انقرة تنفي التوغل العسكري وموسكو تتابع الخطة السعودية
واصل الجيش العربي السوري وحلفاؤه بغطاء جوي روسي مكثف التقدم في ريف حلب الشمالي وتوسيع دائرة الأمان حول بلدتي نبل والزهراء من خلال السيطرة على ماير ورتيان والعديد من المزارع وسط قصف مدفعي وجوي كثيف، فيما سيطر الجيش السوري على بلدة عثمان بريف درعا الشمالي، علما انه كان قد سيطر بشكل تام على ريف اللاذقية الشمالي، كما حقق تقدماً في ارياف دمشق وحمص. وذكر ان الجيش السوري وجه انذاراً لمسلحي ارياف حمص بترتيب اوضاعهم واجراء مصالحات خلال اسبوع والا تعرضوا لعملية من الجيش السوري.
التقدم السريع للجيش السوري وتحديداً في ريف حلب الشمالي ووصوله على بعد كيلومترات من الحدود السورية - التركية وقطع طرقات المساعدات للمسلحين من تركيا الى حلب، كانت موضع اتصالات عالمية، وطغى الميدان السوري على جنيف، فيما نفت تركيا امس التحضير لتوغل بري في سوريا عبر جرابلس، ووصف مسؤول كبير في الحكومة التركية التصريحات الروسية في هذا الشأن بأنها نوع من الدعابة.
ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله: «ليس لدى تركيا خطط أو أفكار عن بدء حملة عسكرية أو توغل بري في سوريا».
وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف رويترز عن هويته، أن «تركيا جزء من تحالف وتعمل مع حلفائها وستواصل ذلك. وكما قلنا مرارا فإن تركيا لن تتصرف بشكل منفرد».
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قد صرح بأن بلاده لديها أسباب قوية للشك في أن تركيا تعد لتوغل بري في سوريا.
واتهم المسؤول التركي موسكو بتكثيف حملتها العسكرية في سوريا يوميا بدلا من إيجاد حل للأزمة.
ـ الكرملين: نتابع خطة السعودية حول عملية برية ـ
الى ذلك، أعلن الكرملين أن موسكو تتابع باهتمام خطة السعودية حول إجراء عملية برية في سوريا، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد لقاء مع ملك البحرين الاثنين المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن الجانب الروسي لم يتبن حتى الآن أي موقف بشأن إعلان الرياض استعدادها لإجراء عملية برية في سوريا، مشيرا إلى أن الكرملين لا يملك حاليا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة بالفعل.
من جهة أخرى قال بيسكوف إن الرئيس الروسي لم يجر مؤخرا أي اتصالات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مضيفا أنه من غير المتوقع إجراء مثل هذه الاتصالات قريبا.
فيما سألت الناطقة الاعلامية باسم وزارة الخارجية الروسية «هل انتهت السعودية من الحرب في اليمن وحسمت الامور لكي تتدخل في سوريا؟».
وكان الناطق باسم قوات التحالف العربي العميد السوري احمد عسيري كشف عن استعداد السعودية للقيام بعمل بري في سوريا بالتعاون مع الحلفاء، لكن تسريبات اعلامية اكدت لاحقا ان عسيري يقصد الدخول بعملية برية ضد «داعش».
ـ المعارضة السورية: ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل ـ
وقال قائد مجموعة من المعارضة السورية المسلحة إن القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها تحاصر ريف حلب الشمالي بالكامل وإن القصف الروسي العنيف مستمر.
واخترقت القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها دفاعات المعارضة ووصلت إلى قريتين شيعيتين في شمال محافظة حلب مما خنق خطوط إمداد المعارضة من تركيا إلى مدينة حلب. وتسبب الهجوم في شمال محافظة حلب والمدعوم بمئات الغارات الجوية الروسية في فرار عشرات الألوف من السكان في اتجاه الحدود التركية كما كان من أسباب تعطل محادثات السلام السورية في جنيف.
