أجواء أحداث باريس تُسيطر على قمّة العشرين وفرنسا تبدأ الغارات
خلاف أميركي ــ روسي بشأن الأوضاع في سوريا وحول مصير الرئيس الأسد
خيمت امس اجواء الاعمال الارهابية التي حصلت في فرنسا على قمة مجموعة العشرين التي تعقد في انطاليا في تركيا وقد شدد قادة الدول على ضرورة توحيد ومضاعفة الجهود وتنسيقها لمحاربة «داعش» والجماعات الارهابية.
ويبدو ان هناك قراراً دولياً بانهاء «داعش» واقتلاعها من جذورها وتصفيتها، بعدما عبر الارهاب القارات وبدأ يهدّد العالم باجمعه.
وتستمر قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في العالم، يومين وتنعقد على بعد 310 كلم فقط من سوريا، حيث يبدو الخلاف واضحاً بين اميركا وروسيا بشأن الاوضاع في سوريا وحول مصير الرئيس بشار الاسد، حيث يؤكد الرئيس فلاديمير بوتين ان حل الازمة السورية اصبح اكثر الحاحاً بعد هجمات باريس، ويشدد على ان التحول السياسي في سوريا يقرره السوريون بأنفسهم، بينما يرى الرئيس باراك أوباما ان لا استقرار في سوريا بوجود الرئيس بشار الاسد.
وقبل الدخول في تفاصيل مباحثات انطاليا، اشارة الى ان المقاتلات الفرنسية، وبحسب بيان وزارة الدفاع الفرنسية، القت 20 قنبلة على مدينة الرقة في شرق سوريا التي تشكل معقل «داعش» ودمرت مركز قيادة ومعسكر تدريب.
وقالت الوزارة في بيان اصدرته امس ان الهدف الاول الذي تمّ تدميره كان يستخدمه «داعش» كموقع قيادة ومركز للتجنيد الجهادي وكمستودع اسلحة وذخائر، وكان الهدف الثاني يضم معسكر تدريب ارهابيين.
وكانت حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» غادرت مرفأ «تولون» امس متوجهة إلى الشاطىء السوري وتحمل على متنها 60 طائرة منها 40 طائرة رافال الحديثة المتقدمة و20 طائرة «سوبر إيتوندار»، ويرافق حاملة الطائرات 12 بارجة حربية قاذفة للصواريخ البالستية و4 غواصات تطلق توربيدات وصواريخ بحر-ارض.
وطائرات الرافال الأربعين التي تحملها حاملة الطائرات شارل ديغول مزودة بصواريخ نوعية تعمل على الكهرباء واللايزر اضافة الى انها تحمل قنابل تزن نصف طناً وطن ايضا و6 صواريخ بوزن 200 كيلوغرام شديدة الانفجار وبالغة الدقة في الإصابة، وسيتم استعمال الرافال لضرب 4200 مركز لداعش تعتقد فرنسا انها قادرة على تدميرها في ظرف 3 اشهر.
وتقول فرنسا انها ذاهبة الى حرب دون عودة الى الوراء مهما بلغ الأمر وكلما تحركت داعش بانفحارات ستكون الغارات اقوى من الأول .
انطلاق قمة العشرين
وبالعودة الى قمة العشرين، فقد انطلقت اجتماعاتها امس والتي ستستمر يومين وتركز على قضايا الارهاب واللاجئين والمناخ. وقد بدأ الزعماء قمتهم بالوقوف دقيقة صمت حداداً عالى ارواح ضحايا هجمات باريس.
وفي هذا الإطار قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفتتحا أعمال القمة إن «حادث الجمعة الحزين بباريس يظهر لنا أن الاقتصاد ليس بمعزل عن السياسة، وأن اهتمام مجموعة الـ20 الرئيسي هو بالاقتصاد، ليس على هامش الحياة الاجتماعية والسياسية والإنسانية».
وأشار أردوغان إلى أن أزمة الهجرة التي بلغت أبعادًا دولية، لم تخضع للأسف لمراجعة كافية، كما أعرب عن أمله في أن تمثل قمة الـ20 نقطة تحول تاريخية في الصراع ضد الإرهاب وأزمة اللاجئين، مبرزًا أن التوترات الأمنية تلقي بظلالها سلبًا على اقتصاديات الدول.
