عندما وضع وزير الدفاع الروسي الصندوق الاسود على مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الرئيس الروسي بعدم فتح الصندوق الاسود وطلب خبراء دوليين خصوصاً بريطانيين ليتم فتح الصندوق الاسود امامهم والتأكد أن الطائرة الروسية سوخوي ـ 24 التي تم اسقاطها من قبل الطائرات التركية كانت فوق الاجواء والاراضي السورية. واكبر دليل على ذلك ان الصندوق الاسود التي كان في الطائرة سقط ضمن الاراضي السورية، فكيف تكون الطائرة الروسية تحلق في الاجواء التركية طالما انها سقطت في الاراضي السورية.
وينتظر الرئيس بوتين ان يأتي خبراء بريطانيون ودوليون ليتم فتح الصندوق والاعلان آنذاك عن ان تركيا هي التي اعتدت على الطائرة الروسية سوخوي ـ 24. وعندما يأخذ شهادة دولية الرئيس الروسي بوتين بأن الاعتداء كان تركيا ضد الطائرة الروسية فانه سيتصرف إما بالشكوى امام مجلس الامن وإما بالانتقام من تركيا عبر اسقاط طائرة حربية تركية من طراز اف ـ 16 على الحدود مع سوريا بواسطة منظومة الدفاع الجوية اس ـ 400.
وحتى الان لم تتجاوب واشنطن مع ارسال خبراء جويين الى موسكو لفتح الصندوق الاسود. اما بريطانيا فرحّبت اولاً بالفكرة ثم اخذت حذرها وهي لا تريد الان ان تدخل على خط الطائرة الروسية المنكوبة كي لا تكون شاهدة على بداية حرب بين روسيا وتركيا.
والتوتر الحاصل الان بين روسيا وتركيا ينعكس على أوروبا وعلى اميركا، فحلف الناتو الذي تركيا عضو فيه محرج جداً في ترك تركيا تواجه وحدها روسيا، وفي الوقت ذاته، لا يستطيع ان يرى روسيا تعتدي على تركيا دون ان يتدخل حلف الناتو وعندئذ ستقع حرب كبيرة لا احد يعرف كيف تنتهي، قد يعرف الانسان كيف تبدأ الحرب اما كيف تنتهي فلا احد يعرف، فالرئيس بوتين قال اتمنى ان لا اضطر الى وضع رؤوس نووية على صواريخ كاليبير، الصواريخ البالستية التي تطلقها الغواصات الروسية من البحر باتجاه الاراضي السورية حيث تنظيم داعش والتكفيريون والارهابيون.
والاتساع بالخلاف يوماً بعد يوم يظهر بين اميركا وروسيا، وبين اوروبا وروسيا، وبين السعودية وروسيا بشأن مصير الرئيس بشار الاسد والوضع في سوريا، فالسعودية اعلنت على لسان وزير خارجيتها الوزير عادل جبير ان على الرئيس الاسد ان يذهب بالمحادثات او يذهب بالقوة وبالسلاح، وهذا تصريح استفزازي كبير ردت عليه موسكو بأن الشعب السوري يقرر مصير الرئيس بشار الاسد عبر استفتاء او انتخابات رئاسية لانتخاب رئيس للجمهورية بعد الفترة الانتقالية، وليس الان.
اما بالنسبة الى ايران فهي لا تقبل ابداً البحث في موضوع الرئيس بشار الاسد، وتقول هذا خط احمر لا نقبل بحثه لا من السعودية ولا من اوروبا واميركا.
اما بالنسبة الى الرئيس بشار الاسد فهو اعلن انه لن يترك السلطة حتى آخر رمق في حياته، لان الشعب كلفه رئاسة الدولة السورية والانتخابات الشعبية هي التي تقرر ما اذا كان عليه ان يبقى في رئاسة الجمهورية او يذهب.
تركيا تعمل على اسقاط الرئيس بشار الاسد بالتنسيق مع السعودية وقطر، وترسل اسلحة وتمويل من قطر والسعودية الى سوريا للمنظمات الارهابية والتكفيرية، وتتكفل تركيا بتمرير السلاح والمال الى المنظمات الارهابية، ومع ان التحالف الدولي يريد ضرب داعش الا ان 100 طائرة للتحالف الدولي لم تقصف آبار النفط التابعة لداعش قبل ان تأتي الطائرات الروسية وتبدأ بقصف الصهاريج وآبار النفط التي كانت داعش تبيع منها تركيا النفط وتشحنها تركيا الى دول اخرى ومنها اسرائيل. وكان مدخول داعش في الشهر 50 مليون دولار من النفط واحيانا 100 مليون دولار في الشهر من خلال بيع النفط السوري لكن عندما جاءت الطائرات الروسية ضربت الابار والصهاريج حتى ان الطائرات الروسية احرقت اكثر من 1500 صهريج نفط وجعلت مدخول داعش يسقط الى 10 ملايين دولار في الشهر فقط ومع الوقت سيصبح مدخول داعش صفراً ولا تعود داعش تستفيد من النفط بشيء.