وقال حسن الحاج علي قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر والذي تلقى تدريبا عسكريا أميركيا في قطر والسعودية إن القصف الجوي مستمر.
وأضاف «الغطاء الروسي مستمر ليلا نهارا وهناك أكثر من 250 غارة باليوم الواحد على هذه المنطقة».
ومضى قائلا «النظام يحاول الآن توسيع المساحة التي سيطر عليها. ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل والحالة الإنسانية صعبة جدا».
وأورد تلفزيون المنار أن القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها سيطرت على بلدة رتيان القريبة من مناطق كانت قد سيطرت عليها يوم الأربعاء.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة القوات الحكومية وحلفائها على بلدة رتيان التي لها «أهمية رمزية».
ودعا الدول التي تدعم معارضي النظام السوري لإرسال المزيد من المساعدات العسكرية بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات وإن لم يبد تفاؤلا حيال الشق الأخير.
وقال «نحن نطالب بشكل يومي بزيادة الدعم ولكن موضوع مضاد الطائرات أصبح حلم كل سوري. الحلم الذي لن يتحقق».
وتُعد صواريخ تاو الأميركية الصنع المضادة للدبابات السلاح الأكثر فعالية في ترسانة مقاتلي المعارضة وتم تزويد فصائل مقاتلة محددة بها في إطار برنامج دعم عسكري تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن 15 ألف شخص وصلوا إلى الحدود التركية من حلب في شمال سوريا فرارا من هجوم تشنه القوات الحكومية بدعم روسي.
ونفت الخارجية الروسية ادعاءات أنقرة باستخدام سلاح الجو الروسي لقنابل عنقودية حارقة ضد أهداف مدنية في سوريا وانها عارية عن الصحة.
كما قال ديبلوماسي روسي كبير إنه كان ينبغي لوفد المعارضة السورية الذي شارك في محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة أن يرحب بهجوم للحكومة لأنه استهدف إسلاميين متشددين بدلا من الانسحاب منها.
ـ مساعدات غذائية لنبل والزهراء ـ
الى ذلك وصلت 10 شاحنات تضم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أهالي بلدتي نبل والزهراء المحررتين من قبضة التنظيمات المسلحة المعارضة تحمل الأغذية والأدوية والمواد الأساسية للمواطنين بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري، اضافة الى ادخال مادتي المحروقات والغاز المنزلي.
الى ذلك أوردت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية يوم الجمعة مقتل قائد بالحرس الثوري الإيراني وستة من ميليشيات الباسيج الإيرانية في القتال في سوريا.
وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية أن البريغادير جنرال محسن غجريان القائد بالحرس الثوري الإيراني قتل في محافظة حلب بشمال سوريا حيث دارت معارك عنيفة في الآونة الأخيرة.
ولم تذكر وكالة تسنيم متى قتل غجريان لكنها أشارت إلى أنّه كان يقدّم المشورة لقوات الأسد في قتالها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت «استشهد ستة متطوعين من الباسيج في سوريا بينما كانوا يقاتلون التكفيريين على مقربة من حلب أثناء دفاعهم عن المقامات الشيعية المقدسة».
وأوردت وسائل الإعلام الإيرانية تقارير عن وفاة أكثر من 100 عنصر في الحرس الثوري الإيراني والباسيج في سوريا في الأشهر القليلة الماضية.
ـ الأمم المتحدة لا تعتزم توجيه دعوات جديدة ـ
اما على صعيد الاتصالات السياسية، قال مسؤول في الأمم المتحدة يشارك في ترتيب محادثات السلام السورية لتلفزيون رويترز إن المنظمة الدولية لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من المحادثات التي تأمل أن تبدأ بحلول 25 شباط.
وقال رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا «لن تكون هناك دعوات أخرى ولن تصدر دعوات جديدة في قالب مختلف».
جاءت تصريحات رمزي بعد اجتماعه مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة التي وجهت إليها الدعوة لحضور المحادثات كأفراد وليس كجماعة.
عن الديار