السياسة الأميركية، فأميركا دعمت الاكراد دعماً كبيرا وقامت بتسليحهم وقامت بتدريبهم إضافة الى حشد حوالى 20 الف كردي مع تدريبهم واسلحتهم الصاروخية واعطائهم 100 دبابة للقتال ضد داعش وضد قوات النصرة وللسيطرة على منطقة منبج وعلى الشريط الحدودي السوري - التركي.
وزير خارجية تركيا صرّح بأن الولايات المتحدة وعدت تركيا بأن القوات الكردية ستنسحب من منبج فور انتهاء السيطرة عليها، وطالبها علناً بتنفيذ التزامها بالانسحاب من منبج من قبل قوات البشمركة التركية وقال اذا لم تنفذ اميركا التزامها بالانسحاب من مدينة منبج فيعني ذلك ان تركيا قد يهتز وضعها في الناتو ولن تكون الى جانب الولايات المتحدة في حلف الناتو او الحلف الاطلسي وبالتالي ستذهب تركيا باتجاه روسيا اكثر واكثر .
اما العنصر الهام فهو دخول ايران على الخط وتسليمها قاعدة همدان لروسيا كي تبدأ بقصف داعش. وتركيا دولة كبرى في الإقليم لديها جيش بري قوي ولديها طائرات قوية وصواريخ والدولة الثانية القوية مثل تركيا واكثر هي دولة ايران وهكذا نشأ حلف تركي - إيراني - روسيا في سوريا يجابه الحلف الأميركي مع الاكراد. وسيقاتل بمنع انشاء دولة كردية وهددت تركيا بدخول قواتها الى سوريا وإقامة منطقة آمنة هناك، اذا لم تنفذ اميركا سياستها بالانسحاب من مدينة منبج وتتوقف عن دعم قوات البشمركة بالسلاح والتدريب والدبابات وبالتالي هنالك مشكلة كبرى ستنشأ بين تركيا وأميركا إضافة الى ان تركيا تطالب بتسليم غولن الذي تعتبره هو وراء الانقلاب الذي نشأ في تركيا ولديها مستندات خطية بأن غولن هو وراء الانقلاب الذي نشأ في تركيا وتسبب بقتل 250 تركيا، وجرح 1300 تركي إضافة الى انه تسبب بأزمة كبرى في تركيا وقام بهز الوضع كله، نتيجة حصول الانقلاب، الا ان اميركا لا تعترف بذلك مع ان تركيا شحنت 85 صندوقاً تحتوي على وثائق ضد غولن وتؤكد فيها انه اشترك في الانقلاب وخطط له. لكن واشنطن لا تعترف بذلك وتقول ان الرجل موجود في الولايات المتحدة منذ 17 سنة وهو تحت المراقبة ولم يقم بانقلاب في تركيا وليس لديه القدرة على ذلك وبالتالي فهي مبدئيا وحتى الان لن تسلمه الى تركيا، وهذا سيخلق مشكلة كبرى بين الولايات المتحدة وتركيا لكن المشكلة الكبرى ليست مسألة غولن المشكلة الكبرى هي انسحاب الاكراد من مدينة منبج ومن تل ابيض ومن المنطقة التي تتجه الى محافظة الرقة، لان تركيا لا تريد ان يقوم الاكراد باحتلال الرقة وعندها تصبح القوات الكردية تسيطر على نهر الفرات وتسيطر على مدينة منبج وتفتح طريقا باتجاه البحر. وهذا امر يشكل خطاً احمر لتركيا التي قد تستعمل أسلحتها وجيشها لضرب القوات الكردية في تلك المنطقة حتى لو اعترضت الولايات المتحدة على الامر والولايات المتحدة الان مشغولة بالانتخابات الرئاسية وهي ليست في وضع جاهز للتدخل عسكريا ضد تركيا اذا تدخلت تركيا عسكريا وضربت قواتها البشمركة الكردية.
ثم ان تمركز الطائرات الروسية في قاعدة همدان الإيرانية يشكل اول حلف أساسي بين ايران وروسيا عسكريا وحتى الان روسيا لم ترسل قوات عسكرية الى ايران رغم العلاقات الممتازة بين روسيا وايران، لكنها خطوة هامة جدا وهي رسالة الى اميركا بأن روسيا أصبحت في ايران وان القوات الأميركية او أي قوات أخرى لن تستطيع الدخول الى ايران طالما ان روسيا قررت التمركز في ايران في قاعدة همدان وقررت لاحقا ارسال صواريخ اس 300 واس 400 كما فعلت في سوريا الى ايران، وعندما تتمركز هذه الصواريخ في ايران فيعني ذلك ان ايران أصبحت محميّة بريا وجويا وفي دفاع جوي كبير جداً حيث ان صواريخ اس 400 قادرة على اسقاط أي طائرة أميركية بانتظار ان ترسل الولايات المتحدة طائرات اف 22 التي لا يلتقطها الرادار الى المنطقة، لكن الدول التي ستستقبل طائرات الـ اف 22 ستكون في حرب مع ايران وتركيا، ويعني ذلك ان اية دولة في الخليج وفي المنطقة لن تقبل باستقبال طائرات اف 22 التي ستصبح جاهزة للعمل سنة 2020، ومن الان وحتى 4 سنوات تكون روسيا قد نفذت مخططها في سوريا والمخطط واضح، وهذا المخطط هو بقاء الرئيس بشار الأسد رئيسا لجمهورية سوريا، مع تعديل في الدستور يعطي المعارضة صلاحيات وستضغط روسيا على الرئيس بشار الأسد كي تحصل التعديلات الدستورية لتكون المعارضة مشاركة في الحكم، كذلك روسيا تريد اكثر من 8 وزراء من المعارضة يشتركون في الحكومة مع الرئيس بشار الأسد كي لا يكون وحده في الحكم ويتغير النظام الرئاسي في سوريا ويصبح الى حد ما ديموقراطي وعندها يبدأ الحل الحقيقي في سوريا، وتكون روسيا وتركيا خاصة، تركيا قد وافقت على بقاء الرئيس بشار الأسد مقابل مشاركة المعارضة في الحكم والبدء بتنفيذ الديموقراطية في سوريا بالاتفاق مع روسيا وايران.
وهذه الخطوة سترضي دول الخليج، خاصة السعودية التي عندها ستنفتح على روسيا وترضى بالحل في شأن سوريا.
عن الديار