وحول قمة العشرين قال أردوغان، إن أهداف تركيا في القمة تتمثل في النمو المستدام والمتزن، بالإضافة إلى الشمولية، مشيرا إلى أن تركيا خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين أضافت النمو القوي والمستدام والمتزن لأهداف المجموعة الأساسية، مؤكدا أن النمو ليس مجرد أرقام وبيانات، بل يجب أن تكون له جودة.
وأشار إلى أن الزعماء المشاركين، سيناقشون خلال جلسات القمة قضايا النمو وخلق فرص العمل، إضافة إلى العديد من القضايا الاقتصادية العالمية، مؤكدا أن المقترحات التي تقدمت بها مجموعة الأعمال ومجموعة العمل، ستساهم في إغناء الحوارات التي ستجري بين زعماء قادة قمة العشرين.
من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن مجموعة الدول العشرين تقف موحدة لمواجهة أي تهديد من جانب المتطرفين.
وأضافت ميركل في كلمة أمام قمة العشرين «نحن هنا في قمة مجموعة العشرين نرسل رسالة قوية مفادها اننا أقوى من أي شكل من أشكال الارهاب»، مشيرة إلى أن الهجمات التي وقعت في باريس تمثل قضية مهيمنة على الاجتماع. وأكدت أن تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أمر حيوي لألمانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة «لدينا خلافاتنا مع روسيا لأسباب أهمها أنهم (الروس) بذلوا جهودا لتقويض فصائل معارضة للأسد ليس بينها الدولة الإسلامية، وهم ناس يمكن أن يكونوا جزءا من مستقبل سوريا».
وأضاف كاميرون للصحفيين أن «المحادثة التي أريد أن أجريها مع فلاديمير بوتين هي أن نقول .. هناك شيء واحد نتفق عليه هو أننا سنكون أكثر أمنا في روسيا .. سنكون أكثر أمنا في بريطانيا، إذا دمرنا الدولة الإسلامية. هذا ما ينبغي أن نركز عليه».
وشدد على أن الهجمات في باريس جعلت من الضروري هزيمة متطرفي التنظيم سواء في العراق أو في سوريا.
لقاءات ثنائية
هذا وعقدت عدة لقاءات ثنائية على هامش قمة العشرين، منها لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وتعهد أوباما أثناء اللقاء بمضاعفة الجهود، مع باقي دول التحالف الدولي، من أجل القضاء على تنظيم «داعش» وتحقيق انتقال سلمي في سوريا.
لقاء بوتين - اوباما
كما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره ألأميركي باراك أوباما ، على هامش قمة العشرين المنعقدة في أنطاليا جنوب تركيا.
يشار إلى أن اللقاء جاء بشكل عفوي، إذ لم يعلن أي من الجانبين الروسي أو الأميركي أن الزعيمين سيلتقيان خلال القمة، ولكن كاميرات الصحافة رصدتهما داخل صالة الفندق الذي تعقد فيه القمة وهما يتحدثان بشكل غير رسمي برفقة مترجميهما فقط بعد غداء العمل.
بوتين
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء غير رسمي جمعه ظهر أمس مع الزعماء الآخرين لدول مجموعة «بريكس» في أنطاليا، بأنه لا يمكن التغلب على التهديد الإرهابي ومساعدة الملايين من اللاجئين إلا بتوحيد جهود المجتمع الدولي كله. كما قال بوتين في لقاء زعماء مجموعة «بريكس» إن مكافحة الإرهاب تتطلب أن تعمل الدول على هذا الصعيد وفقا لميثاق الأمم المتحدة بناء على قواعد القانون الدولي ومع مراعاة الحقوق السيادية والمصالح المشروعة لكل دولة.
مسودة البيان الختامي
وقد دانت مسودة البيان الختامي للقمة «الاعتداءات الشنيعة» التي شهدتها باريس، ودعت إلى ضرورة مكافحة تمويل الإرهاب وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول بهذا الشأن.
كما نقلت المسودة قلق الدول من التدفق المتزايد «للإرهابيين الأجانب»، مشددة على أن «الإرهاب لا يمكن أن يكون مرتبطا بأي ديانة أو جنسية أو عرق». وحثت المسودة على ضرورة تعزيز أمن الحدود وسلامة الطيران.
وبشأن أزمة اللجوء، أشارت المسودة إلى ضرورة معالجة هذه المشكلة العالمية والتعامل معها بطريقة منظمة وشاملة، كما حثت جميع الدول على التعاون فيما بينها لمواجهة الأزمة عبر تقاسم عبء استقبال اللاجئين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.
عن الديار