تركيا لن تتدخل عسكرياً في سوريا
واصل الجيش السوري وحلفاؤه قضم المزيد من مناطق المسلحين في ارياف حلب واللاذقية. وسيطروا امس على طريق حلب - الرقة وما تبقى من قرى محدودة في ريف اللاذقية. واشارت معلومات الى ان القيادة السورية قد تعلن تحرير ريف اللاذقية بالكامل من المسلحين وانه اصبح آمنا، فيما الاليات السورية الموجودة في ريف اللاذقية تنتظر الاوامر للتقدم الى جسر الشغور في محافظة ادلب، ويبعد جسر الشغور عن ريف اللاذقية 12 كلم فقط، حتى ان جسر الشغور بات تحت السيطرة النارية للجيش السوري وحلفائه.
وبسط الجيش السوري امس سيطرته على المحطة الحرارية بأكملها في ريف حلب الشرقي.
وأفيد ان مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي انسحبوا من المحطة الحرارية بعد إحكام الجيش السوري سيطرته على المحور الجنوبي والشرقي والغربي لها في ظل استهداف دقيق من قبل الجيش لنقاط وجود عناصر التنظيم.
هذا وأكدت مصادر عسكرية تراجع التنظيم وانسحابه من 25 قرية بريف مدينة السفيرة الشمالي شرق حلب، ومنها قرى بلاط وصوامع بلاط وكبارة وريان وغيرها. وأشارت المصادر إلى أن تقدم وحدات الجيش السوري وتأمين هذه القرى ومحيطها يجعل وصول الجيش إلى مدينة الباب الاستراتيجية أمرا سهلا، في ظل تأمين الخطوط الخلفية وفتح طرق تعزيز القوات العسكرية المدعومة من قبل الطيران الحربي السوري وكذلك الروسي.
ـ المعارضة السورية توافق على هدنة مشروطة ـ
اما على صعيد المفاوضات السياسية، فقد اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية عن موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري.
واكد المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان «ان الفصائل ابدت موافقة اولية على امكانية التوصل الى اتفاق هدنة على ان يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات اممية بحمل روسيا وايران والميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال». وتضم الهيئة ممثلين عن المعارضة والفصائل المقاتلة.
وتأتي موافقة الفصائل، بحسب البيان «ضمن رغبتها الاكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري». واشار البيان الى انه «لن يتم تنفيذ الهدنة الا اذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الاطراف في ان واحد، وتم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتامين وصول المساعدات الانسانية لمن هم في حاجة اليها واطلاق سراح المعتقلين وخاصة من النساء والاطفال».
ويأتي تصريح حجاب اثر اجتماع عقده مع ممثلي الفصائل المقاتلة التي تشهد تقهقرا متزايدا امام تقدم الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي وبخاصة في محافظة حلب (شمال).
ـ وتركيا لن تتدخل عسكرياً ـ
أكد المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة يشار خالد جَويك أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا إلا في إطار عمل جماعي عبر مجلس الأمن أو التحالف الدولي الذي تعد تركيا جزءا منه.
وقال في تصريحات للصحافيين في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن «أنقرة تفضل حلا سياسيا للأزمة في سوريا»، مذكرا أن «تركيا جزء من التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم (داعش)».
في المقابل، اخفق مجلس الامن في الوصول الى اجماع حول قرار روسي بحماية السيادة السورية.
فقد أعرب دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي عن أسف روسيا لفشل مجلس الأمن الدولي في الإجماع على مشروع القرار الذي تقدمت به موسكو لحماية السيادة السورية.
وأكد بيسكوف أن سياسة روسيا شفافة وتهدف إلى ضمان الاستقرار ومحاربة الإرهاب، وشدد على أن «روسيا تعتبر القصف المدفعي التركي للأراضي السورية عبر الحدود عملا مرفوضا».
وفي صدد ما خلصت إليه اجتماعات مجلس الأمن حول سوريا، صرح المندوب الفنزويلي رفائيل راميريس الذي تترأس بلاده المجلس بأن أعضاء المجلس علقوا الجلسة حتى الاثنين المقبل. وقال: «كل بلد عبر عن موقفه، ولدينا وقت حتى الاثنين لمعرفة ردود الأفعال على المشروع الذي ناقشناه مطولا دون التوصل إلى اتفاق».
ويفيد دبلوماسيون بأن المشروع واجه معارضة 6 بلدان هي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وأوكرانيا ونيوزيلاندا وإسبانيا، فيما أعلن ممثلا الولايات المتحدة وفرنسا قبل الجلسة أن لا مستقبل للوثيقة الروسية.
ويطالب مشروع القرار الروسي جميع الدول بوقف قصف سوريا عبر الحدود، وباحترام السيادة السورية و»التراجع عن محاولات وخطط «التوغل العسكري البري الأجنبي في الأراضي السورية».
وتأتي مبادرة المشروع الروسي ردا على ممارسات تركيا التي ما انفكت في الآونة الأخيرة تقصف مواقع الأكراد في سوريا.
ـ بوتين: قواتنا تدافع عن مصالح روسيا ـ
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الإرهابيين في سوريا يصفون روسيا صراحة بالعدو ولا يخفون خططهم التوسعية، مؤكدا أن القوات الروسية تدافع في سوريا عن مصالح روسيا الوطنية.
وأضاف بوتين في الاحتفال الذي أقامه الكرملين بمناسبة يوم حماة الوطن أن «قواتنا المسلحة تدافع في سوريا عن مصالح روسيا الوطنية وتساعد في حماية المدنيين هناك من الإرهاب».
واعتبر أن «المهارة الحربية لعسكريينا تزيد تحسنا الآن وبفضل العملية العسكرية بسوريا. فبقتالهم في هذا البلد الشرق أوسطي يحمي جنودنا وضباطنا مصالح الاتحاد الروسي، ويقضون على المسلحين، الذي يسمون وطننا مباشرة عدوا ولا يخفون خططهم التوسعية، بما فيه على الأراضي الروسية ورابطة الدول المستقلة».
ـ كيري ولافروف ـ
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي الوضع في سوريا ومن ضمنه التحركات التركية الاستفزازية في سوريا.
وقال بيان صدر عن الخارجية الروسية إن لافروف أكد لكيري أن التحركات التركية الاستفزازية في سوريا تنتهك وحدة أراضي هذا البلد.
ـ كيري واردوغان ـ
كما بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وأبدى أوباما قلقه بشأن التقدم الذي حققته الحكومة السورية في شمال غرب البلاد في الآونة الأخيرة ودعا إلى وقف الأعمال التي تزيد من التوترات مع تركيا ومع قوات المعارضة المعتدلة في شمال سوريا. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما شدد لإردوغان على ضرورة
عدم محاولة وحدات حماية الشعب الكردية استغلال الأوضاع في سوريا للسيطرة على مزيد من الأراضي.
ودعا أيضا تركيا إلى «إظهار ضبط نفس متبادل» من خلال وقف الهجمات المدفعية في المنطقة.
عن الديار