موسكو وواشنطن تتبادلان المعلومات مرتين يوميا بشأن الغارات
انجاز كبير استراتيجي حققه الجيش العربي السوري بالسيطرة على مطار كويرس بعد سنتين من الحصار لم يتمكن خلالهما الارهابيون من التقدم بسبب الدفاع البطولي لحماية المطار. فيما سيشكل السيطرة على مطار «كويرس» تبدلا في موازين القوى على الارض في منطقة حلب وفي كافة المناطق السورية حيث سيواصل الجيش السوري التقدم للسيطرة على بلدتي الحاضر والسباعية وصولا الى حندرات وفك الحصار عن الفوعة وكفريا وبالتالي تطويق المسلحين الموجودين في احياء حلب وقطع الطريق عن ريفي حلب الشرقي والجنوبي وريف ادلب وتأمين طريق حلب حماه.
نجح الجيش السوري في دخول مطار كويرس العسكري الذي يشكل قاعدة جوية عسكرية في ريف حلب الشرقي، ليكسر بذلك حصارا فرضه تنظيم الدولة منذ نحو عامين.
السيطرة على مطار كويرس ستمنح الجيش السوري القدرة على تنظيم صفوفه في الشمال، ذلك أن المطار سيتحول إلى قاعدة استراتيجية لتجميع القوات والانطلاق منها نحو أرياف حلب الأخرى، ولهذا كان المطار على مدار السنوات الثلاث الماضية هدفا عسكريا مهما لكل أطراف الصراع، حيث حاصرت الفصائل المعارضة المطار نهاية عام 2012 قبل أن يطرد تنظيم الدولة، فصائل المعارضة من محيط المطار مطلع 2014 ويستكمل هو محاصرته.
وأغلب الظن أن هذا الإنجاز سيدفع الجيش إلى استكمال ملاحقته لتنظيم الدولة على حساب الفصائل الأخرى الموجودة في ريف حلب الجنوبي، وسيكون ريفا حلب الشرقي والشمالي في الأسابيع المقبلة ساحتين للمعارك، مع استمرار المعارك في ريف حلب الجنوبي، خصوصا في محيط بلدة الحاضر التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش السوري وفصائل المعارضة.
وتتوزع خارطة القوى العسكرية المقاتلة في ريف حلب على النحو التالي:
ـ تنظيم الدولة ينتشر في معظم الريف الشرقي والريف الشمالي الشرقي، بدءا من جرابلس الحدودية مع تركيا مرورا بمناطق منبج وشدود والباب، مع محاولته اقتحام بلدة مارع شمالي حلب.
ـ الفصائل المعارضة تسيطر على معظم الريف الشمالي وبلداته مثل أعزاز، ومارع، وتل رفعت، وحيان، وبيانون، ورتيان، كما تسيطر على أجزاء في الريف الجنوبي وأجزاء واسعة من الريف الغربي.
ـ الجيش السوري يسيطر على الجزء الغربي من مدينة حلب، وعلى مطار كويرس العسكري ومحيطه في ريف حلب الشرقي، وعلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين في الشمال، فضلا عن أجزاء من ريف حلب الجنوبي ومنها قرى الحويز والقراصي والحميرة وعبطين وغيرهم.
ـ القوات الكردية، تسيطر على أجزاء من ريف حلب الشمالي، وعلى أجزاء من الريف في الشمال الغربي للمحافظة، فضلا عن سيطرتها على مدينة عفرين.
كما أن سيطرة الجيش على مطار كويرس العسكري من شأنها أن تغير من موازين القوى العسكرية على الأرض، وتمهد لتغييرات في توزيعها خلال المرحلة المقبلة، وإن كان هذا التغيير سيكون بطيئا لكثرة القوى المتصارعة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي قامت في اليومين الماضيين بـ85 طلعة في سوريا قصفت فيها 277 منشأة للإرهابيين في محافظات حلب ودمشق واللاذقية وحماة وحمص وادلب.
هذا وأعلن المتحدث باسم الوزارة أن الضربات الدقيقة التي نفذها الطيران الحربي الروسي في سوريا خلال اليومين الأخيرين أدت إلى إحباط خطط الإرهابيين لشن هجوم على حماة.
وأشار إلى أن المعلومات في هذا الشأن جاءت من المعارضة السورية، وأكدتها كل من قيادة الجيش الحكومي السوري ومعلومات استطلاع جمعتها الطائرات الروسية من دون طيار.
كما أكد متحدث عسكري باسم الجيش العربي السوري أن وحدات الجيش والقوات المسلحة تتابع عملياتها العسكرية وفق الخطة المقررة على كامل مسرح العمليات في مواجهة الإرهاب التكفيري. وأضاف المتحدث العسكري أن وحدات الجيش والقوات المسلحة تتابع تقدمها في ريف اللاذقية الشمالي وتفرض سيطرتها على التلال والنقاط الحاكمة في كمب الألمان وكتف حسون وكتف دليبة.
وأشار المتحدث العسكري إلى أن سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ 75 طلعة جوية على تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقراتها خلال اليومين الماضيين أسفرت عن تدمير 150 هدفا إرهابيا في المنطقة الشمالية والوسطى.
وفي حلب سيطر الجيش السوري على كرم الطراب وعلى اجزاء من العطرانية شمال غرب مطار حلب الدولي، واشار مصدر عسكري سوري ان الجيش السوري سيعلن قريبا عن فتح طريق حمص - دمشق الدولي بشكل كامل.
ـ الاتصالات السياسية ـ
وفي شأن الاتصالات السياسية قبل اجتماع فيينا السبت في حضور 20 دولة، أعلن عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني أن لروسيا دورا محوريا في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مشيرا إلى أن وجود الروس على الأرض هو «واقع علينا جميعا التعامل معه».
كما دعا العاهل الأردني إلى ضرورة توحيد الجهود في التعامل مع الازمة السورية وضمن «نهج شامل».
كذلك دعا وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف اللاعبين الخارجيين إلى دعم الحوار السوري السوري من أجل التوصل إلى حل بدلا من محاولات حسم نتائجها مسبقا.
من جهتها نفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام والتي زعمت أن روسيا تعد مشروع اقتراحات ما حول تسوية الأزمة في سورية لتقديمها إلى اجتماع فيينا القادم.
وقالت زاخاروفا في تصريح صحفي امس «إن هذه الأنباء لا تتطابق مع الواقع».
ـ الاميركيون والروس يتبادلون المعلومات ـ
اعلن جنرال في سلاح الجو الاميركي في واشنطن ان العسكريين الاميركيين والروس يتحادثون «مرتين يوميا» لتبادل المعلومات حول عملياتهما الجوية في سوريا.
وقال الجنرال هربرت هاوك كارلايل احد ابرز المسؤولين في سلاح الجو الاميركي خلال لقاء مع صحافيين في واشنطن، ان القيادة الاميركية المكلفة العمليات العسكرية في سوريا «تتحادث مرتين يوميا» مع نظيرتها الروسية، مضيفا ان «هناك خطا مباشرا» بين القيادتين.
وتابع الجنرال الاميركي «ان الجميع حريصون على سلامة التحركات الجوية. لا احد يريد اوضاعا خطيرة او تفسيرات خاطئة».
عن الديار