مساعد ابو بكر البغدادي هنأ قائده باصابة الهدف الكبير
سلمت لندن المعلومات لدى مخابراتها لمخابرات روسيا بشأن انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء، وفي هذه المعلومات اتصال بعد 5 دقائق من تفجير الطائرة من قبل مساعد أبو بكر البغدادي يهنئه فيها بإصابة الهدف الكبير، لكنه لا يقول الطائرة الروسية او غيرها، بل يسمّي الهدف الكبير.
ومعنى الهدف الكبير هو الطائرة المدنية الكبيرة.
وفي معلومات لندن التي سلمتها الى موسكو تنصت أيضا جرى بين سوريا والعراق بين قائدي داعش يهنئان بعضهما البعض باسقاط الطائرة الروسية، بريطانيا لم ترد الكشف عن المعلومات فورا، بل انتظرت يومين الى حين اعلن هامونغ وزير خارجية بريطانيا ان قنبلة كانت موضوعة في الطائرة، فغضب بوتين واتصل بالرئيس كاميرون رئيس وزراء بريطانيا محتجا على الاعلان ان هنالك قنبلة انفجرت قبل انتهاء التحقيق الرسمي بشأن سقوط الطائرة، فردّ كاميرون انه يستند الى معلومات وسيزود موسكو لاحقا بهذه المعلومات. وبالفعل امس قام مدير المخابرات البريطانية بزيارة موسكو وتسليم المعلومات الكاملة بشأن الطائرة الروسية واسقاطها.
البريطانيون سجلوا في معلوماتهم ان مطار شرم الشيخ مخروق امنيا وانه ليس مضبوطا امنيا من ناحية تفتيش الحقائب كذلك من حيث ولاء الشرطة والجيش في الدولة بل ان داعش خرقت أشخاصا كثيرين يعملون في الجيش والشرطة وتدفع لهم المال ويمررون الحقائب، ثم ان المخابرات البريطانية لديها معلومات عن مهندس القنبلة وهو من اصل فرنسي لجأ الان الى مدينة سرت في ليبيا حيث انضم الى داعش وطلب منه أبو بكر البغدادي المجيء الى بغداد او الى الموصل لانه يريد ان يقابله ويهنئه على عمله بإنجاز القنبلة التي تنفجر على ارتفاع معين، لكن مهندس القنبلة استطاع الهرب من مصر ووصل الى ليبيا وفي ليبيا اختبأ في مدينة سرت حيث مركز داعش القوي .
اذا الموضوع لم يعد يتعلق بالتحقيق السري حول اسقاط الطائرة ونفي المسؤولين المصريين لوجود قنبلة، بل أصبحت مسألة معلومات مخابرات اكيدة ومؤكدة من ان الطائرة تم اسقاطها بقنبلة، والدليل على ذلك ان الصندوق الذي يسجل ما يحصل داخل قمرة الطيارين سجل صوتا قويا دفعة واحدة وهو لا يعبر الا عن انفجار قنبلة وليس اصطدام صاروخ في الطائرة. وبوتين الذي صنفته مجلة فوربس العالمية انه الرجل الأقوى في العالم، ثم تبعته ميركل مستشارة المانيا ثم الرئيس باراك أوباما وجد نفسه في حيرة كيف ينتقم من داعش بعد هذا العمل الفظيع الذي أدى الى مقتل 224 مواطنا روسيا وطاقم الطائرة بغير وسائل القصف الجوي الحاصل على مراكز داعش في سوريا، فجهز صواريخ بالستية لقصف مراكز داعش في الرقة وفي ريف حمص، ثم تمنى على المجتمع الدولي ان لا يستعمل الصواريخ البالستية مثل كاليبار او غيرها، وان ينتقم بالقصف الجوي، ويحتاج بوتين الى 50 طائرة يرسلها الى مطار اللاذقية الروسي حيث القاعدة الجوية، لزيادة غارات القصف والانتقام من داعش انتقاما رهيبا، لكن القاعدة الجوية لا تتسع لـ 50 طائرة ولذلك هو في حيرة من امره، وقد عزل بوتين نفسه عن العالم لمدة 3 أيام بعد الحادثة، وكان على علم بأن حادثا إرهابيا حصل ضد الطائرة، فلم يعد يجتمع برئيس وزرائه والوزراءـ بل كان يجتمع بقائد الجيش فقط ويخطط لانتقام بحجم الحادثة الارهابية التي افتعلتها داعش ضد الطائرة الروسية.
وقد فكر بوتين باستعمال أسلحة كيمائية لكن تدخل واشنطن معه جعله لا ينفذ قراره باستعمال الأسلحة الكيمائية، كما ان تدخل المجتمع الدولي الذي تمنى عليه عدم استعمال صواريخ بالستية جمد قراره بشأن القصف البالستي الصاروخي، ولم يعد امام بوتين الا الانتقام بالغارات الجوية والمجيء بالـ 50 طائرة جديدة كي يكون معدل الغارات اليومية حوالي 200 غارة جوية على داعش وعندها بعد 20 يوما يستطيع تدمير وتقطيع اوصال داعش في سوريا وضربها وضرب كل مراكز قياداتها وتدريبها ومخازن أسلحتها.
وفكر بوتين بارسال قوة برية تهاجم مراكز داعش بواسطة الطوافات لكنه لا يملك المعلومات الكافية عن مراكز داعش في كيفية الهجوم عليها بريا، لذلك فضل الا يقاتل بجنوده وان يتم قتل بعضهم اثناء الهجوم على مراز داعش والان تتجه الأمور الى القصف الجوي الروسي حيث ستصل الغارات الى عدد 200 غارة في اليوم ضد مراكز داعش لتدمير كل بنيتها التحتية وتحصيناتها ومخازن أسلحتها ومراكز القيادة فيها.
وبوتين يعرف كيف ينتقم وكيف ينتقم بقسوة وشدة، والعالم ينتظر ماذا سيفعل بوتين في الأيام المقبلة، واي حل سيعتمد للانتقام من داعش، فقد نتفاجأ في قصف صاروخي بالستي وقد نتفاجأ باستعمال أسلحة كيمائية محدودة المساحة وقد لا نتفاجأ الا بالغارات الكثيفة على مراكز داعش لكن قرار بوتين بتدمير داعش قد تم اتخاذه ولن يتراجع عنه والأيام المقبلة تخفي ردة فعل روسية عنيفة ضد داعش ستظهرها الأسابيع المقبلة بكل خطورتها واحتمالاتها.
عن الديار