الان نحن امام المشهد التالي، الرئيس بوتين يحمل الصندوق الاسود لطائرة السوخوي ـ 24، وينتظر الخبراء الدوليين، فاذا لم يأتوا فسيفتح الصندوق الاسود ويبث الشريط عن التسجيل الذي حصل بين الطيار الروسي والطيار التركي، وقد جاء في التسجيل الذي تملكه موسكو من خلال التنصت من الارض على المكالمات ان الطيار التركي طلب من الطيار الروسي الخروج من الاجواء التركية، فأجابه الطيار الروسي انا فوق الاراضي السورية ولست في تركيا، فأصر الطيار التركي محذرا بأنه سيطلق النار على الطائرة الروسية قائلا انكم تخرقون الاجواء التركية، فأكد الطيار الروسي أننا فوق سوريا وداخل الحدود ولسنا فوق الاجواء التركية، فما كان من الطيار التركي الا ان اطلق الصاروخ على الطائرة الروسية واسقطها ثم قامت المعارضة باطلاق النار من الارض على الطيار الروسي وهو يهبط بالمظلة فقتلته وهذا ما جعل الرئيس بوتين يغضب جدا جدا لانه اعتبر ان هناك مؤامرة تركية مع المعارضة السورية لاسقاط الطائرة الروسية وعندئذ يهبط الطيار الروسي بالمظلة وتقوم المعارضة السورية والارهابيين بقتل الطيار كما حصل تماما مع قائد الطائرة الروسية.
الرئيس بوتين حتما سينتقم من تركيا ولكن كيف واين لا احد يعرف، لكن لماذا ارسل بوتين 9 غواصات تحمل صواريخ كاليبر الى المياه الاقليمية السورية، ولماذا قال نتمنى ان لا نضع رؤوسا نووية على صواريخ كاليبر التي نطلقها، وهو يعني تركيا حتماً بهذا التهديد، ولذلك فان الرئيس الروسي بوتين عمل حساباته بأن الحرب مع تركيا قد تصل الى استعمال سلاح نووي، وهذا الامر جعل واشنطن تستنفر وتبلغ روسيا ان استعمال السلاح النووي ضد تركيا ممنوع واذا استعملته روسيا فان دول العالم ستقاطعها كليا وستقوم الولايات المتحدة بفرض حصار على روسيا اقتصاديا وجويا بحيث تقاطعها المطارات وتقرر الولايات المتحدة ان تقول الى الدول اما الولايات المتحدة وإما روسيا، فكل طائرة مدنية تهبط في روسيا لن تهبط في اميركا، وكل دولة تتعاطى مع روسيا لا تتعاطى مع الولايات المتحدة، واذذاك ستض»طر دول كثيرة الى قطع علاقاتها مع روسيا كي لا تنقطع علاقتها مع الولايات المتحدة. وعندما يتم وضع في الميزان الولايات المتحدة وروسيا فان الشركات والبورصات العالمية والبواخر والطائرات المدنية ستفضل الولايات المتحدة على روسيا وهذا الامر تبلغته روسيا من واشنطن بأن اميركا لن تستعمل السلاح النووي ضد روسيا لكنها ستطلب من اوروبا ومن كل الدول الحليفة لها والدول المحايدة حتى عدم السماح للطائرات الروسية المدنية بالطيران فوق اجوائها، وفي هذه الحالة تصبح روسيا معزولة عن العالم.
لكن الرئيس فلاديمير بوتين يكون قد انتقم من تركيا واعطى درسا بأن روسيا دولة جبارة، من يطلق النار على طائرتها الحربية يتلقى الرد نوويا، وبعد هذا العمل لن تتجرأ اي دولة في العالم على استعمال القوة ضد السلاح الروسي، واذذاك يثبت الرئيس بوتين نفسه كأكبر قوة جبّارة لكنه يكون محاصر اقتصاديا وماليا. ومن خلال الشركات الاجنبية وشركات الطيران وشركات البواخر وكل وكالات التصنيع الالكترونية في اليابان والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا، وسيتم منع الطائرات الروسية من الطيران فوق هذه الاجواء كلها، لان واشنطن علمت تماما ان الرئيس بوتين يريد استعمال السلاح النووي ضد تركيا بضرب صاروخي كاليبر يحملان رؤوسا نووية وعندئذ ستضطر تركيا الى وقف الحرب واعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد لانها لا تستطيع تحمل السلاح النوي الذي قد يقتل الملايين من الشعب التركي.
الان ننتظر نتيجة الصندوق الاسود وخلال اسبوع ستظهر هذه النتيجة، وبعدها بأسابيع ستظهر ردّة الفعل الروسية تجاه تركيا، فاذا لم تعتذر تركيا وتقوم بالتعويض عن الاضرار معنويا وماديا فان روسيا ستضرب تركيا بالبداية عبر اسقاط طائرة تركية، واذا ردت تركيا بعنف فان روسيا ستستعمل السلاح النووي.
عن الديار