روسيا : «داعش» فقد السيطرة على 217 بلدة سوريّة بسبب غاراتنا
طغت الحالة الانسانية التي يعيشها المدنيون السوريون من جراء التقاتل المستمر على مسألة المفاوضات السورية - السورية اذ شددت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا على رفع الحصار عن بلدات سورية تقع تحت سيطرة الجيش السوري في حين دعت روسيا الى ايصال المساعدات الى كل البلدات وخاصة الواقعة تحت حصار جبهة النصرة واحرار الشام وجيش السلام. اما حول انطلاق المفاوضات بين النظام السوري والفصائل المعارضة, فما زالت الصورة غامضة وغير واضحة فمن جهة النظام لم يبدل رؤيته باعطاء اولوية لمحاربة الارهاب واعتبار اي خروج عن ذلك خرقا للقانون الدولي في وقت ما زالت المعارضة تتسمك بشرط رحيل الرئيس بشار الاسد للبت لاحقا في مستقبل سوريا. وماذا سيتوصل اليه الطرفان طالما يتشبثان برؤيتهم للازمة السورية دون ابداء اي مرونة تجاه اي حل لسوريا.
وبدورها، شددت روسيا على ضرورة اطلاق المفاوضات السورية - السورية دون اي شرط مسبق على أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012 واتفاقات مجموعة دعم سوريا التي تم التوصل إليها يومي 30 تشرين الأول و14 تشرين الثاني الماضيين، والقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي يوم 18 كانون الأول عام 2015».
هذا طالب مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارئ عقده امس بضمان وصول فوري للمساعدات الى المناطق السورية المحاصرة واكد الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون الانسانية كيونغ واك اينغ انه لا يمكن ان يكون هناك اي سبب او تفسير عقلاني او تبرير لمنع بلوغ المساعدات الى المحتاجين اليها.
وقد دعت باريس وواشنطن ولندن مجلس الامن للمطالبة برفع الحصار عن البلدات السورية وبينها مضايا، حيث دخلت عيادة نقالة وفريق طبي والهلال الاحمر السوري الى البلدة الواقعة في ريف دمشق لمعالجة حالات سوء التغذية بحسب منظمة الصحة العالمية. في المقابل، أعربت الخارجية الروسية عن قلقها من استمرار الوضع الإنساني المتأزم في عدد من البلدات السورية مشددة على أن تبذل كافة أطراف النزاع السوري، والدول ذات التأثير على الأطراف، جهودها القصوى من أجل المساهمة في إيصال المساعدات الإنسانية، وبالدرجة الأولى إلى البلدات المحاصرة من قبل مسلحي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام».
ودعا مدير اللجنة الدولية للصليب الاحمر في منطقة الشرق الاوسط روبرت مارديني الى «توفير ممر سريع ودوري وغير مشروط للقوافل الانسانية الى المناطق كافة ليتسنى انقاذ حياة السكان»، الى حين رفع الحصار عن المناطق كافة.
الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن ما حققته روسيا في بضعة أشهر يفوق بعشر مرات ما حققته الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» خلال أكثر من عام. وحول مفاوضات السلام التي ستعقد في جنيف , اعرب المعلم عن تشائمه حول نتائج الحوار متهما الرياض بأنها ترغب في حرب طائفية معتبرا ان السعودية «ستزيد تمويل ودعم الإرهابيين وستعيق نجاح مفاوضات جنيف» كما رأى ان التوتر السعودي الإيراني يؤثر سلبا على الأزمة السورية. ودعا وزير الخارجية السوري دول جوار سوريا إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير، معربا عن قناعته بأنه «إذا التزمت تركيا والسعودية وقطر بقرار الأمم المتحدة ستحل 70% من أزمتنا، وأؤكد أننا سنحل الـ30% الباقية قبل نهاية العام».
وفي لوجيستيات التحضير لمؤتمر جنيف -نفى وليد المعلم، تلقي حكومته قائمة بأسماء وفد المعارضة السورية، أو أخرى «بالمجموعات الإرهابية» من المندوب الاممي لسوريا دي ميستورا. وكان المعلم قد صرح إن دور الحكومة السورية تشكيل الوفد الممثل لها، ولا علاقة لها بتشكيل وفد المعارضة، إلا أن دمشق تتوقع أنه إذا كان للوفد علاقات بالمجموعات الإرهابية، فعلى الوفد الاعلان عن الانفصال عنهم.
وحققت العمليات العسكرية الروسية نجاحا كبيرا على داعش خلافا لما روجت له الولايات المتحدة وحلفائها بان موسكو ستغرق في المستنقع السوري وستكرر تجربة افغانستان بيد ان داعش فقد السيطرة على 217 بلدة بسبب مواصلة الطيران الروسي غاراته لضرب الارهاب في سوريا منذ 30 ايلول 2015 حتى هذا التاريخ.
وقال المسؤول في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي «جرت خلال مائة يوم من العملية التي تجريها القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا، استعادة 217 بلدة من تنظيم «داعش»، وتم تحرير ما يزيد على ألف كيلومتر مربع من الأراضي مشيرا الى ان قيام الطائرات التابعة لسلاح الجو الروسي بـ5662 طلعة قتالية في سوريا، قصفت فيها مواقع ومنشآت الإرهابيين منذ 30 ايلول من عام 2015 الماضي.
في غضون ذلك، القت طائرة إيل-76 أول دفعة من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية الأخرى من الجو لسكان محافظة دير الزور في سوريا امس بحسب التلفيزيون الروسي. وأشار رئيس إدارة العمليات الرئيسية للأركان العامة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي أن المدينة كانت محاصرة من قبل الإرهابيين لفترة طويلة من الزمن وتحتاج إلى هذه المساعدات بشكل ملح. واكد رودسكوي: «تم إيصال 22 طنا من المساعدات الإنسانية إلى مدينة دير الزور باستخدام منظومات مظلية روسية وطائرة نقل عسكري إيل-76 تابعة للقوات الجوية السورية».
هذا ونفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم استهداف مدنيين بغارات جوية روسية في سوريا، مرجحة أن يكون التحالف الغربي وراء بعض الهجمات التي تُتهم بها روسيا.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسيةاللواء إيغور كوناشينكوف، خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الروسية امس، إن الطيارين الروس يمتنعون عن توجيه ضربات إلى مواقع الإرهابيين في حال كان هناك خطر، ولو ضئيل، لإلحاق الضرر بالمدنيين. وأضاف: «في حال وجود خطر سقوط ضحايا مدنيين، يمتنع سلاح الجو الروسي حتى عن التخطيط لتوجيه ضربات إلى مثل هذه الأهداف. أما التحالف الغربي فيعتبر مقتل 49 مدنيا أمرا قليل الأهمية».
وميدانيا، تابعت وِحداتُ الجيشِ السوري تقدمَها على جبهةِ مطارِ كويرس في ريفِ حلب الشرقي وفرضت سيطرتَها على قريةِ العبودية فيما فرَ مسلحو تنظيمِ داعش الارهابي من قريتَي الملتفة والعاجوزية نتيجةَ ضرباتِ قواتِ الجيش.
وفي الريفِ الجَنوبي والجنوبي الغربي لحلب يستكملُ الجيشُ السوريُ عملياتِه، وقد صدَّ هجوماً للمجموعاتِ الارهابية باتجاهِ خان طومان وكبَّدَها خسائرَ كبيرة.
عن الديار